الغنوشي يؤكد أن البرلمان التونسي هو مركز السلطة ويحذر من انتخاب المستقلين

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 06 اكتوبر 2019ء) أكد رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي على أن ترشحه للمرة الأولى في الانتخابات التشريعية لأن البرلمان هو مركز السلطة، بينما الرئاسة إلى حد كبير رمزية، محذرا من انتخاب المستقلين.

وقال الغنوشي، في تصريحات للصحافيين عقب إدلائه بصوته في الانتخابات التشريعية التونسية اليوم الأحد، "ترشحت لأبعث برسالة بأن ها هنا البرلمان هو مركز السلطة، الحكومة تنبثق عن البرلمان كما تعلمون، والرئاسة في تونس إلى حد كبير رمزية"​​​.

وأضاف الغنوشي "الثورة المضادة سلطت على مجلسنا النيابي حملات متتالية لتسخيفه وتتفيهه... لذا وجب على رؤساء الأحزاب الاتجاه للبرلمان، ليعطوا رسالة بأن السياسات والقوانين تصنع هنا، وهو مركز السلطة والسيادة، ومنه تعتمد الحكومات، وتسقط الحكومات".

وتابع الغنوشي "الوضع الطبيعي لرؤساء الأحزاب هو قيادة كتلهم من داخل البرلمان، ونحن في نظام مركز السلطة فيه هو البرلمان، وعليهم أن ينزلوا من برجهم العاجي".

وفتحت مراكز الاقتراع في الانتخابات التشريعية التونسية أبوابها منذ الثامنة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي لتونس (السابعة بتوقيت غرينتش)، في 27 دائرة، للاختيار بين 1500 قائمة تضم 15 ألف مرشح، ومن المقرر أن تتواصل عملية التصويت حتى السادسة مساء بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت غرينتش).

وتابع الغنوشي "ستكون النهضة في المركز الأول في الانتخابات، ونرجو أن يتجه الناخبون للنهضة باعتبارها الحزب الأكثر انتظاما، والذي لم تتعلق بأي نائب من نوابه، أو وزير من وزرائه أي شبهة فساد"، مشددا "ينبغي أن لا يتم انتخاب المفسدين، لأن بلدنا في حالة حرب مع الفساد".

وأوضح رئيس حركة النهضة "أحذر من انتخاب المستقلين، باعتبار أن كلمة واحدة تعبر عنهم هي الاستقلال، لكن لا يعني أن لديهم فكر أو ثقافة مشتركة، وإذا انتخب الشعب التونسي المستقلين لكانت تونس غير قابلة لأن تُحكم لأن هؤلاء لا يجمعهم شيء".

وأضاف "أدعو الشعب التونسي لانتخاب الأحزاب المنظمة التي لم تعرف عنها شبها الفساد، والتي ليس بها سياحة نيابية، وسياحة حزبية".

وعن خطط الحركة السياسية لعقد تحالفات نيابية، قال الغنوشي "النهضة ستتحالف مع من هو مستعد لأن يتحالف معها، ويشاركها في البرنامج، ونكرر بأننا لن نتحالف مع أي حزب تتعلق به شبهات فساد".

وأردف الغنوشي موضحا "على رأس جدول أعمالنا في هذه المرحلة محاربة الفساد، والحرب على الفقر تقتضي الحرب على الفساد".

وتابع الغنوشي "التهرب الضريبي وتبييض الأموال نوع من الفساد، وكما قال الإمام علي ما جاع فقير إلا بمنع غني، أي بتهرب غني من الضريبة، ولذلك بشرنا بإنشاء صندوق للزكاة، كسبيل من سبل مقاومة الفقر".

وحول مخاوف الطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية، قال الغنوشي "ليس جديدا أن تقدم الطعون في الانتخابات، وحتى الآن لم تسقط أي انتخابات تونسية منذ الثورة بسبب الطعون"، متابعا "مسألة عدم تكافؤ الفرص غير متوفر، وما لم يتوفر لقيس سعيد من الإعلام مثلا، هو متوفر لنبيل القروي أكثر بكثير".

وأكد الغنوشي "إن جرت الانتخابات نزيهة فسوف تعترف بها النهضة، كما اعترفت بالانتخابات السابقة، سوا كنا منتصرين وهذا ما نتوقعه، أو على أي صورة من الصور".

ويحق لنحو 7 ملايين و65 ألف تونسي المشاركة في الاقتراع الذي سيفضي لاختيار 217 نائبا في برلمان قد يعكس مشهدا مختلفا للحياة السياسية في البلاد في ظل ازدياد حظوظ تقدم أحزاب جديدة، وتراجع الأحزاب التقليدية التي توالت على حكم البلاد في السنوات الماضية.

وتجري الانتخابات التشريعية اليوم بين دورتي اقتراع لحسم السباق الرئاسي، حيث جرت الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية منتصف الشهر الماضي، وستجري الدورة الثانية (الإعادة) الأحد المقبل.