في ختام زيارته إلى موسكو الطاهر يدعو إلى انتفاضة فلسطينية شاملة لمواجهة صفقة القرن

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 12 أغسطس 2019ء) كامل الطنجي. دعا مسؤول دائرة العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ماهر الطاهر، الفصائل الفلسطينية إلى العمل على إشعال انتفاضة شاملة على كافة الأراضي الفلسطينية لمواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية، عبر ما يسمى بصفقة القرن​​​.

وقال الطاهر في حديث لوكالة "سبوتنيك"، في ختام زيارة وفد من الجبهة إلى روسيا: " ينبغي أن نعمل كفصائل فلسطينية، جميعاً، على إشعال انتفاضة فلسطينية شاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لأنه هذا هو الطريق لمواجهة صفقة القرن. يحاولون تنفيذ ما سمي بصفقة القرن وفرض حقائق على الأرض ونحن من جانبنا ينبغي أن نلجأ إلى سياسات تؤدي إلى المواجهة الفعلية على الأرض وفي الميدان لمثل هذه المخططات".

وبخصوص اللجنة التي شكلت لوقف العمل بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل أوضح الطاهر، أن "هذه الخطوة مهمة جدا باتجاه محاولة معالجة أوضاع الساحة الفلسطينية، خاصة بعد فشل خيار ما سمي بأوسلو ووصوله إلى طريق مسدود، اتخذ قرار بتشكيل لجنة لوقف العمل بالاتفاقات، هناك قرارات اتخذت بالمجلس المركزي الفلسطيني في آذار/مارس 2015 ، وتحدثت هذه القرارات عن إلغاء اتفاقات أوسلو وإلغاء اتفاقات باريس الاقتصادية وعن سحب الاعتراف بإسرائيل، لكن للأسف هذه القرارات لم تجد طريقها إلى التنفيذ، وهي اتخذت منذ فترة طويلة".

مضيفا "الآن اتخذت قرارات أخرى، وهذا جيد، نحن رحبنا بها وقلنا إنها خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن نحن نعتقد أن هذا الأمر يحتاج إلى ترجمة فعلية سريعة على الأرض، لأننا أمام مخطط خطير وكبير لا يتطلب أي تسويف أو تأجيل، يتطلب اتخاذ قرارات حاسمة وواضحة من أجل التصدي الفعلي والميداني لصفقة القرن".

وأشار عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية إلى أن وفدهم وخلال لقائه بنائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قدم رؤيته "حول الأوضاع الفلسطينية، وقلنا بأن الشعب الفلسطيني بأسره يرفض صفقة القرن وورشة البحرين ، وهي مؤامرة أمريكية صهيونية المنشأ أمريكية التنفيذ وعربية التمويل من بعض الأطراف الرجعية العربية، الهدف منها التصفية الكاملة للقضية الفلسطينية بجميع أبعادها، سواء ما يتعلق بالمحتل من أرضنا عام 48 من خلال ما سمي بقانون القومية العنصري الذي يتحدث عن أن إسرائيل هي دولة لليهود فقط، وهذا يشكل خطراً على مليون ونصف مليون فلسطيني في الأرØ

�ضي المحتلة عام 48 ، وهو خطر جدي، أو ما يتعلق بحق العودة للاجئين الفلسطينيين".

وبين الطاهر أنه وخلال اللقاء " تحدث الجانب الروسي أيضاً، أنه ضد صفقة القرن وأنه ملتزم ومتمسك بقرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي ومتمسك بدعم الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، كما دعا إلى ضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتحدث بشكل مطول عن مخاطر استمرار الانقسام، وأنه لا بد على الفلسطينيين أن يدركوا أن استمرار انقسامهم لا يخدم إلا القوى المعادية، وبالتالي لا بد من إعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية وتجميع الوضع الفلسطيني على برنامج موحد ورؤية موحدة لمواجهة المرحلة القادمة".

مشيرا إلى أنه" ونحن من جانبنا ثمنا الموقف الروسي الداعم للقضية الفلسطينية وثمنا أيضاً، موقفهم المتمسك بقرارات الأمم المتحدة و مبادئ القانون الدولي، وحرصهم على وحدة الصفوف الفلسطينية ".

وأضاف الطاهر بأن "روسيا منذ زمن طويل كانت ولا زالت تدعو إلى تطبيق قرارات الأمم المتحدة، والى عدم الاستفراد الأمريكي بما سمي بالحل السياسي، ومنذ زمن طويل وهي تدعو إلى مؤتمر دولي يضم القوى الفاعلة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن من أجل تطبيق قرارات الشرعية الدولية".

مبينا بأنه "ولكن الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة ترامب تريد قلب كل المفاهيم وكل المعادلات، وهي انقلبت فعليا على مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية، وتعمل على أساس تصفية شاملة للقضية الفلسطينية، وليس فقط بأنها تدعم إسرائيل، بل هي تتبنى بشكل كامل أطروحات اليمين الصهيوني، ممثلا بنتنياهو، والذي يريد التصفية الشاملة للقضية الفلسطينية، وبالتالي الولايات المتحدة ليست وسيطا، وهي طرف معادي للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني"

واردف الطاهر بأنه "والموقف الأميركي كشف بشكل كامل الآن أكثر من أي وقت مضى، حت قفازات الحرير التي كانت أيام إدارات سابقة انتهت، وأصبحت الإدارة الأميركية تطرح مواقفها بوضوح بأنها معادية للشعب الفلسطيني وللحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وتدعم السياسة الصهيونية القائمة على التوسع والإرهاب والعدوان".

هذا وكان وفد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يضم، نائب الأمين العام للجبهة، ومسؤول دائرة العلاقات السياسية، إضافة لعضو مكتب سياسي، قد قام بزيارة إلى موسكو في 6 آب/ أغسطس، التقى خلالها مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، والمدير العلمي لمعهد الاستشراق الروسي، فيتالي نعومكين، إضافة لعدد من الشخصيات السياسية في روسيا.