7.9 مليار دولار مبيعات "أدنوك" للشركات الصينية في 2018

- 4.1 مليار دولار قيمة المشاريع الحالية لـ"أدنوك" المرساة على شركات صينية.

أبوظبي في23 يوليو /وام/ أثمرت العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات والصين خلال السنوات الخمس الماضية تعاونا وثيقا على الصعد كافة وأصبحت معه الإمارات الشريك التجاري الأساسي للصين في المنطقة مما يعكس صواب رؤية قيادتي البلدين الصديقين والتنسيق المتبادل لما فيه مصلحة شعبيهما وفتح آفاق واعدة نحو المستقبل.

ونجحت كل من الإمارات والصين خلال السنوات الخمس الماضية في تأسيس عدد من الشراكات المهمة في القطاعات كافة خاصة قطاع الطاقة الذي شهد توقيع اتفاقيات شراكة استراتيجية تؤكد على الدور الاستراتيجي للإمارات في دعم وإنجاح مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.

وترصد وكالة أنباء الإمارات "وام" في التقرير التالي أبرز الاتفاقيات الاستراتيجية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" و العديد من الشركات الصينية العملاقة في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات.

وفي إطار الشراكة بين الإمارات والصين.. بلغت مبيعات "أدنوك" من النفط الخام والمنتجات البترولية المكررة إلى الشركات الصينية بالإضافة إلى الحصص الإنتاجية التابعة للشركات الصينية 7.9 مليار دولار خلال العام 2018 كما بلغ إجمالي قيمة المشاريع الكبرى الحالية لـ"أدنوك" المرساة على شركات صينية 4.1 مليار دولار.

وفي ذات السياق تنفذ الشركة الصينية للهندسة والإنشاءات البترولية مشروع منشآت حقل باب المتكاملة بقيمة 1.5 مليار دولار ويتوقع استكمال المشروع في نهاية العام 2020.. كما شاركت الشركة الصينية للهندسة والإنشاءات البترولية بالاشتراك مع COOEC في المنافسة لتصميم مشروع بلبازم البحري /إحدى مشاريع شركة الياسات/ بقيمة تقديرية مليار دولار حيث سيتم الإعلان عن النتائج في الربع الرابع من العام الحالي بالإضافة إلى ذلك تم إرساء عقدين بقيمة 1.6 مليار دولار لتنفيذ أكبر مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد على مستوى العالم لاستكشاف النفط والغاز في مناطق برية وبحرية لصالح شركة BGP التابعة لشركة البترول الوطنية الصينية.

وعززت "أدنوك" شراكتها الاستراتيجية مع الشركات الصينية بالتوقيع في العام 2014 على اتفاقية تأسيس شركة الياسات للعمليات البترولية المحدودة التي تمثل مشروعا مشتركا بين "أدنوك" التي تمتلك حصة 60% ومؤسسة البترول الوطنية الصينية /سي إن بي سي/ التي تمتلك 40% من المشروع.

وتتمتع "أدنوك" بشراكة وثيقة مع الشركات الصينية ففي فبراير 2017 وقعت "أدنوك" اتفاقية امتياز مع الشركة الوطنية الصينية للبترول، حصلت بموجبه الأخيرة على نسبة 8% في حقول أبوظبي النفطية البرية مقابل رسم مشاركة بلغ 6.5 مليار درهم.

وجاءت الاتفاقية مع الشركة الوطنية الصينية للبترول بما يعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الإمارات والصين وانطلاقا من الرؤية المشتركة لدى الجانبين بعقد شراكات استراتيجية تحقق قيمة إضافية وذلك تماشيا مع أهداف النمو بعيد المدى لأدنوك.

وفي مارس 2018 وقعت "أدنوك" اتفاقيتي امتياز مع مؤسسة البترول الوطنية الصينية /سي إن بي سي/ ثالث أكبر شركة للنفط في العالم حصلت بموجبهما الأخيرة على نسبة 10% في امتياز "أم الشيف ونصر" و10% في امتياز "زاكوم السفلي" البحريين في أبوظبي.

وقدمت مؤسسة البترول الوطنية الصينية من خلال شركة "بترو تشاينا" التابعة لها 2.1 مليار درهم رسم مشاركة في امتياز "أم الشيف ونصر" و2.2 مليار درهم رسم مشاركة في امتياز "زاكوم السفلي" اللذين تتولى إدارتهما "أدنوك البحرية" إحدى شركات مجموعة أدنوك نيابة عن جميع الشركاء.

وفي يوليو 2018 وقعت "أدنوك" ومؤسسة البترول الوطنية الصينية على اتفاقية إطارية للتعاون الاستراتيجي واسع النطاق بهدف ترسيخ الشراكة الاستراتيجية في قطاع الطاقة بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية..واستندت الاتفاقية إلى الشراكة القائمة بين أدنوك و/سي إن بي سي/ لبناء آلية مشتركة تهدف إلى بحث سبل تعزيز التعاون في مختلف مجالات القطاع بما في ذلك الاستكشاف والتطوير والإنتاج والتكرير البتروكيماويات والحفر وخدمات الحقول النفطية وتوريد النفط الخام وتخزينه، ونقل التكنولوجيا والأبحاث والتطوير.

كما حصلت الشركة الصينية للإنشاءات البترولية الهندسية التابعة لـ /سي إن بي سي/، في نوفمبر 2017، على عقد العمليات الهندسية والمشتريات والتشييد لحقل باب العملاق وذلك ضمن خطط أدنوك لتطويره بما يسهم في تعزيز زيادة قدرتها الإنتاجية. وفي ديسمبر 2018 استحوذت "نورث بتروليوم إنترناشيونال" التابعة لـشركة "شينهوا أويل" الصينية المحدودة على نسبة 4% في الامتياز البري التابع لأدنوك.

وتماشياً مع استراتيجية أدنوك المتكاملة 2030 للنمو الذكي والتي تركز على تعزيز القيمة من خلال التوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات وعمليات معالجة الغاز تنتج الشركة حوالي/ 10,500,000 /طن متري سنوياً من الغاز البترولي المسال يتم تسويقها وبيعها محليا وفي كافة أنحاء العالم.

وفي هذا الإطار، وقعت "أدنوك" في نوفمبر 2018 اتفاقية طويلة الأجل مع مجموعة "وانهوا" الصينية للصناعات الكيميائية تقوم بموجبها الأخيرة بشراء كميات تصل إلى مليون طن متري سنوياً من إنتاج أدنوك من الغاز البترولي المسال وذلك على مدى عشر سنوات مما يسهم في توسعة علاقات التعاون بين "أدنوك" وشركائها وعملائها في الصين.

وساهمت هذه الاتفاقيات المهمة في ترسيخ الشراكات الاستراتيجية مع الصين التي تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم إذ يمثل قطاع الطاقة أحد أهم مجالات التعاون بين البلدين حيث تعتبر الصين أكبر مستورد للنفط عالمياً وإحدى أهم الأسواق التي تشهد إقبالا على منتجات أدنوك البترولية والبتروكيماوية.

وفي يوليو 2018 أرست "أدنوك" عقدين بقيمة 5.88 مليار درهم على شركة /بي جي بي/ الرائدة عالمياً في المسح الزلزالي والتابعة لمؤسسة البترول الوطنية الصينية /سي إن بي سي/، لتنفيذ أكبر مشروع مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد يشمل مناطق بحرية وبرية يغطي مساحة إجمالية تصل إلى 53 ألف كيلومتر مربع، منها 30 ألفاً في المناطق البحرية و23 ألفاً في المناطق البرية، مما يسهم في توفير بيانات جديدة تضاف إلى بيانات المسح الزلزالي ثنائي وثلاثي الأبعاد التي تم الحصول عليها سابقاً من عدة مناطق في أبوظبي.

وتعد الإمارات إحدى أكبر منتجي النفط والغاز في العالم إذ يوجد حوالي 96% من احتياطاتها في أبوظبي ولا تزال هناك موارد غير مستكشفة وغير مطورة في العديد من المكامن الغنية بالنفط والغاز حيث تقع العاصمة في واحد من أغنى الأحواض التي تزخر بالموارد الهيدروكربونية على مستوى العالم.

وفي ذات السياق وقعت "أدنوك" في أبريل 2019 اتفاقية مهمة طويلة الأجل مع شركة " كزيامن ساينولوك أويل الصينية المحدودة " لبيع زيوتها الأساسية عالية الجودة ADbase"" في السوق الصيني.. وتتماشى الاتفاقية مع استراتيجية أدنوك التي تهدف إلى تعزيز القيمة من أعمالها في مجالات التكرير والبتروكيماويات، حيث تنتج أدنوك للتكرير إحدى شركات مجموعة أدنوك نحو 500 ألف طن متري سنوياً من الزيوت الأساسية عالية الجودة من المجموعة الثالثة من مجمع الرويس لتكرير النفط والمنتجات البتروكيماوية.

وفي أبريل 2019 انطلقت الشحنة الأولى من إنتاج دولة الإمارات من فحم الكوك المكلس والبالغة 10500 طن إلى الصين على ظهر السفينة "لكي أوهو" المستأجرة من "أدنوك للإمداد والخدمات" إلى مدينة "يانتاى" الصينية ومثلت تلك الشحنة أحدث إنجازات "أدنوك" ضمن جهودها الرامية إلى خفض إنتاج الزيوت الثقيلة عالية الكبريت /زيوت المخلفات/، وتوجهها للحد من تكرير هذه الزيوت، والذي أصبح ضمن أولويات الشركة مع الإعلان عن "لوائح المنظمة البحرية الدولية 2020" الخاصة بوقود النقل البحري منخفض الكبريت الهادفة إلى خفض تركيز الكبريت في وقود السفن من 3.5% إلى 0.5% في سعيها للحد من التأثيرات البيئية لأسطول النقل البحري العالمي.

ويشهد برنامج أدنوك للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات زيادة الطاقة التكريرية للشركة بأكثر من 65% أي نحو 600 ألف برميل يومياً بحلول عام 2025 من خلال إضافة مصفاة ثالثة جديدة ليصل إجمالي الطاقة التكريرية إلى 1.5 مليون برميل يومياً.

وتمتلك "أدنوك" حضورا قويا في الصين من خلال شركة بروج التي تقوم بتصنيع مركّبات بلاستيكية تستخدم في صناعة السيارات كما تصدر بروج "المشروع المشترك بين أدنوك وبورياليس النمساوية" 1.2 مليون طن سنويا من منتجاتها من البولي أوليفينات إلى الصين أي ما يعادل ثلث مبيعاتها في جميع أنحاء العالم.

وكانت أدنوك قد أعلنت خلال "ملتقى الاستثمار في التكرير والبتروكيماويات" عن ضخ استثمارات كبيرة في مشاريع جديدة بمجال التكرير والبتروكيماويات على الصعيدين المحلي والعالمي لتعزيز قدرتها التكريرية وزيادة إنتاجها من البتروكيماويات ثلاث أضعاف لتصل إلى 14.4 مليون طن سنوياً بحلول عام 2025.

الجدير بالذكر أن مؤسسة البترول الوطنية الصينية /سي إن بي سي/ تعد أكبر منتج ومورد للنفط والغاز في الصين، وهي كذلك واحدة من أكبر مزودي خدمات حقول النفط في العالم.. وتساهم /سي إن بي سي/ في إنتاج 52% من النفط الخام الصيني و71% من الغاز الطبيعي. وتمتلك المؤسسة أصولاً ومصالح نفطية وغازية في 37 دولة في إفريقيا وآسيا الوسطى وروسيا وأمريكا والشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ.

وتشير التوقعات إلى أن الطلب على المنتجات البتروكيماوية والبلاستيكية والتي تشمل بعض المكونات الخفيفة المصنوعة من البلاستيك التي تستخدم في صناعة السيارات والأنابيب ومواد العزل سيتضاعف في قارة آسيا بحلول عام 2040.