أوتشقون يأمل أن تهيئ مباحثات الدوحة الأرضية لمشاركة طالبان في الانتخابات الرئاسية

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 30 يونيو 2019ء) جواد جوادي. عبر نائب رئيس المجلس الأعلى للسلام بأفغانستان، عبد الخبير أوتشقون، عن أمله بأن يفضي الجولة السابعة من المباحثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان عن التوصل لقرار بوقف إطلاق النار وتهيئة الأرضية أمامها لخوض غمار الانتخابات الرئاسية المقبلة نهاية الصيف الجاري​​​.

وقال أوتشقون في مقابلة حصرية مع وكالة سبوتنيك: "إن المجلس الأعلى للسلام يحدوه أمل كبير ونتطلع إلى أن تسفر الجولة السابعة من المباحثات لإطلاق الحوار الداخلي الأفغاني بقيادة أفغانية".

وأعرب نائب رئيس المجلس الأعلى للسلام عن رغبته بأن تسفر اجتماع الدوحة عن "التوصل لاتفاق كلي قبل إجراء الانتخابات الرئاسية في 28 من سبتمبر/ أيلول من العام الجاري بما يحقق وقف إطلاق نار دائمي ويفسح المجال أمام حركة طالبان لخوض غمار الانتخابات الرئاسية والاشتراك في منافسة سياسية مشروعة".

ويصر المسؤول الأفغاني بأن اشتراك طالبان في الانتخابات من شأنه أن ما "يحل 80% من المشاكل التي تطرحها الحركة".

هذا وكشف نائب رئيس المجلس الأعلى للسلام بأفغانستان بأن جدولة انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، في حال التوصل لاتفاق، سيستغرق ما بين 3 إلى 5 سنوات، منبهاً إلى أن الانسحاب غير المسؤول يعتبر أمراً غير منطقي.

وأوضح أوتشقون في المقابلة إلى أنه: "إذا تم التوصل لاتفاق فإن الجدول الزمني لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان سيستغرق ما بين 3 إلى 5 سنوات، وقد يأخذ فترة زمنية أطول حتى تعم المصالحة والسلام في أفغانستان.

وتعليقاً على تصريحات أمين عام حلف الناتو الأخيرة بأنهم لا يسعون لاتفاق للانسحاب من أفغانستان بل ما يصبون له هو التوصل لاتفاق سلام، عبر نائب رئيس المجلس الأعلى للسلام عن قناعته بأن "التوصل لاتفاق مع طالبان لن يعم السلام الحقيقي في أفغانستان".

وأكد أوتشقون بأن الحكومة الأفغانية والمجتمع الدولي سيستمرون بالحرب على الإرهاب بعد التوصل لاتفاق مع طالبان، لافتاً إلى نشاط عشرات التنظيمات الفعالة على الأراضي الأفغانية وما يشكله ذلك من تهديد للأمن الإقليمي.

ونوه الرجل إلى أن حركة طالبان وبعد التوصل للاتفاق ستضطلع بدور إلى جانب القوات الأجنبية والقوات الداخلية لدحر التنظيمات الإرهابية الدولية عن أفغانستان والقضاء عليهم كلياً من اجل إحلال السلام والاستقرار في ربوع أفغانستان والمنطقة.

وحول التصعيد في وتيرة الهجمات التي تشهدها البلاد مؤخراً، أذعن نائب رئيس المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان إلى أن احتدام المعارك هي خصائص كل حرب، "عندما يقترب الطرفين من التوصل لاتفاق يحتد الصراع والتحركات العسكرية من أجل أن يحقق كل طرف المزيد من المكاسب على طاولة المفاوضات".

واستدرك أوتشقون إلى أن ارتفاع وتيرة أعمال العنف في البلاد لا يعني إطلاقاً بأن البلاد غير جاهز لإعلان هدنة بين أطراف النزاع، مضيفاً: "يجب ألا ننسى المصالحة الوطنية التي عشناها خلال 3 أيام الهدنة في عيد الفطر من العام الماضي والتي أظهرت بأن حركة طالبان كما أن الحكومة الأفغانية مستعدان للتوصل إلى وقف إطلاق نار ويمكن أن يدخل حيز التنفيذ بسرعة ويشكل نهاية للآلام والمصائب التي عانى منها الشعب الأفغاني".

ودعا عبد الخبير أوتشقون لمنح البلدان المشاركة في القضية الأفغانية فرصة الاضطلاع بدور في عملية السلام، مشدداً على أهمية توفير "ضمانات معتد بها" لمنع فشل اتفاق السلام مع طالبان.

وقال: "جميع البلدان المشاركة في القضية الأفغانية التي لديها مصالح في الحرب كما في السلام يجب أن يتم إعطاؤها فرصة في عملية السلام الأفغانية وهذا يشمل روسيا والصين وحتى جيراننا إيران وباكستان".

وأضاف: بأن الصراع المزمن الذي عانت منه أفغانستان طيلة 18 عاماً الماضية يستدعي توفير ضمانات معتد بها يلزم كلا الطرفين باحترام القواعد التي اتفقا عليها خلال مرحلة المشاورات.

وتابع: "إذا لم نوفر ضمانات مطمئنة لكلا الطرفين وعلى المستويين الإقليمي والدولي هناك احتمال كبير بأن يتعرض الاتفاق للفشل وهذا ما رأيناه في العديد من الصراعات حول العالم".

وحذر نائب رئيس المجلس الأعلى للسلام بأفغانستان أنه "بدون إجماع إقليمي ودولي لا يمكننا التوصل لعملية سلام شاملة وحقيقية".

وأوضح المسؤول الأفغاني بأن التصريحات الأخيرة للمسؤولين يظهر رغبة جامحة على المستويين الإقليمي والدولي من أجل وضع حد للصراع الأفغاني، مشيراً إلى أن زيارة الرئيس أشرف غني إلى باكستان لن تبقى خارج إطار ما يحدث في الدوحة.

وعن إعلان الرئيس أشرف غني تشكيل وزارة جديدة لإدارة شؤون السلام والتعارض الصارخ لاسيما في ظل وجود المجلس الأعلى للسلام، قال أوتشقون بأن القرار يأتي تماشياً مع الإصلاحات التي أوصت بها المجتمعون في اجتماع "اللويا جيرغا الاستشارية للسلام" التي عقد قبل شهر رمضان بمشاركة نحو 3200 عضو يمثلون كافة الشرائح وطبقات المجتمع الأفغاني.

وأكد الرجل أهمية وجود المجلس الأعلى للسلام من اجل تنفيذ تطبيق بنود أي اتفاق السلام.

وبدأت في قطر، يوم أمس السبت، الجولة السابعة من المباحثات بين ممثلي حركة طالبان وزلماي خليل زاد مبعوث وزارة الخارجية الأميركية للسلام في أفغانستان وسط رغبة لدى الأطراف بتحقيق تطور جيد في القضايا الأربعة المطروحة للحوار "إعداد جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، عدم استخدام الأراضي الأفغانية في هجمات إرهابية ضد البلدان الغربية، انطلاق الحوار الداخلي الأفغاني والتوصل لوقف إطلاق نار دائم".