مسلمو فرنسا يحتفلون بعيد الفطر

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 04 يونيو 2019ء) يحتفل أتباع الديانة الإسلامية في فرنسا، اليوم الثلاثاء، بأول أيام عيد الفطر، بعد انقضاء شهر رمضان، الذي بدأ في الخامس من شهر أيار/مايو الماضي.

وأصدر "المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية" وهو المسؤول عن إدارة شؤون المسلمين في فرنسا، مساء أمس الإثنين، بياناً أعلن فيه عن بداية عيد الفطر، اليوم الثلاثاء​​​.

وتعتبر الديانة الإسلامية في فرنسا هي الديانة الثانية من حيث عدد الأتباع بعد الديانة المسيحية الكاثوليكية. أما على المستوى الأوروبي، فتعد فرنسا هي البلد الأول من حيث عدد أتباع الديانة الإسلامية. ويمنع القانون الفرنسي القيام بإحصاءات ودراسات رسمية صادرة عن مؤسسات الدولة حول عدد أتباع ديانة معينة؛ لهذا السبب يتم عادةً تقدير عدد المسلمين في فرنسا بالاعتماد على مراكز إحصاءات خاصة أو أجنبية.

وبحسب دراسة لـ "مركز بيو للأبحاث" الأمريكي نُشرت عام 2017، يُقدّر عدد المسلمين في فرنسا بـ 5.7 مليون مسلم ( مطبّق للدين أو غير مطبّق) أي ما يعادل 8.8 بالمئة من عدد السكان.

ويتحدّر مسلمو فرنسا بشكل أساسي من دول المغرب العربي ( الجزائر والمغرب وتونس) تليها بعض الدول الإفريقية (مالي والسنغال والكاميرون وبوركينا فاسو والكوت ديفوار) بالإضافة لتركيا، وحديثاً من بنغلادش وباكستان. هذا وتجدر الإشارة إلى أن حوالي 4000 فرنسي مسيحي كاثوليكي يعتنق سنويا الديانة الإسلامية.

ويكفي أن تتجول اليوم الثلاثاء، في بعض الأحياء الباريسية لتلاحظ أجواء العيد. ففي منطقة "باربيس" التي يقطنها عدد كبير من الفرنسيين المسلمين المتحدرين من أصول مغاربية، فتحت محال الحلوى التي تبيع "المقروض" التونسي أو حلوى "كعب الغزال" المغربي، فتحت أبوابها منذ ساعات الصباح الأولى. وككل عيد يمكن مشاهدة عدد من المارة يتجولون في الشارع مرتدين "الجلابة" التقليدية و"البلغة" وهي حذاء تقليدي، وذلك بعد انتهائهم من أداء صلاة العيد.

ويقول حميد وهو فرنسي مسلم من أصول جزائرية يعيش في منطقة بابيس وسط العاصمة، بأنه فرح بقدوم العيد، خاصة بعد الأيام الأخيرة من شهر رمضان، والتي كانت صعبة مع حرارة وصلت لـ 30 درجة مئوية في باريس. ويضيف : "نحاول قدر الإمكان أن نحتفل بالعيد وسط أجواء تذكرنا ببلدنا الأم. صحيح نحن لسنا في الجزائر لكننا استطعنا هنا أن نخلق جواً يشبه التقاليد التي عودنا عليها آباؤنا".

ويتابع :" لنا الحرية في ممارسة ديننا وتقاليدنا هنا في فرنسا لكن لا نعرف إلى أي متى ستستمر هذه الحرية خاصة مع صعود اليمين المتطرف وتغيّر القوانين يوما بعد يوم. كثير من المسلمين يشعرون بالكبت" .

أما هادي وهو من أصول تونسية فيرى بأن "باريس" أصبحت مثالا للتعايش. ويقول : "الفرنسيون غير المسلمين يقصدون محال الحلوى العربية أكثر من المسلمين في بعض الأحيان. جارتي التي في الشقة المقابلة، وهي ليست مسلمة، تمنت لي عيداً مباركا في الصباح، وقدمت لي علبة حلوى. هذا أمر جميل."

ومن ناحية أخرى يرى هادي بأن "نموذج العيش المشترك" في باريس لا ينطبق بالضرورة على باقي المناطق الفرنسية خاصة المناطق الريفية التي ما زالت "غير منفتحة" على التقاليد والعادات المختلفة.

وتعتبر فرنسا دولةً علمانية يتم فيها فصل الدين عن الدولة، وهي مسألة تعد أساسية وتكوينية بالنسبة للدولة الفرنسية الحالية. وينص قانون عام 1905 على فصل الكنيسة عن الدولة، ما يعني فصل أي دين عن الدولة ومؤسساتها. وبموجب قانون 1905 تضمن الدولة الفرنسية حرية العبادة وممارسة الدين في الحيز الخاص.

وأثار قانون 1905، خاصة الشق المتعلق بتمويل الجمعيات الدينية، مؤخراً، جدلا واسعا بعد إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون، عن نيته تعديل بعض البنود المتعلقة بتمويل الديانات. وبحسب قانون 1905 يُمنع على الدولة تمويل أي مركز أو جمعية دينية، حيث تعتمد هذه الجمعيات غالباً، على التمويل الآتي من تبرعات أتباعها ومن تبرعات أجنبية.

ويسعى الرئيس ماكرون لإجراء تعديلات على قانون عام 1905 بهدف "إعادة هيكلة وتنظيم الديانة الإسلامية" ومن أجل الحد من التمويلات الأجنبية التي تأتي غالباً من دول كالسعودية وقطر مثلا والتي تساهم بحسب البعض "بممارسة تأثير أيديولوجي وسياسي" على الإسلام في فرنسا.