الفرنسيون ينتخبون ممثليهم في البرلمان الأوروبي

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 26 مايو 2019ء) يتوجه الفرنسيون، اليوم الأحد، لمراكز الاقتراع لانتخاب ممثليهم والذين سينوبون عنهم لمدة خمس سنوات في البرلمان الأوروبي الواقع في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، وأيضاً في مركز الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

ومنذ عام 1979 تنتخب الشعوب في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي النواب الأوروبيين عبر الاقتراع العمومي​​​. وتعد انتخابات هذا العام 2019 هي الانتخابات الـ40.

انتخابات طغت عليها أزمة البريكست

وتأتي الانتخابات هذه السنة في ظل أزمة صعبة تعيشها أوروبا بعد تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي. وقد كان من المنتظر أن تخرج المملكة المتحدة البريطانية من الاتحاد الأوروبي قبل موعد الانتخابات الأوروبية، إلا أن ذلك لم يجر بسبب عدم موافقة النواب البريطانيين على اتفاق الخروج.

أزمة البريكست شكلت حالة من الضياع لدى المشرعين والزعماء الأوروبيين؛ فعلى الرغم من إصرار بعض الزعماء الأوروبيين على ضرورة إجراء الانتخابات الأوروبية من دون المملكة المتحدة البريطانية، أي عبر صيغة ال27 دولة بدل ال28، إلا أن تأخر خروج المملكة أجبر الأوروبيين على قبول تصويت ناخبي المملكة المتحدة الذين صوتوا يوم الخميس الماضي.

ماذا سيحدث بعد خروج المملكة المتحدة البريطانية من الاتحاد ؟

برزت تساؤلات عديدة داخل الاتحاد الأوروبي حول وضع النواب البريطانيين، وعددهم 73 ، الذين صوت لهم الشعب البريطاني يوم الخميس الماضي . ولحل هذه المعضلة قرر الاتحاد الأوروبي الإبقاء مؤقتا على النواب الجدد داخل البرلمان لغاية خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي رسمياً.

هذا ومن المقرر بعد خروج المملكة المتحدة البريطانية من الاتحاد الأوروبي أن تتم إعادة توزيع المقاعد ال73 التي ستحرم منها لندن.

كيف توزّع المقاعد وعلى أي أساس ؟

بعد خروج المملكة المتحدة البريطانية من الاتحاد الأوروبي توزع المقاعد ال73 على الشكل التالي :

46 مقعد تُخصّص للدول التي قد تنضمّ للاتحاد الأوروبي خلال السنوات المقبلة.

27 مقعد يتم إعادة توزيعها على 14 دولة أوروبية بطريقة متفاوتة وبحسب معايير تم تحديدها مسبقا.

وبهذا، وفور خروج بريطانيا من الاتحاد، تكسب فرنسا مثلاً خمسة مقاعد إضافية لكي يصبح عدد نوابها 79 بدل 74 .

أما عدد النواب الأوربيين في البرلمان فسينخفض من 751 إلى 705 ( ضمن معادلة 27 مقعدا يُعاد توزيعها على دول أخرى من الاتحاد الأوروبي و46 مقعدا يتم تعليقها لغاية انضمام دول جديدة).

وتجدر الإشارة إلى أن المقاعد البرلمانية ال751 في الاتحاد الأوروبي توزع على الدول الأعضاء ال28 بطريقة نسبية حسب عدد السكان.

فألمانيا مثلاً تحصل على العدد الأكبر من النواب ( 96 نائبا ) بما أنها الأكثر تعدادا سكانيا ، أما قبرص أو مالطة فتحصل على عدد أقل بكثير ( 6 مقاعد لقبرص مثلاً ) بما أنها الأقل تعدادا.

هذا ويجب التنويه لأن عدد الناخبين في جميع دول الاتحاد يبلغ قرابة ال373 مليون ناخب.

الانتخابات الأوروبية في فرنسا : أرقام ومعلومات

يتواجد في فرنسا اليوم، وبحسب آخر الأرقام الصادرة عن اللجنة الانتخابية، حوالي 45 مليون ناخب مسجل على لوائح الاقتراع.

وبحسب آخر الاستطلاعات، من المتوقع ألا تتخطى نسبة المشاركة في الانتخابات الأوروبية في فرنسا ال42%.  ومن المعلوم بأن الشعب الفرنسي يولي اهتماما للانتخابات الوطنية، كالانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، أكثر من اهتمامه بالانتخابات الأوروبية التي تبقى محصورةً عادةً بالفئات المحزّبة والمنخرطة سياسيا.

وتُفتح مراكز الاقتراع على الساعة السادسة صباحا بتوقيت غرينيتش ( الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي) وتُقفل على الساعة الرابعة من بعد الظهر بتوقيت غرينيتش باستثناء المدن الكبيرة التي تُقفل فيها المراكز على الساعة السادسة مساء بتوقيت غرينيتش.

هذا ومن المنتظر أن تبدأ النتائج، غير الرسمية، بالصدور ابتداء من الساعة السادسة مساءا بتوقيت غرينيتش.  أما في إيطاليا، فلن تصدر النتائج غير الرسمية قبل الساعة التاسعة مساءا بتوقيت غرينيتش، وهو موعد إقفال المراكز الاقتراعية هناك.

وبلغ عدد اللوائح الانتخابية في فرنسا هذه السنة 34 لائحة قدمت كل منها 79 مرشحاً.

وبحسب القانون الأوروبي يتوجب على كل لائحة ممثلة لحزب معين أن تحصل على نسبة لا تقل عن 5% من أجل أن تضمن إيصال مرشح واحد على الأقل من أصل 79 للبرلمان الأوروبي.

أبرز اللوائح في فرنسا

وصل عدد اللوائح الانتخابية في فرنسا هذه السنة ل34 لائحة، وهو رقم قياسي مقارنة مع الأعوام الماضية.

أما أهم اللوائح المرشحة للدخول للبرلمان الأوروبي فهي :

حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بزعامة قائدته مارين لوبن : بحسب آخر الاستطلاعات حصل حزب التجمع الوطني على نسبة 24% من أصوات الناخبين مما يضعه في المرتبة الأولى.

حزب "الجمهورية إلى الأمام" الموالي للرئيس ماكرون : يسعى حزب ماكرون لاحتلال المرتبة الأولى في نتائج الانتخابات الأوروبية بعد أن أصبحت هذه الأخيرة بمثابة استفتاء على ولاية الرئيس.

حزب "الجمهوريون" اليميني : تراجعت شعبية حزب الجمهوريون خلال السنوات الأخيرة خاصة بعد سلسلة فضائح وقضايا طالت أبرز قياداته ليحل اليوم في المرتبة الثالثة بعد أن كان في الصدارة طيلة أعوام.

حزب "الخضر" : حل في المركز الرابع بحسب الاستطلاعات.

حزب "فرنسا الأبية" اليساري المتطرف : حل في المرتبة الخامسة.

الحزب الاشتراكي : أمسى الحزب الاشتراكي من أضعف الأحزاب في فرنسا بسبب تفكك الحزب وانقسام قياداته، وقد حصل على قرابة ال5,5% من أصوات الناخبين بحسب الاستطلاعات مما سيسمح له بالحصول على نائب أو نائبين على أحسن التقديرات.

أما باقي الأحزاب فمن المتوقع بحسب الاستطلاعات ألا تصل لعتبة ال5% التي تسمح بإيصال نائب واحد على الأقل للبرلمان الأوروبي.

وبعد انتهاء الانتخابات وصدور النتائج ، تعمل الأحزاب الفرنسية التي فازت بمقاعد في البرلمان الأوروبي على حياكة تحالفات جديدة مع أحزاب أوروبية أخرى ممثلة في البرلمان بهدف تشكيل جبهات جديدة تكون كل واحدة منها موحدة حول رؤية متقاربة وسياسة أوروبية متناسقة.