ليف دينغوف لسبوتنيك: موقف روسيا من الأزمة الليبية ثابت لن يتغير والحل السياسي هو الوحيد

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 23 مايو 2019ء) ايرينا فيتيسوفا. أعلن رئيس مجموعة الاتصال الروسية الخاصة بليبيا، ليف دينغوف، اليوم الخميس، لوكالة "سبوتنيك" أن الموقف الروسي الرسمي المعلن حول الوضع في ليبيا ثابت ولم يتغير، مؤكدا أن روسيا دعمت وتدعم وستستمر في دعم الحل السلمي والسياسي للأزمة​​​.

وقال رئيس مجموعة الاتصال الروسية الخاصة بالتسوية الليبية، إنه "في الواقع موقف موسكو الرسمي معلن من زمن طويل، ولم يتغير التوجه حتى اليوم، واعتقد أن توجه موسكو لن يتغير. نحن ندعم الحوار السياسي والتسوية السلمية في ليبيا ونقف ضد أي استخدام للقوة والعنف والسبل العسكرية لحل النزاع بين الليبيين".

وأضاف "نحن لا ندعم أيا من أطراف النزاع في ليبيا وموقفنا ثابتا تجاه الجميع.. أبوابنا مفتوحة لكل من يستشيرنا أو يستفيد من خبرتنا في عمليات حفظ السلام".

وأوضح دينغوف، ردا على سؤال حول إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية للصراع في ليبيا على خلفية الوضع الراهن والتوتر الحالي ممكن قائلا: "بدون شك.. والسؤال يبقى قائما ما إذا كان الأمر ممكنا في القريب المنظور. بكل الأحوال، سينتهي الصراع يوما ما، وسيتمكن الشعب الليبي من التوصل إلى إجماع ما. ولكن ان نقول ان هذا سيحدث في القريب العاجل سابق لأوانه لتعدد وجهات نظر الأطراف المختلفة، وهي كثيرة كما نعلم".

وأشار إلى وجود ضغوطات من جديد من الخارج فرقاء متعددين يحملون وجهات نظر مختلفة ومصالح مختلفة. لذلك جمع اجزاء هذه البنية صعب جدا. اذا صح التعبير، هذا ما يمكن ان نصفه بأنه عمل شاق ودقيق، وهو ما تقوم به روسيا كمشارك فعال في التسوية السلمية في ليبيا.

- العملية العسكرية للجيش الوطني الليبي وتقدم حفتر إلى طرابلس

وأوضح رئيس مجموعة الاتصال الروسية الخاصة بالتسوية الليبية أنه "في ما يتعلق بتقدم [ قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة] حفتر ما يمكنني قوله:" لوصف او تقييم تحركاته علينا أن نفهم إلى أي مدى كانت خطواته منسقة. هو حدد مهمته على أنها مهمة تنظيف ليبيا من الإرهابيين".

وقال بهذا الخصوص: " هو [حفتر] حدد مهمته على أنها مهمة تنظيف ليبيا من الإرهابيين، للأسف لا يمكننا تحديد من يصفهم بالإرهابيين .. الليبيون انفسهم على الأرض يقومون بكل ما بوسعهم للحيلولة دون نمو بنى إرهابية راديكالية على شكل الدولة الإسلامية (المحظورة في روسيا ودول أخرى). وهذا ما يصب في مصلحتهم بالدرجة الأولى".

واردف رئيس مجموعة الاتصال "لنعرف بداية حفتر يحارب ضد من على وجه التحديد؟ هل من أسماء منظمات تجتمع تحت راية واحدة أو تنظيم ما، حتى اليوم لا أرى أيا من ذلك. بكل الأحوال هذه الخطوات يجب أن تكون بالتنسيق مع طرابلس وحكومة الوفاق الوطنية لان الإرهابيين هم أعداء لكافة الليبيين. ولذلك لا يمكن أن يكون هناك ليبيون أعداء الإرهابيين ليبيون آخرون أصدقاءهم".

وعن تصريحات السراج، حول عدم تفهم طرابلس لموقف موسكو، بشأن عدم تمرير قرار في مجلس الأمن يدين تقدم حفتر، أوضح رئيس مجموعة الاتصال الروسية الخاصة بليبيا في حديثه لـ"سبوتنيك" أن " لروسيا موقف موزون في ما يتعلق بالأحداث في ليبيا. لذلك، حسب ما اعتقد روسيا، حتى اليوم، غير عازمة على التدخل بشكل قاطع أو إفشال قرار ما أو على العكس منحه الضوء الأخضر لصالح أي من الأطراف. روسيا تعتمد التوازن بما معناه أنه إذا منح احد الأطراف الضوء الأخضر وردع الآخر، هذا يؤدي إلى خلل لا شك فيه. لذلك السياسة التي نعتمدها في روسيا وقراراتها كافة الداعمة أو على العكس غير الداØ

�مة تقضي إلى التوازن في البلاد".

ماذا عن جهود المبعوث الأممي إلى ليبيا؟

وقال دينغوف إنه "منذ البداية دعمنا وندعم وسوف نواصل دعم الجهود [المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة] في هذا الاتجاه لان حجما كبيرا من العمل قد تم، هو كما ممثلي الجانب الروسي ووزارة الخارجية الروسية يتواصل مع كافة أطراف الصراع. هو يدفع الأطراف إلى الحوار وهذا الأهم، فبدون هذه الآلية لن تتمكن عملية التفاوض من العمل بشكل كامل".

وأشار إلى أن "غسان سلامة هو اليوم عضو حي في هذا الجهاز. لذلك، برأيي أن العمل الذي تم حتى اليوم سيحقق نتائج. ولكن من جديد يجب الاستنتاج أن الليبيين وممثلي اللاعبين الأساسيين غير مستقرين في وجهة النظر ونواياهم وآفاقهم. من هنا يصعب تحديد أمر ما، في الواقع أمام غسان سلامة الكثير من العمل ونتمنى له النجاح".

موسكو منصة للحوار الليبي شرط تنفيذ الاتفاقيات

وقال دينغوف، ردا على سؤال ما إذا كانت روسيا مستعدة لتقديم موسكو منصة للحوار الليبي، إن روسيا في حال قررت تقديم منصة ستكون مشروطة بتنفيذ أي اتفاق صادر عنها، موضحا أن" الأطراف الليبية توجهت إلى ممثلين أوروبيين من فرنسا وإيطاليا، وآخرين من الشرق الأوسط، كما رأينا أنه وبرعاية الإمارات العربية المتحدة جرت مفاوضات. نعم تم التوصل إلى اتفاقات ما ولكنها في الواقع لم تنفذ على الأرض".

وأضاف بأنه "إذا ما عرضت روسيا منصة للحوار فهي تعرضها فقط بشرط تنفيذ الاتفاقيات التي يتم التوصل إليها في إطار هذه المنصة، بعد أن تغادرها الأطراف المشاركة فيها. اما اللقاء وتبادل الأحاديث ليغادر الجميع ويواصلوا الحرب فنحن لسنا من مناصري هذا النهج".

الطريق إلى الاستقرار الليبي

وأوضح رئيس مجموعة الاتصال الروسية الخاصة بليبيا أنه في القرب العاجل شخصيا لا يمكنني أن اصرح باننا نرى أي مخطط للطريق الذي ستعتمده ليبيا غدا. لأننا ومنذ البداية نرى خلافات في وجهات النظر بين اللاعبين الخارجيين. ونرى اختلافا في وجهات النظر بين الليبيين انفسهم. اعتقد أن الليبيين بالدرجة الأولى عليهم اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانوا شعبا واحدا ودولة واحدة، وبعد ذلك اختيار قائد يمكنه تنسيق الخطوات لوضع استراتيجية لمستقبل ليبيا".

أسلحة تركية إلى طرابلس.

وحول وصول أسلحة تركية إلى ميناء طرابلس، قال دينغوف إن "وسائل الإعلام والمجتمع الدولي يحاولون بطريقة أو بأخرى التلاعب بالمعلومات فيما يخص الشأن الليبي، مضيفا "لا أعتقد أن السلطات التركية ستكون متهورة للغاية لانتهاك الحظر الموجود على تصدير السلاح إلى ليبيا مباشرة، استبعد هذا وأعتقد أن هناك جزءًا من الدعاية في هذا الأمر، ربما من جانب الأشخاص أو البلدان المهتمة بالاستفزاز من أجل تصعيد النزاع وعدم خلق جو موات للتسوية السلمية لسبب ما"، مشيرا إلى أن روسيا لم تتلق تأكيدا رسميا يفيد بإرسال تركيا أسلحة إلى ليبيا.

روسيا في الشرق الأوسط.

وأكد رئيس مجموعة الاتصال الروسية الخاصة بليبيا أن روسيا عادت إلى الشرق الأوسط وعادت إلى أفريقيا، وهناك ينتظروننا، هناك ... ترحيب بنا لآن الجميع اليوم يرى أن روسيا شريك لا يتراجع عن كلمته، وبالتالي تستطيع روسيا اليوم في العديد من المجالات الاقتصادية أن تقدم شروطا تنافسية لشركائنا لتنفيذ العديد من المشاريع، المتعلقة بالبنية التحتية، والزراعة وموارد الطاقة وقطاع الطاقة، والاستثمار والقطاع البنكي و غير ذلك. ما يعني انه لدينا مجموعة عروض لشركائنا، نستطيع تحقيقها بنجاح، وآمل اننا في هذا الاتجاه سنستمر بنفس الوتيرة والديناميكية، وفيما يتعلق

بليبيا فلدينا العديد من المشاريع التي ننفذها والعديد من المشاريع نعمل عليها.

إرجاء زيارة وفد حكومة الوفاق إلى موسكو

وصرح رئيس مجموعة الاتصال الروسية الخاصة بليبيا، بأن تأجيل زيارة وفد حكومة الوفاق الليبية كان لأسباب تقنية فقط.

وقال دينغوف "لا يوجد أي أسباب سياسية وراء هذا، هذه مسألة تقنية تماما، كان هناك مسائل يجب ان تعالج بشكل كامل، لكننا لم نلحق معالجتها قبل وقت الزيارة، لذلك تم اتخاذ قرار بتأجيلها".

وعلى صعيد آخر أكد دينغوف أن هذه الزيارة ستتم في الأسابيع المقبلة قائلا:" أعتقد انه خلال أسبوعين أو ثلاث ستتم الزيارة، أو أننا خلال الأسبوع القادم سنعلم بالتواريخ الجديدة، وسنتابع الحوار".

وأضاف " لقد تحدثت البارحة مع نائب رئيس الوزراء احمد معيتيق وقال لي أن هناك بعض المسائل متعلقة بالوضع الداخلي للبلاد الذي يجب حلها بالمقام الأول، لان الاستقرار السياسي الداخلي ذو أهمية بالغة لهم. وعندما تتوفر الإمكانية سيقومون بزيارتنا، ستتم هذه الزيارة و سنبحث كافة المسائل المتعلقة بالعلاقات الثنائية".

عودة السفارة الروسية إلى طرابلس مرهون بالوضع الأمني

وقال دينغوف في لقائه مع وكالة "سبوتنيك":" نحن دائما نتحدث عن هذا، ونحن لم ننس هذا الأمر، ولكن بسبب حقيقة أننا مع ذلك لا نستطيع القول إن دبلوماسيينا سيشعرون بالأمان في طرابلس، لذلك لا يمكننا دراسة هذا الأمر في المدى القريب".

وأضاف:" اعتقد اننا في المدى المنظور سنعتمد بالأساس على الوضع الأمني في البلاد وبالتحديد في طرابلس، وبعد ذلك يمكننا ان نتعامل مع هذه المسألة بالتفصيل، من المبكر اليوم الحديث عن هذا".

هذا ونظراً لسوء الحالة الأمنية، غادر طاقم السفارة الروسية مبنى السفارة في طرابلس إلى تونس، وتعمل كافة بعثات الدول الغربية تقريبا من تونس.