انتخابات البرلمان الأوروبي: المواجهة بين مؤيدي الاتحاد ومعارضيه تنطلق اليوم

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 23 مايو 2019ء) يتوجه الأوروبيون، اليوم الخميس، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات البرلمان الأوروبي، والتي تشهد منافسة شديدة بين الأحزاب القومية والمشككة بالاتحاد الأوروبي، والأحزاب الوسطية الداعمة للكيان الأوروبي. في وقت تواجه في أوروبا أزمات حادة أبرزها تعثر خروج بريطانيا من الكيان، إلى جانب أزمات الهجرة واللاجئين، وتصاعد الخطاب المتطرف، فضلا عن الاختلافات بين الدول الأعضاء حول الدور المنوط بالاتحاد الأوروبي​​​.

سبعة تيارات بارزة تتسابق للفوز بالأغلبية البرلمانية، ليحصل الفائز بأغلبية الأصوات على الحق في الترشح لمنصب رئيس المفوضية الأوروبية –المنصب الأهم- والذي يشغله حاليا جان كلود يونكر.

أبرز الأحزاب المنافسة في الانتخابات الأوروبية هو حزب الشعب الأوروبي، الذي يقوده في الانتخابات الألماني مانفريد ويبر. الحزب ممثل عن جناح اليمين الوسط، وهو ذو موقف متحفظ من الهجرة ومعارض بنفس الوقت خطاب الشعبويين المناهض لها. كما عٌرف بموقفه المناهض لحصول تركيا على عضوية الاتحاد الأوروبي، وانتقد في مناسبات عديدة اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية.

التحالف الثاني المنافس هو تحالف الاشتراكيين الأوروبيين بزعامة وزير الخارجية الهولندي السابق فرانس تيمرمانز، ويمثل الحزب تيار يسار الوسط. ويدافع التحالف عن مبادئ أوروبية مثل العدل والمساواة وحقوق المرأة، فضلا عن المسؤولية والتضامن بين الدول الأعضاء حول قضية الهجرة.

التحالف الثالث هو تحالف حزب الخضر بقيادة الألمانية سكا كلير، والهولندي باس إيكهوت، ويدعو إلى تمثيل أكبر للشباب في البرلمان الأوروبي، فضلا عن الترحيب بالمهاجرين والرغبة في إقامتهم بأوروبا بشكل قانوني.

التحالف الرابع هو تحالف المحافظين والإصلاحيين بزعامة التشيكي جان زهراديل، الداعي لإصلاح هيكل الاتحاد الأوروبي بما يقلل من مركزيته.

أما خامس التحالفات المتنافسة، فهو تحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا، الممثل لتيار الوسط، ويقوده غي فيرهوفشتات، ويضم حزب الجمهورية إلى الأمام الفرنسي الذي ينتمى له الرئيس إيمانويل ماكرون، ويدعو إلى الحفاظ على القيم الأوروبية مثل المساواة والديمقراطية في مواجهة الشعبوية علاوة على مواجهة العنصرية وبناء أوروبا أكثر ليبرالية.

سادس المنافسين هو تحالف حزب اليسار الأوروبي المتحد، واليسار الأخضر الشمالي، والذي يرشح لمنصب رئيس المفوضية السلوفينية فيوليتا توميتش، والأسباني نيكو كيو. ويدعو التحالف إلى تبنى أوروبا سياسات مناهضة للرأسمالية، وإخلاء القارة من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.

التحالف السابع الذي ينافس على المنصب هو تحالف أوروبا الحرة، والذي يقوده السياسي الأسباني أوريل جونكيرس يخوض الانتخابات من السجن، حيث ينتظر محاكمته على اتهامات بالتمرد وإثارة الفتنة على خلفية المشاركة في تنظيم استفتاء لاستقلال إقليم كتالونيا عن أسبانيا، في عام 2017.

صعود الأحزاب القومية

أدت عدة أحداث دولية منها تزايد الهجرة وانخفاض النمو الاقتصادي في عدد كبير من الدول الأوروبية إلى تزايد الخطاب المعادي للاتحاد الأوروبي وارتفاع الخطاب الشعبوي.

وتحوز أهم 3 ائتلافات مشككة بالاتحاد الأوروبي على نحو 156 مقعدا في البرلمان الحالي، وتشير الاستطلاعات إلى احتمالية ارتفاع حصتهم من المقاعد إلى أكثر من 180 مقعدا.

ما دور البرلمان الأوروبي وكيف يجرى انتخابه؟

تجرى الانتخابات الأوروبية في هذا العام في الفترة من 23 إلى 26 أيار/مايو الجاري، وسيختار ناخبون من 28 دولة مشاركة في الاتحاد خلال هذه الفترة 751 نائبا، يمثلونهم في البرلمان الأوروبي، الجهة الوحيدة في الاتحاد التي تتشكل عبر الانتخاب الشعبي المباشر.

ومن المقرر أن ينخفض عدد مقاعد البرلمان إلى نحو 705 مقاعد عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتنظم انتخابات البرلمان الأوروبي كل خمس سنوات، ويقع مقره الرئيسي في مدينة ستراسبورغ شرق فرنسا.

ويعتبر البرلمان الأوروبي الذي أسس لأول مرة عام 1979 المشارك الأساسي في سن والمصادقة على قوانين الاتحاد الأوروبي، وممارسة السلطة التشريعية، كما يلعب دور الرقابة الديمقراطية في مواجهة مختلف مؤسسات الاتحاد الأوروبي، ويمارس الإشراف السياسي أيضا على جميع مؤسسات التكتل. والإشراف على أعمال المجلس الأوروبي، والمصادقة على ترشيح المفوضين ويمتلك حق سحب الثقة من مجلس الاتحاد.

كما يشترك البرلمان مع المجلس الأوروبي في وضع الموازنة، ويمكنه أن يقوم بتغييرات تطال الإنفاق العام للاتحاد، ويتمتع بالحق النهائي للمصادقة على الميزانية.

وينقسم النواب الأوروبيون داخل البرلمان إلى كتل برلمانية متباينة سياسيا أو أيدولوجيا، فهناك مجموعات تمثل اليمين الوسط، والاشتراكيين والخضر، وغيرها من القوى الفاعلة في بلدان الاتحاد الأوروبي، ويحق لأكبر كتلة سياسية تحصل على أعلى نسبة من الأصوات في العملية الانتخابية القادمة، اختيار الشخص الذي سيتبوأ منصب رئاسة المفوضية الأوروبية.

ويتحدد عدد تمثيل كل دولة في البرلمان وفقا لعدد سكانها، وتحظى ألمانيا بالعدد الأكبر من النواب، إذا تملك 96 مقعدا، تليها فرنسا بـ74 مقعدا، ثم إيطاليا وبريطانيا لكل منهما 73 مقعدا.

أما الدول الأقل حصولا على عدد مقاعد فهم قبرص ومالطا ولوكسمبورغ، حيث تحصل كل دولة منهما على 6 مقاعد فقط.

وتجرى الانتخابات إما على مستوى إقليمي أو وطني، ففي دول مثل بريطانيا وإيطاليا وبلجيكا تجرى الانتخابات على مستوى إقليمي، أما دول مثل فنلندا وفرنسا وإسبانيا والدنمارك والنمسا ولوكسمبورغ فتجري الانتخابات فيها على مستوى وطني، وتجرى الانتخابات في بعض الدول بطريقة تجمع ما بين الطريقتين كما في ألمانيا.