الإجراءات الإيرانية جاءت ردا على التصعيد الأميركي – خبيران مصريان

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 09 مايو 2019ء) اعتبر كلا من وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي، وأستاذ السياسة بجامعة القاهرة حسن نافعة، أن الإجراءات التي اتخذتها إيران و أعلنتها اليوم الأربعاء جاءت ردا على التصعيد الأميركي، كإجراء متوقع.

وقال العرابي في تصريحات حصرية لوكالة "سبوتنيك" :"قرار إيران يأتي في إطار التصعيد، ردا على الإجراءات السياسية والتحركات العسكرية التي تتخذها الولايات المتحدة الأميركية"​​​.

وأضاف العرابي "في الدبلوماسية مثل هذه المواقف متوقعة، عندما تتعرض أي دول ضغوط، فإنها تتخذ بعض الإجراءات التي تعادل هذه الضغوط وإظهار القدرة على الرد".

وقلل العرابي من أثر هذا التصعيد إقليميا ودوليا موضحا "أعتقد أن التأثير سواء على صعيد دول الجوار أو الدول الغربية سيكون ضعيفا".

وأضاف العرابي "بالنسبة لرد الفعل العربي، العالم العربي يراقب باهتمام عملية التصعيد بين إيران والولايات المتحدة ولكن لا أعتقد أنه سيكون هناك تدخل أو اتخاذ إجراءات من جانبهم للرد على القرار الإيراني".

وأوضح العرابي "التوقيتات متشابكة في الإجراءات والقرارات المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، الإعلان عن صفقة القرن، ثم تصعيد مع إيران، تشعر وكأن منطقة الشرق الأوسط يتم التعامل معها كوحدة واحدة بنظرية الأواني المستطرقة، ضغط في اتجاه يؤدي إلى ضغط في اتجاه أخر. المنطقة للأسف مصابة بداء التوتر المستمر".

واعتبر أستاذ السياسة في جامعة القاهرة حسن نافعة أن أميركا هي من يقوم بالتصعيد، وأن إيران ترد على التصعيد الأميركي، وأكد في تصريح لوكالة سبوتنيك "الموقف الإيراني رد على التصعيد الأميركي وإرسال حاملة الطائرات وسفن حربية جديدة إلى المنطقة، ويؤكد أن الولايات المتحدة هي من تقوم بالتصعيد وتتمسك بإسقاط النظام الإيراني".

وأضاف نافعة "القضية ليست قضية برنامج نووي، ولكن الموقف من إسرائيل والرغبة في تحطيم حزب الله، وبالتالي الهدف هو تغيير النظام الحاكم في إيران". وأوضح نافعة "إيران حاولت بالتعاون مع أوروبا التصدي للعقوبات الأميركية، هي بهذا القرار تؤكد أنها لم تعد تخشى العقوبات الأميركية، وأنها ما تزال تحمل أوراق ضغط ومستعدة لمواجهة التحديات المختلفة، القرار الإيراني هو رد فعل على التصعيد الأميركي".

وأشار نافعة "الدول العربية أمرها ليس بيدها، هناك دول تخشى من إيران ودول حتى تدفع الولايات المتحدة إلى المواجهة مع إيران. ولكن هناك دول عربية أخرى لا تريد هذا التصعيد. لا يوجد موقف عربي موحد من كل شيء سواء تجاه إسرائيل أو إيران".

وأكد نافعة "المواقف كلها مترابطة في الشرق الأوسط. أظن أن اقتراب الإعلان عن صفقة القرن سيعني حتما تصعيد ليس فقط سياسي ولكن قد يؤدي إلى المواجهة العسكرية، لأن القراءة الأولية للتسريبات المعلنة عن الصفقة تتطلب توقيع حركة حماس وإن لم توقع فلن تكون هناك أي مسؤولية تجاه التصعيد العسكري ضدها، وبالتالي أرى أن هناك مواجهة عسكرية قادمة في المنطقة بين إيران وحزب الله وبين إسرائيل، وبالتالي يمكن أن تتطور هذه الحرب إلى حرب شاملة في المنطقة وهذا ما نخشاه بالفعل".

وأبلغت إيران، في ذكرى مرور عام على انسحاب الولايات المتحدة الأحادي الجانب من خطة العمل الشاملة المشتركة، سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا لديها، بأن طهران ستعلق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي وتوقف الحد من مخزونها من اليورانيوم المخصب.

وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، في مؤتمر صحافي اليوم الأربعاء، أن بلاده ستتوقف عن بيع الماء الثقيل واليورانيوم المخصب اعتبارا من اليوم، وقررت إمهال أطراف الاتفاق النووي 60 يوما لتأمين مصالح إيران في النفط والتعاملات البنكية وإن لم تفعل ستزيد بلاده نسبة تخصيبها لليورانيوم إلى النتيجة المرجوة.