ظريف عشية زيارته موسكو: زمن الحصار ولّى.. ومحاولة إشعال حرب مع إيران "انتحار"

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 07 مايو 2019ء) اعتبر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن أي محاولة لإشعال حرب مع إيران هي "بمثابة انتحار" للذين يقومون بها، مبينا أن البعض في الإدارة الأميركية وبعض الذين اشعلوا فتيل الحرب ضد العراق في 2003 ، يحاولون تكرار مثل هذا السيناريو مع إيران.

وقال ظريف، في حديث خص به وكالة "سبوتنيك" حول إمكانية نشوب حرب أميركية إيرانية: " يبدو أن أولئك الذين أشعلوا فتيل حرب أميركا على العراق عام 2003 يتطلعون إلى شن حرب أخرى مع إيران، وهذا سيكون بمثابة انتحار لهم" ، مضيفا أن هناك " بعض الشخصيات في حكومة ترامب تحاول إشعال مثل هذه الحرب والتي ستكون لهم بمثابة الانتحار ".

وشدد ظريف قائلا: " لم تسع إيران أبداً للحرب مع أي بلد ولن تسعى، لكن إذا بدأت أميركا صراعاً جديداً مهما كان مع إيران، فسوف ندافع عن مصالحنا الوطنية وعن بلدنا بكل ما أوتينا من قوة".

وأكد وزير الخارجية الإيراني " أن إيران على وشك التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي ينظم عملية بيع النفط الإيراني بغض النظر عن العقوبات الأميركية المفروضة.

وقال: " يمكن لإيران أن تتغلب على العقوبات الأمريكية، وقد أعلنت العديد من الدول عن استعدادها للتجارة مع إيران".

وأضاف أن "إيران والاتحاد الأوروبي على وشك التوصل إلى اتفاق سيسمح ببيع النفط الإيراني ونقل عائدات النفط الإيراني على الرغم من عودة العقوبات الأمريكية أحادية الجانب".

وكرر ظريف أن بلاده لا ترتبط بموافقات أو قيود خارجية أو غيرها لبيع النفط مهما كانت العقوبات وكيفما كان شكلها قائلا:" إيران قادرة في الظروف الحالية على بيع نفطها وبإمكانها أيضاً الحفاظ على اقتصادها".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر منع جميع مشتريات النفط الإيراني بعد الأول من أيار/مايو الجاري، منهيا بذلك إعفاءات كانت ممنوحة لثماني دول.

- ظريف: استمرار إيران في الاتفاق النووي يرتبط بالمصالح المتبادلة وبسلوك الاتحاد الأوروبي ...

أكد وزير الخارجية الإيراني، أن بلاده ستبقى ملتزمة بتعهداتها في إطار الاتفاق النووي، طالما بقي الاتحاد الأوروبي ملتزما بتعهداته، مشيرا إلى أن إيران ستعيد النظر في تعهداتها بالاتفاق في حال لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من مساعدتها في مواجهة العقوبات.

وقال ظريف، في معرض حديثه لـ"سبوتنيك": "لقد أعلنا مراراً أن لصبر الشعب الإيراني حدود، وأن استمرار وجود إيران في الاتفاق النووي يرتبط بالمصالح المتبادلة لطهران وبسلوك الاتحاد الأوروبي، وإذا تم الوفاء بمصالحنا الوطنية والتزم الاتحاد الأوروبي بالتزاماته أيضاً، ستبقى إيران أيضاً ملتزمة بالاتفاق النووي"

ونوه وزير الخارجية الإيراني إلى انه " إذا لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من مساعدة إيران في مجال مواجهة العقوبات، حينها يمكن أن يفقد وجود إيران الأحادي الجانب في الاتفاق النووي معناه ومفهومه الحقيقي، في هذه الحالة، من الممكن أن تعيد إيران النظر في القيود المعتمدة في إطار الاتفاق النووي."

وأعلن ظريف، أن أوروبا يجب أن تتحمل مسؤولياتها والتكلفة المترتبة للحفاظ على الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن إيران أنشأت آلية شبيهة بـ "اينستكس" وسجلتها في أوروبا.

وقال ظريف: " تم إنشاء آلية في إيران نظيرة لاينستكس الأوروبية باسم شركة (ساز وكار) للتجارة والتمويل بين إيران وأوروبا واطلقنا عليها وسم(ساتما)، وقد تم تسجيلها في أوروبا وإخطار الاتحاد الأوروبي بها"

واردف ظريف " بالطبع، تستمر تهديدات أميركا أيضاً لمنع تنفيذ هذه الآلية بين إيران والاتحاد الأوروبي. لقد أكدنا سابقاً أن على أوروبا تحمل النفقات للحفاظ على الاتفاق النووي. لقد تفاوضنا في السابق مع أميركا ومع دول أخرى لعدة أشهر، وتوصلنا إلى نتائج جيدة. والآن يتعين على أوروبا والدول الأخرى تحمل النفقات ودفع النفقات من أجل الحفاظ على الأمن العالمي."

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى إمكانية " إجراء آلية "اينستكس" بطريقة مماثلة ومحلية مع الدول المجاورة الأخرى والراغبة بما في ذلك روسيا وتركيا."

ونوه وزير الخارجية الإيراني الى انه " إذا لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من مساعدة إيران في مجال مواجهة العقوبات، حينها يمكن أن يفقد وجود إيران الأحادي الجانب في الاتفاق النووي معناه ومفهومه الحقيقي، في هذه الحالة، من الممكن أن تعيد إيران النظر في القيود المعتمدة في إطار الاتفاق النووي."

هذا وأطلقت آلية "انستكس" في نهاية كانون الثاني/يناير من العام الجاري من قبل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وتتيح هذه الآلية لإيران الاستمرار في بيع النفط وتوريد منتجات أخرى او خدمات ضرورية لاقتصادها بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أيار/مايو 2018، انسحاب واشنطن من الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي وإعادته فرض عقوبات على طهران كانت معلقة نتيجة التوصل للاتفاق.

-ظريف: انتشار الجيش السوري على الحدود السورية-التركية ضروري لاستعادة الأمن في سوريا....

وفي الشأن السوري، أكد وزير الخارجية الإيراني، أن استقرار وامن سوريا مرتبطان بتأمين الحدود السورية والتركية، وإنهاء "قلق أنقرة المشروع".

وقال ظريف، ردا على سؤال حول التهديدات بمهاجمة شرق الفرات:" الطريقة الوحيدة لاستعادة الأمن والاستقرار في سوريا وتأمين حدود سوريا مع تركيا وإنهاء قلق أنقرة المشروع وحمايتها هي انتشار القوات السورية على الحدود السورية – التركية".

وأضاف في معرض تعليقه على الدور التركي في حل الأزمة لسورية: "العلاقات الجيدة بين دول المنطقة مفيدة للمنطقة بأسرها. بالتأكيد ستصب العلاقات بين أنقرة ودمشق في صالح المنطقة والبلدين".

وحول دعم واشنطن للأكراد وتخليها عنهم باتفاقها مع أنقرة قال ظريف:" يجب الانتظار أكثر ومراقبة التطورات المستقبلية، برأينا لم يحن الوقت بعد لتقديم تحليل مفصل عن نية واشنطن بالانسحاب من سوريا".

واعتبر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أنه تم القضاء على تنظيم "داعش" بسوريا (تنظيم إرهابي محظور في روسيا وعدد من الدول)، لكنه في الوقت نفسه لم يستبعد وجود نوًى لتنظيم "داعش"، في سوريا والمنطقة.

وقال ظريف:" باعتقادنا، تم القضاء تقريباً على اي نوع من نشاط جماعة "داعش" لعودة التنظيم من أجل بدء حرب جديدة في هذا البلد، لكن النوى الخفية لهذه الجماعة موجودة بشكل متفرق في هذا البلد والمنطقة، وبالتالي لا تزال هناك بعض المخاوف ".

وأعلن وزير الخارجية الإيراني، أن بلاده لا تملك قوات تعمل خارج حدودها، وأن وجود المستشارين الايرانيين في سوريا هو لمساعدة الحكومة السورية في محاربة الإرهاب.

وقال ظريف : " لم ولن تملك إيران أي قوات عسكرية تعمل في أي بلد، رغم أن المستشارين الإيرانيين قد لعبوا دوراً رئيسياً في مساعدة الحكومة السورية على محاربة الإرهاب .. كانت إيران حاضرة في هذا البلد بناءً على طلب من الحكومة السورية لمكافحة الإرهاب وتقديم المساعدات الاستشارية".

و أكد وزير الخارجية الإيراني أن "إن منع "داعش" من التوسع في المنطقة والإخفاقات الأخيرة لهذه الجماعة في المنطقة وخاصة في سوريا والعراق، كان نتيجة النضال والدعم المتواصل لجمهورية إيران الإسلامية للبلدان المعنية"، مؤكدا أنه "في حالة عدم تدخل إيران الجاد في الحرب ضد "داعش"، لكانت عناصر "داعش" الآن تسيطر على أجزاء كبيرة من أراضي المنطقة".

وحول الإعلان عن انسحاب القوات الأميركية من سوريا علق ظريف "كان الوجود الأميركي في سوريا غير قانوني منذ البداية، ولم تحارب أمريكا "داعش" على الإطلاق ولم يكن وجودها لصالح الشعب السوري أو بموافقة حكومة ذلك البلد".

يذكر أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كان قد أعلن في 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي، بدء انسحاب القوات الأميركية من سوريا وعودتها إلى الولايات المتحدة، دون تحديد موعد زمني، بحجة هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا وعدد من الدول) في سوريا.

-ظريف : الحوثيون يقاتلون بالأسلحة التي سلمتها السعودية لليمن بعهد علي عبد الله صالح...

وحول الدعم الإيراني لحركة "أنصار الله" في اليمن ... قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن حركة "أنصار الله يقاتلون بالأسلحة التي سلمتها السعودية إلى اليمن في عهد علي عبد الله صالح، مشيرا مع ذلك إلى أن إن الحل الوحيد لتحقيق السلام في اليمن هو خلق الظروف التي تمكن جميع أحزاب البلاد من "تشكيل حكومة وطنية وشاملة ".

وقال ظريف ردا على سؤال حول كيفية ونوعية مساعدات طهران لحركة "أنصار الله" الحوثيين: " إن الحل الوحيد لإرساء السلام والاستقرار في اليمن هو خلق الظروف، التي تمكن جميع الأحزاب اليمنية من تشكيل حكومة وطنية وشاملة دون تدخل خارجي".

وفي تعليق على سؤال واقعية بعض التقارير الإعلامية تقول أن المستشارين العسكريين الإيرانيين موجودون في صنعاء قال:: " لهذه المزاعم سوابق، إن أميركا للتستر على حضورها في المنطقة وعلى الأعمال، التي قامت بها وقد تعتبر جرائم حرب، فهي توجه اتهامات ليس لها أساس من الصحة مراراً وتكراراً ضد جمهورية إيران الإسلامية، ولكن كما أسلفت، فإن الحوثيين يقاتلون بالأسلحة التي سلمتها السعودية إلى اليمن في عهد علي عبد الله صالح".

وصرح وزير الخارجية الإيراني، أن السعودية والإمارات حولتا اليمن الى "جحيم"، وأن المملكة العربية السعودية تخلق ازمات للمنطقة من خلال حصارها لدولة قطر وحربها في اليمن.

وقال ظريف :" يقاتل الحوثيون بسلاح قدمته السعودية لليمنيين خلال عهد علي عبد الله صالح. السعوديون والإماراتيون يحولون اليمن إلى جحيم باستخدام القاذفات الأميركية والبريطانية. إن السعودية تخلق أزمة في المنطقة من خلال الحرب مع اليمن وحصار جارتها قطر وقتل المعارضين. "

وأشار إلى أن إيران اقترحت " خطة من أربع نقاط لإنهاء الأزمة اليمنية بنهج إنساني بالكامل، وتواصل التأكيد على هذه الخطة والنهج وتعلن استعدادها للعمل مع المجتمع الدولي للمساعدة في تحسين الظروف الإنسانية"

ونوه وزير الخارجية الإيراني الى أن " إيران تدعم تشكيل حكومة شاملة في اليمن متمخضة عن حوار يمني -يمني. ليس لدى إيران أي غرض آخر غير الأمن والسلام في المنطقة بما في ذلك اليمن"، مؤكدا أن " سياسة إيران تجاه جيرانها كانت على الدوام هي تحقيق سلام دائم لشعوب المنطقة، وتتبع إيران كعادتها في السابق سياستها الإقليمية والشجاعة تجاه جيرانها وستواصل العمل عليها. في الوقت الحالي، إن دعم إيران لأنصار الله في اليمن هو أيضاً دعم سياسي بحت."

هذا وتتواصل، منذ 26 آذار/مارس 2015، معارك بين الجيش اليمني وقوات تحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة وبين جماعة "الحوثيين" من جهة أخرى.

-ظريف: نرحب بإجراء المحادثات مع الإمارات لبحث قضية الجزر المتنازع عليها...

ورحب ظريف، بإجراء المحادثات الثنائية مع الإمارات لبحث طرق تعزيز العلاقات بين البلدين وحل قضية الجزر الثلاث المتنازع عليها وحل سوء التفاهم المحتمل، مؤكدا استعدادها طهران لإجراء حوار ثنائي ومباشر بشأن تنفيذ مذكرة التفاهم لعام 1971.

وقال ظريف، ردا على سؤال حول الجزر الثلاث المتنازع عليها مع دولة الإمارات، وإذا يمكن حل هذه الإشكالية عبر اللجوء إلى المحكمة الدولية: "لقد أكدنا على الدوام، استحالة التفاوض وبأي شكل من الأشكال على مسألة الوحدة الإقليمية لجمهورية إيران الإسلامية وسيادتها على جزر طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى. نحن كما في السابق ، لطالما أعربت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن استعدادها لإجراء حوار ثنائي ومباشر بشأن تنفيذ مذكرة التفاهم لعام 1971".

وصرح وزير الخارجية الإيراني، بأن الحصار لم يعد وسيلة ضغط لحل الأزمات وإنهائها.

وقال ظريف تعليقا على أزمة الخليج و مقاطعة قطر:" الجيران دائمون والجغرافيا غير قابلة للتغيير".

وأضاف:" يعد الحوار مع الجيران أمراً ضروريا،ً ولا يمكن حل النزاع الحالي إلا عبر الوسائل السياسية والسلمية والمحادثات الصريحة والشفافة".

وحول ما قد يفضي إليه الوضع القائم حاليا في منطقة الخليج قال : "إن تزايد التوترات في العلاقات بين الدول المجاورة في ظل الظروف الحالية، حيث لا تزال المنطقة والعالم يواجهان فيها عواقب واسعة النطاق لأزمة الإرهاب والتطرف واستمرارية احتلال فلسطين من قبل الكيان الصهيوني، لا يخدم مصلحة أي دولة أو شعب في المنطقة ويهدد مصالح الجميع".

وأكد أن الحصار كوسيلة للضغط لم يعد فعالا أو مثمرا :"أعتقد أن زمن الحصار قد ولَى، وأن قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق الحدود وحصار الدول لم يعد حلاً للخروج من الأزمة."

هذا ووقّع حاكم الشارقة خالد القاسمي في عام 1971، على مذكرة تفاهم مع إيران برعاية بريطانيا، تنص على "تقاسم السيادة على جزيرة أبو موسى (الجزء الشمالي لإيران والجزء الجنوبي للشارقة) واقتسام عوائد نفطها" دون أن يعترف كل طرف بسيادة الطرف الآخر عليها.

وقامت إيران بنشر قوة عسكرية في نصف جزيرة أبو موسى بحسب ما نصت الاتفاقية.

هذا منح البريطانيون إيران في عام 1968 جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، قبل انسحابهم من الإمارات العربية. و أصبحت الجزر الثلاث محل نزاع بين الإمارات وإيران التي تسيطر عليها منذ عام 1971، ويدّعي كل طرف بأحقية السيادة عليها.

هذا ويزور وزير الخارجية الإيراني، روسيا ومن المتوقع أن تتركز محادثاته يوم غد مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على العديد من القضايا أبرزها سوريا والاتفاق النووي الإيراني.

وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات الثنائية الروسية الإيرانية تطورت في السنوات الأخيرة، في مجالات عدة، وخاصة مكافحة الإرهاب في سوريا والتعاون الاقتصادي والتجاري والتفاعل على الساحة الدولية.