الآثار المصرية تعلن إلغاء فكرة بناء حائط ضخم في واجهة المتحف المصري الكبير لتقليل التكاليف

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 04 مايو 2019ء) سلمى خطاب. أعلنت وزارة الآثار المصرية أنها ألغت فكرة بناء حائط ضخم كانت تعتزم بناءه في واجهة المتحف المصري الكبير لتقليل النفقات، بنحو 180 مليون دولار، إلى جانب اتخاذ قرار بتغيير نظام الإضاءة في قاعات المتحف، لترشيد استهلاك الكهرباء​​​.

وقال المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير اللواء عاطف مفتاح في لقاء مع مجموعة من الصحافيين إن "هذا الحائط في التصميمات بينه وبين مبنى المتحف مسافة حوالي 17 مترا، وصمم ليكون على ارتفاع 50 متر، بشكل متدرج أعلى نقطة فيه 50 مترا، وأقل نقطة 18 مترا، بإجمالي طول حوالي 800 متر، وإجمالي مساحة تبلغ أكثر من 26 ألف متر مسطح".

وأضاف مفتاح "الحائط كان بالغ التعقيد، وكان به رموز تسيء لنا إذا تم تنفيذه بهذا الشكل، لو كان تم تنفيذه كان من الممكن أن تحدث ادعاءات لاحقة بأشياء أخرى، دون الدخول في التفاصيل".

وأوضح مفتاح أن "تكلفة بناء الحائط وقت دراسة المشروع كانت 186 مليون دولار، وكان هناك شبه احتكار للخامة التي ستستعمل في بناء الحائط، وكانت تمارس علينا ضغوطا في الأسعار ليقفز سعر الحائط من 186 إلى 200 مليون دولار على الأقل في عام 2016".

وتابع "فكرنا كيف يمكننا الترشيد دون المساس بالجودة، في حقيقة الأمر هذا الحائط حائط زائف لأن المبني على بعد 17 متر من الحائط، كان سيبدو هذا الحائط كلوحة للإعلانات، ولم يكن له علاقة بالمبني، إضافة إلى أنه كان سيحتاج إلى نظام بالغ التعقيد  لصيانته وتنظيفه".

وأشار اللواء مدير المشروع "كان سيكلفنا مبالغ ضخمة جدا.. العائد المتوقع من المتحف، كان هذا الحائط سيستهلكه في صيانته فقط".

وأوضح مفتاح "كان القرار إما بإلغاء الحائط أو تنفيذ واجهة حقيقة للمتحف، وهو ما يحدث الآن، ننفذ واجهة حقيقية للمتحف المصري الكبير، مستمدة بالكامل من الحضارة المصرية القديمة ولها فلسفة".

وحول الحقوق الأدبية للمصمم المتحف، قال مفتاح "حافظنا على رؤية المصمم، ولكن العقد بين وزارة الآثار وبين المصمم ينص على انتهاء الحق الأدبي للمصمم وتؤول الملكية الفكرية لوزارة الآثار كاملة بعد أن يتقاضى المصمم أجره، وهذا كلام قانونيين، وهم نفوا تماما إمكانية أن يعود علينا المصمم ويتهمنا بتشويه التصميم"، مؤكدا "وفي كل الأحوال الحائط الجداري مكانه في التصميم على بعد 17 مترا من المتحف، إذا أردنا تصميمه بعد عدد من السنوات سننفذه، سيكون هذا قرار للدولة المصرية ووزارة الآثار".

وواصل مدير مشروع المتحف المصري الكبير "ما نراه الآن هو الواجهة الحقيقة للمتحف المصري الكبير، بترشيد ضخم جدا للنفقات، عملنا بخامات مصرية أصيلة، وهي رخام شفاف، موجود له محاجر في العالم كله ومن بينها مصر، ومن الطبيعي استخدام رخام مصري في بناء المتحف المصري".

وأشار مفتاح إلى أن التعديلات في التصميم تم عرضها على العديد من المكاتب الاستشارية، من بينها المكتب المصمم للمتحف، حيث قال إن "التصميم تم عرضه على كبار المكاتب الاستشارية، بما فيهم المصمم الأصلي للمتحف، الذي راسلناه للاستئذان في تأجيل بناء الحائط الخارجي، والاكتفاء فقط بتشطيب الواجهة الرئيسية بشكل يلائم الحضارة المصرية".

كما أشار مفتاح إلى أنه "تم ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية إلى الثلثين في المتحف، وتم ذلك عن طريق تغير أنظمة الإضاءة من إلى أنظمة الليد، وبهذا تم ترشيد أكثر من 80 بالمئة من القدرة الكهربائية"، كما أكد مفتاح أن سياسية ترشيد الاستهلاك لم تطل أنظمة تأمين المتحف، وصناديق عرض القطع الأثرية، حيث قال إن "أنظمة التحكم والتأمين هي الأفضل في العالم".

من جانبه، قال وزير الآثار المصري خالد العناني خلال اللقاء إن "هذه التغييرات تطبيع مع ظروف واقعية تناسب الاقتصاد المصري ودخل المتاحف المصرية، نحن نعمل شيء دون المساس بالجودة".

وأضاف العناني "رغم كل هذه التوفيرات، سيبلغ تكلفة المتحف مليار دولار، أي ما لا يقل عن 18 مليار جنيه، والأهم أن تكاليف تشغيل والصيانة السنوية، لن تقل عن 1.5 مليار جنيه في السنة، بعد كل التوفيرات".

كما أعلن العناني أن وزارة الآثار ستستقدم خلال الأيام المقبلة خبراء أجانب لمراجعة المادة العلمية للمتحف، وقال "خلال أيام سنستقدم خبراء من خارج مصر لمراجعة المادة العلمية للمتحف الكبير،  بينهم واحد من أكبر العلماء البريطانيين، وهو عالم آثار كبير  سيأتي كخبير زائر كل فترة للإشراف"، لكنه لم يحدد اسم العالم.

كما أكد العناني "نعمل للالتزام بالتوقيت الذي أعلناه لافتتاح المتحف في الربع الأخير من العام المقبل 2020".

ويقع المتحف المصري الكبير في محافظة الجيزة، على بعد مسافة قليلة من أهراماتها الشهيرة، وتطمح مصر بعد افتتاحه إلى تحويل هذه المنطقة بالكامل، إلى منطقة سياحية.

وتزيد المساحة الكلية للمتحف عن 117 فدانا، والمبنى نفسه على مساحة 165 ألف متر، وسيعرض بداخله آلاف من القطع الأثرية الشهيرة، أبرزها التمثال الضخم للملك رمسيس الثاني، ومجموعة من مقتنيات الملك توت عنخ آمون التي ستعرض لأول مرة.