لا يمكن لوم حكومة الوفاق الوطني للاتفاق مع أي دولة للدفاع عن نفسها – معيتيق

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 03 مايو 2019ء) سارة نور الدين. شدد نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية أحمد معيتيق على أنه لا يمكن لوم الحكومة عند الاتفاق مع أي دولة في العالم من أجل الدفاع عن نفسها في ظل تلقي الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر دعما من عدة دول للهجوم على العاصمة طرابلس​​​.

وقال معيتيق في مقابلة مع وكالة سبوتنيك "حفتر يتلقى دعما من كثير من الدول، هذا الدعم موثق في لجنة العقوبات بالأمم المتحدة بالصوت والصورة، وبالأسماء، والدول، والأرقام، وأطراف معينة، وهذه المعدات العسكرية موثقة بالصوت والصورة وواضحة في تقرير لجنة العقوبات الأممية"، مشددا "هذه ليست مساعدات بل دعما لقوات حفتر، والذي يتلقى مساعدات هي الحكومات، أما أن تدعم مليشيا خارجة على القانون فهذا يسمى تهريبا، وتطاولا، وخرقا، وتدميرا للشعب الليبي، واستعمالا للقتل والتنكيل، لأنه جسم غير شرعي، ودعمه يتم بطريقة غير قانونية".

وأضاف معيتيق "الحكومة والمجلس الرئاسي شرعية، مُنعت من الحصول على أسلحة ومعدات عسكرية للدفاع عن نفسها وحماية شعبها، فلا يمكن أن ألوم أي أحد في الحكومة عند الاتفاق مع أي دولة للدفاع عن نفسها، نحن نعمل في النور، وكل شيء في العلن".

وحول تلقي الحكومة دعما عسكريا من تركيا، قال معيتيق "هناك كثير من الدول غير تركيا، موجودة، ونستطيع التعامل معها، ولكن لا نود التصريح"، موضحا "هناك دول تدعم مليشيا حفتر، وهذه الدول موجودة في تقارير الأمم المتحدة، لكن التصعيد الدبلوماسي والسياسي لا معنى له الآن، وهذه الدول تعرف نفسها جيدا".

وشدد نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق على أنه لا يوجد شيء رسمي يؤكد أن مصر والسعودية تدعمان الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر، مؤكدا أنه لا يعقل أن تدعم أي دولة في العالم مليشيا لاحتلال العاصمة.

وقال معيتيق "لم أر أي شيء رسمي بأن مصر والسعودية تدعمان حفتر، هم استقبلوه نعم، لكن هل أصدرت السعودية أو مصر رسالة واضحة للمجتمع الدولي تقول بأنهما مع العدوان على طرابلس، إذن هناك رفض تام من كل الدول لهذه العدوان".

وأضاف معيتيق "نحن حكومة ليبيا، ونحن المجلس الرئاسي من يحكم ليبيا، ونحن من يتخذ القرار، والسيد خليفة حفتر عبارة عن مليشيا خارج سلطة الدولة، فلا يعقل أن تكون هناك دولة في العالم تؤيد مليشيا تحتل العاصمة، وتدخل بالقوة للعاصمة"، موضحا "الجيش الوطني مسمى لمليشيا، هو اختار تسمية مليشياته بالجيش الوطني، لكن لا وجود لشيء اسمه الجيش الوطني، القائد الأعلى للجيش الليبي هو المجلس الرئاسي، والمجلس الرئاسي لم يسمِ حفتر".

وتابع معيتيق "لا يوجد منصب قائد عام للجيش الليبي في التراتبية العسكرية الليبية، يوجد وزير دفاع، ورئيس أركان، وهذه التسمية ابتدعها حفتر".

وأكد معيتيق، أن الحكومة أجبرت على الدفاع عن نفسها في ظل الهجوم على العاصمة طرابلس، مشددا على أنها تعتزم الوصول لأبعد من ذلك.

وقال معيتيق "كنا ذاهبين لغدامس، لإيجاد حل سياسي يومي 14 و15 من نيسان/أبريل، ولكن فوجئنا بهجوم يوم 4 نيسان/أبريل بكل أنواع الأسلحة للسيطرة على الحكومة، ولأخذ الحكومة بقوة السلاح، إذن فمن هو الطرف الذي لا يريد الجلوس، ولا يرغب في الحصول على وقت للتفاوض".

وأضاف معيتيق "نحن أجبرنا على الدفاع عن أنفسنا، وسنذهب لأبعد من الدفاع عن نفسنا، هناك طرف معتدٍ، ويجب على العالم أن يسمي الأشياء بمسمياتها، وهناك طرف يدافع عن نفسه".

وإجابة عن سؤال حول امتلاك حكومة الوفاق القوة العسكرية لذلك، قال معيتيق "أكيد... نحن من طرد تنظيم الدولة من سرت، القوة التي استطاعت اجتثاث تنظيم الدولة [داعش الإرهابي المحظور في روسيا] من سرت، قادرة على دحر هجوم [قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة] حفتر".

وتابع معيتيق "حفتر كان يعتقد أن سيباغت الحكومة بسرعة إنجاز، ودخول للعاصمة في 3 أو 4 أيام، وهذا لم يحصل، هو الآن في وضع سيئ جدا"، متابعا "الآن يرسل للعاصمة صواريخ، وقنابل، وطائرات، وأهل العاصمة متواجدين في الميادين للتنديد بهذا العدوان، حفتر خسر شعبيا، وسياسيا، وبإذن الله سيهزم عسكريا".

ورحّب معيتيق، بتصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمحاربة الإرهاب في ليبيا، لكن مع حكومة الوفاق الوطني وليس مع من وصفه بـ "الانقلابي" الساعي للسلطة.

وقال معيتيق إن "الشعب المصري والحكومة المصرية والرئيس المصري يعلمون جيدا أن أكثر من 60 بالمئة من الجيش الليبي موجودون في غرب ليبيا، وعندما تحدثنا عن توحيد المؤسسة العسكرية كانوا واضحين ويعرفون أيضا ما الذي يلزم لتوحيد المؤسسة العسكرية، وأن طرابلس بها قوات عسكرية نظامية".

وأضاف معيتيق "أما في رسالته [السيسي] بأننا ندعم محاربة الإرهاب فهذه رسالة عامة موجودة لدى الجميع، ومحاربة الإرهاب كلمة فضفاضة يمكن أن تستعمل بكثير من الطرق"، مشددا "نحن حاربنا الإرهاب فهل يستطيع أحد أن يقول إننا لم نفعل ذلك، [قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة] حفتر هو من لم يحارب الإرهاب، هو من جعل الإرهاب يخرج من درنة ويتجه لسرت".

وأكد معيتيق "حفتر يحارب من أجل أن يصل للسلطة، واليوم مستمر في حربه من أجل أن يصل للسلطة... أما محاربة الإرهاب فنحن نرحب بها، 1000 ترحيب بكلام السيد السيسي في محاربة الإرهاب، لكن معنا نحن، وليس مع شخص انقلابي يسعى للوصول للسلطة".

ولفت معيتيق في إجابة عن سؤال حول الوضع الإنساني وأزمة النازحين، إلى أن "حكومة الوفاق لديها من الإمكانيات الكثير، نحن نسيطر على الوضع، الذي ينقص هو أن تُسمي الدول الأشياء بمسمياتها، هؤلاء النازحون أكثر من 30 ألف أسرة نازحة، ومن دمرت منازلهم، ودخلوا في حروب، لسبب واحد فقط، هو أن شخصا يريد أن يصل للسلطة، هذا هو السبب، ليس إرهابا، وليس مليشيات، ليس أي شيء سوى ذلك".

وكان رئيس مجلس الدولة الليبي، خالد المشري، اتهم، في 19 نيسان/أبريل الماضي، الإمارات ومصر بتقديم الدعم العسكري لقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وقال المشري، في مؤتمر صحفي حينها، "ما تم غنمه من هذه القوات [الجيش الوطني الليبي] من عربات مصفحة وغير ذلك هي إماراتية جاءت بتواريخ حديثة بعد الحظر. وهي أسلحة قتالية"، وأضاف "هذه الدولة تقدم دعم مباشر. ومن خلال تقارير الأمم المتحدة". وأضاف "كذلك يوجد ذخائر عند هذه القوات هي صناعة مصرية حديثة".

هذا وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، بقيادة المشير خليفة حفتر، ليل الرابع من نيسان/أبريل الجاري، إطلاق عملية للقضاء على ما وصفته بالإرهاب في العاصمة طرابلس، والتي تتواجد فيها حكومة الوفاق المعترف بها دوليا برئاسة، فائز السراج، الذي دعا قواته لمواجهة تحركات قوات حفتر بالقوة، متهما إياه بالانقلاب على الاتفاق السياسي للعام 2015.