"المغرب في أبوظبي".. حرف تقليدية عريقة تعكس إبداع الصانع المغربي

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 30 أبريل 2019ء) تعكس الحرف اليدوية التقليدية ضمن فعالية "المغرب في أبوظبي" الإرث المغربي العريق وإبداع الشخصية المغربية الفريدة التي أنتجت موروثا حضاريا يؤكد غنى مكوناتها الأساسية وأمجادها الأصيلة.

المتجول بين أروقة فعالية "المغرب في أبوظبي" لم تخطئ عينه عبقرية ومهارة الصانع المغربي في العديد من الحرف اليدوية والتقليدية ويتجلى ذلك في دقة المعروضات الحرفية الذين توارثوا صناعتها جيلا بعد جيل.

وتزين فعالية "المغرب في أبوظبي" أكثر من مليوني قطعة "زليج" إضافة إلى 30 ألف قطعة مطلية بالذهب تتوسط البهو الرئيسي للفعالية ما يؤكد على ثراء التراث المغربي الأصيل .. فيما تخطف أنظار الزوار القبة النحاسية المصممة بطريقة تقليدية بارتفاع يزيد على 12 مترا ومزينة بفوانيس نحاسية بزواياها تضفي مشهد تراثي عريق.

والتقت وكالة أنباء الإمارات "وام" مع الحرفيين المغاربة الذين عبروا عن سعادتهم بالمشاركة في فعالية "المغرب في أبوظبي" ووصفوها بأنها جسر محبة وتلاقي بين الحضارات العريقة .

وبنقوش ملونة ومزخرفة على تحفة فنية من النحاس أسرت قلوب الزوار إذ تتجلى فيها دقة وإتقان الصانع المغربي لما تتضمنه من معاني نبيلة تعكس مشاعر المحبة والأخوة بين الشعبين الإماراتي والمغربي ..وعبر ادريس الساخي حرفي النحاس المغربي عن فخره بصناعة تحفة فنية تعرض ضمن فعالية "المغربي في أبوظبي" تجمع علمي الإمارات والمغرب على شكل يدان يصافحان بعضهما وموسومة بشعار عام التسامح .

وأضاف لـ "وام " أن هذه التحفة الفنية تحمل دلالات عميقة تؤكد قوة ورسوخ العلاقات الإماراتية المغربية بين قيادتي البلدين الشقيقين وشعبيهما وهو ما ظهر على هذه التحفة التي تم صنعها بدافع المحبة وتعبيرا عن المشاعر الطيبة للإمارات وشعبها بمناسبة عام التسامح.

وقال الساخي إنه تعلم مهنة النقش على النحاس والفضة على يد حرفيين مبدعين يقدرون التراث العربي و الإسلامي الذي يزخر بالعديد من الصناعات اليدوية .. مشيرا إلى أن المنتجات النحاسية والقضية التقليدية تحتل مكانة مهمة لدى المغاربة كونهم يستعملونها في ديكور البيت وجهاز العروس وكأوان فاخرة لاستقبال الضيوف أو إهدائها في المناسبات الاجتماعية.

وذكر أن صناعة المنتجات التقليدية تتطلب الكثير من الجهد والصبر والوقت فهي تتم بالطرق على النحاس باليد وبآلات وأدوات تقليدية كالمطرقة والمسامير إذ تبدأ عملية النقش بعد اختيار شكل الآنية المطلوب صنعها حيث ترسم الأشكال والنقوش بأقلام نقش فولاذية خاصة بهذه المهنة وبمساعدة المطرقة والسندان يطرق على خط الرسم إلى أن ينتهي شكل التحفة.

وبدوره أفاد هشام سقاط حرفي صناعة السروج أن صناعة "السروج" بدأت في المغرب منذ القرون الوسطى في مدينة فاس حيث برزت في بادئ الأمر عائلتان في هذه الحرفة قبل أن يبرز في الأفق حرفيون آخرون في مدن أخرى كمراكش وسلا وتازة وبعدهم الرباط والدار البيضاء والجديدة بداية القرن العرشين.

وقال إن حرفة صناعة السروج المغربية تقتضي تضافر مجموعة من الحرف كالنجارة والحدادة والصفارة والدباغة والطرازة وعمليات فتل الخيوط إذ تستغرق صناعة السرج الواحد مابين 6 أشهر إلى عامين من العمل وتضم أكثر من 14 حرفة مشتركة في صناعته فيما يبدأ سعره من 500 دولار إلى 10 آلاف دولار.

وأضاف أن السرج التقليدي الأصيل يتكون من 6 أجزاء رئيسية و36 قطعة ثانوية كلها مزينة برسوم مطرزة بانسجام تام امتزج فيه التراث العربي والأمازيغي والأندلسي واحترمت فيه كل قواعد الصناعة التقليدية.

من جهته أوضح نور الدين مشرف صناع الخزف أن صناعة الفخار تعتمد على الطين كمادة أولية أساسية فبعد تنقية الطين من الأحجار والمواد العالقة به يوضع في صهاريج مائية لمدة طويلة ثم يعرض لأشعة الشمس حتى يجف وبعدها يتم عجنه وتطويعه على لولب خاص يقوم الصانع بإدارته بواسطة القدمين فيما يشكل العجين بيديه مستعينا بالماء وبعدها توضع مرة ثانية تحت أشعة الشمس لتجف وتدخل إلى أفران بدرجة حرارة عالية ما بين 900 و1200 درجة مئوية.

ويحظى فن الرسم على الخشب بإقبال جماهيري للتمتع بأنامل إدريس العكري حرفي الصباغة والرسم على الخشب المعروف بفن "تازواقت" وهي تصنع لوحات فنية على الخشب.

وقال العمري إن الزخرفة من الفنون المغربية العريقة والجميلة ويتألق بها الحريف المغربي خصوصا في الأسقف والأبواب والأثاث والديكور.

وتشكل التصميمات والزخارف الهندسية والأزهار أساسا لفن "تازواقت" فالتركيبات الهندسية معروفة باسم "التسطير" فيما تعرف الزخرفة الزهرية باسم "التوريق".

وتأتي الحلي المغربية العريقة بتصميماتها وألوانها الزاهية لتعكس غنى التراث المغربي الأصيل .

وقال محمد جبالي حرفي صناعة الحلي والمجوهرات إن صناعة الحلي في المغرب تعد من بين أهم الحرف التقليدية باعتبارها حرفة حافظت على جوهرها واستمرارها وتوارثها جيلا بعد جيل إذ تتواجد في مختلف مناطق المغرب الحضرية والقروية.

فالمجوهرات الحضرية عادة ما تكون مصنوعة من الذهب محفورة بدقة ببعض الزخارف النباتية معززة بالأحجار الكريمة أما المجوهرات القروية أو البربرية خصوصا في الجنوب فأغلبها من الفضة ذات نبل عظيم وتتميز بنقاء الخطوط وبالتصاميم الهندسية وأحيانا مع بعض الزخارف النباتية.

بينما عبرت سلمة أجديرة حرفية الطرز عن سعادتها بمشاركتها في فعالية "المغرب في أبوظبي" .. مؤكدة أن الطرز المغربي إرث وفن ارتبط بحياة المرأة المغربية منذ القدم حيث مارسته منذ عصور وتناقلته النسوة من جيل لآخر.

وأضافت أن أشكال الطرز المغربي تتنوع عبر المدن المغربية ومن بين أهم هذه الأنواع الطرز الفاسي والرباطي والتطواني والزموري.. مشيرة إلى أن الطرز المغربي يسحر بجماليته ودقة صنعه وطابعه المغربي المميز الذي يجمع بين الأصالة وجاذبية المعاصرة.

وجاء الزليج الذي يزين الفعالية وجدرانها ليؤكد مهارة ودقة الصانع المغربي و إبداعه في رسم تحف فنية على الأرض أو الجدران .

وأفاد عبد المجيد الربيعي حرفي تركيب الزليج لـ "وام" بأن صناعة الزليج في المغرب تمتلك تاريخ عريق فالحرفيون في المغرب يصنعون الزليج من مواد أولية بسيطة كالطين وباستخدام آليات متواضعة ويبدعون في تحويلها إلى أشكال فنية تعبيرية .. مشيرا إلى أن طرق التقطيع والنقش والوضع هي ما يميز فن الزليج ويضفي عليه خصوصية فبعد تجميع وتنسق قطع الزليج تغطى الأدراج والأرصفة والبلاطات والجدران بها لتشكل مجتمعةً لوحة فنية ساحرة ذات ألوان وأشكال متعددة.

فيما أوضح عبد الرحيم الزريفي العمراني حرفي "الشربيل" المغربي وهو النعل النسائي التقليدي في المغرب ويعد من الإكسسوارات الضرورية التي تعبر عن الأنوثة والبساطة والتشبث بالأصالة مثله مثل الأزياء التقليدية كالقفطان والجلباب .. مشيرا إلى أن صناعة الشربل الواحد تستغرق ما بين يوم إلى خمسة أيام وله عدة أنواع فمنه المطرز بالحرير الخالص والمنمق بخيوط الذهب أو الفضة أو النحاس "الصقيل" وأجوده ما كان مطرزا بالذهب ويغطي الطرز رقعته كلها وتعد فاس من أشهر المدن المتخصصة في هذه الحرفة تليها مراكش ثم الصويرة التي يصنع شربيلها من الدوم أو الرافيا أي " القش الطبيعي".

يشار إلى أن أنشطة فعالية "المغرب في أبوظبي" مفعمة بأجواء تراثية أخوية تترك لزوارها أثرا طيبا وتنعش ذاكرتهم وتثري خيالهم ومخزونهم المعرفي، خاصة وأن أنشطتها تتنوع ما بين الثقافية والفنية والتاريخية ومجموعة من التحف والآثار القديمة.