مسكوكات نقدية مغربية نادرة تعود لألف عام تعرض في أبوظبي لأول مرة

مسكوكات نقدية مغربية نادرة تعود لألف عام تعرض في أبوظبي لأول مرة

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 21 أبريل 2019ء) يعرض المتحف التراثي المغربي - ضمن فعالية "المغرب في أبوظبي" مسكوكات نقدية مغربية نادرة مصنوعة من الذهب والفضة يعود تاريخها الى 1000 عام وتضم 300 قطعة أثرية وتراثية من القناديل الزيتية والأواني الخزفية الأندلسية والمواد التاريخية من بينهم 250 قطعة تعرض خارج وطنها المغرب للمرة الأولى.

وتحمل الفعاليات الجمهور الى رواق المغرب الذي يشع بعبق التاريخ بما يحتويه من كنوز تراثية وأثرية عريقة تخاطب حواس الزوار المتجولين بين جنبات المتحف لسبر أغوار الموروث الثقافي والتراثي العريق ومكونات حضارة المغرب الثرية عبر رحلة تسرد تاريخ المملكة المغربية منذ فترات ما قبل الإسلام إلى العصر الحديث.

وتجذب مجموعة "الحلي الملكية" أنظار الزوار ومحبي التراث إذ تمثل خصوصية مختلف مناطق المغرب الحضرية والصحراوية في صياغة الحلي من حيث المواد المستخدمة والألوان والتطريز للملابس التي تختلف من منطقة إلى أخرى وتضم تشكيلة مختلفة من خريطة الحلي في المملكة مما يعكس التنوع الثقافي والحضاري للمغرب على مر العصور فيما يتعرفون على تاريخ النقود المغربية على مر التاريخ عبر قطع نقود تعود للفترة الرومانية للقرن الأول والثاني بعد الميلاد وعثر عليها في المواقع الأثرية القديمة وأهمها قطعة النقد إسكندر الأكبر الذهبية النادرة.

وصرح أنس السدراتي مدير متحف التاريخ والحضارات في الرباط لوكالة أنباء الإمارات "وام" بأن المتحف يتيح للزائر سبر أغوار تاريخ ألف سنة من صك النقود في المغرب خلال الفترة الإسلامية في حدود المسار الزمني من القرن الثامن الميلادي إلى حدود القرن التاسع عشر إذ صك أول درهم مغربي في القرن الثامن الميلادي بمدينة فاس حيث استمرت هذه النقود مع الأسر المتوالية مشيرا الى ان النقود في هذه الفترة الزمنية كانت تصك من الذهب والفضة على أشكال دائرية ومربعة مزخرفة ما يعكس ثراء التاريخ المغربي .

وقال أنس السدراتي إن زوار المتحف يمكنهم مشاهدة مجموعة من "الحلي الملكية" تعرض لأول مرة وتعكس التنوع الذي تحظى به مختلف مناطق المغرب الحضرية والصحراوية حيث من المقرر أن تعرض مجموعة الحلى الملكية في المتحف الوطني المغربي للحلى والأزياء خلال الفترة المقبلة ويقدر عددها بـ 4 آلاف قطعة قدمت للمتاحف المغربية كهبة وتعرض مجموعة منها لأول مرة في المتحف التراثي المغربي بأبوظبي معتبرا أن عرض هذه القطع التراثية في دولة الإمارات يأتي بهدف تقاسم الموروث التراثي المغربي والإنساني مع الزوار الإماراتيين والخليجيين واستعراض التنوع الذي تزخر به المملكة المغربية على مر العصور عبر قطع أثرية توضح التجارب التاريخية التي مر بها الإنسان المغربي.

و تتنوع القطع الأثرية ما بين المخطوطات والنقود الإسلامية والقناديل الزيتية والأواني الخزفية الإسلامية والحلي النقدية وأدوات الفروسية مع نبذة عن المشهد التشكيلي المغربي المتنوع كرافد من روافد الأصالة والعمق التاريخي المغربي.

وبدوره قال عبد العزيز الإدريسي مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام": "نسعى من خلال المتحف التراثي المغربي إلى تقديم قراءة حول مسار التاريخ المغربي منذ الفترات الكلاسيكية إلى الفترة الرومانية مرورا بمجيء الإسلام والدول التي تعاقبت على حكم المغرب منذ تأسيس الدولة الإدريسية إلى الفترة الراهنة إذ نستقي القراءة التاريخية من تطور مراحل النقد والعملات عبر مجموعة من المسكوكات التي ترسم هذا الخط الزمني للثقافة المغربية.

وأضاف أن القطع الأثرية والتراثية المعروضة في المتحف ترصد المملكة المغربية بجذورها وثقافاتها المتنوعة وبانفتاحها على الحداثة وتبرز خصوصيات التعدد الثقافي للشخصية المغربية من خلال عرض مجموعة من الحلي والملابس التي تختلف من منطقة إلى أخرى بالإضافة إلى عرض شخصية الفارس المغربي من خلال قطع تعود إلى القرن الثامن عشر ومن ثم يقدم المتحف صورة عن المغرب في القرن العشرين عبر لوحات الفن التشكيلي المعاصر.

وأكد الإدريسي على أهمية هذه الفعالية التي تمكن من تعدد المعرفة الثقافة بين الشعبين الشقيقين المغربي والإماراتي كونها تبين الاستمرارية القائمة بين الثقافات العربية الإسلامية السائدة من المحيط إلى الخليج إذ يمكن للزوار مشاهدتها بشكل مادي ملموس إذ تمكن من معرفة الأخر وعناصر الالتقاء والتميز وتوطيد أواصر الصداقة والأخوة القائمة بين قيادتي البلدين الشقيقين وشعبيهما.

وترصد وكالة أنباء الإمارات "وام" أبرز 10 قطع أثرية وتراثية مغربية تعرض للمرة الأولى خارج المغرب التي تعرف بتاريخ المملكة العريق وبالحضارات التي تعاقبت على أرضها خلال قرون من الزمن حيث تتصدر القطع "الفارس وأدواته" و "قعدة العروس" التي توضع كزينة للحائط من أجل تجميله و "خزانة الزينة" التي تتضمن المشط الخشبي ومهراز لطحن الكحل الخاص بالعين والمكحلة وغيرها من ادوات الزينة اضافة الى "القفطان المغربي" و "حامل البارود" الذى يحاكى تحضير البارود بحنكة ومهارة .

كما تتضمن المعروضات "اللوحات الفنية" التي استلهمها الفنان المغربي من الحياة المغربية و "حلي مرجانية" الذي يستخدم كزينة للنساء المغربيات و "العملات النقدية" التي تمتد من الحقبة الرومانية إلى حقبة العلويين و "المد النبوي" احد انواع المكيال لاستخراج الزكاة اضافة الى "مسند الدراع" الذى يندرج ضمن رموز الرومان للدلالة على اعتقاداتهم.

يذكر أن فعالية "المغرب في أبوظبي " تتنوع ما بين الثقافية والفنية والتاريخية ومجموعة من التحف والآثار القديمة وذلك حتى 30 أبريل الحالي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.