على المجلس العسكري السوداني بذل جهد إضافي لكسب ثقة الحراك الشعبي – خبير أمني مصري

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 16 أبريل 2019ء) أكد مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، خالد عكاشة، أن المجلس العسكري في السودان عليه الاستجابة أكثر لمطالب الشارع، ليمر بالمرحلة الانتقالية بسلام ويكسب ثقة الحراك الشعبي بمختلف مكوناته.

وقال عكاشة، في حديث حصري لوكالة "سبوتنيك"، "العلاقة بين المجلس العسكري والحراك الشعبي في السودان ما زالت تراوح مكانها، ولا يزال الانقسام موجودا بين الرؤيتين"، معتبراً أنه على الرغم من عقد اجتماع جزئي بالأمس، إلا أنه لم يتكلل بجسر بين الطرفين فهناك خلافا عميقا في وجهات النظر"​​​.

ولفت عكاشة إلى أن الشارع السوداني لديه طموحاته عالية جدا، باعتبار أنه استطاع من خلال المكونات السياسية التي كانت تدعمه الإطاحة بنظام استمر لمدة 30 عاما، والطموحات العالية للشارع متوقعة بهدف خلق مساحة تشاركية".

وأشار عكاشة إلى أن المجلس العسكري مطالب بأن يكون أكثر استجابة لمثل هذه المطالب، حتى يمر بالمرحلة الانتقالية بسلام واستقرار، وأن يكسب ثقة الحراك الشعبي بمكوناته من تجمع المهنيين وأحزاب سياسية وغيرها، المجلس العسكري بحاجة إلى مزيد من الثقة حتى يتمكن من أن يمضي قدما في صياغة فترة انتقالية مستقرة وناجز، نحن في انتظار الوصول إلى هذه النقطة من نقاط التواصل، والمسألة لن تحسم سريعا وهناك فترة سوف تمتد إلى حين الوصول إلى التوافق المطلوب".

وتابع الخبير المصري موضحاً أن "حالة عدم الثقة بين الحراك الشعبي والمجلس العسكري بمثابة الضريبة التي يدفعها المجلس العسكري الحالي نتيجة حكم عسكري صارم لمدة 30 سنة، وكان من مسببات خروج الشارع، والمجلس العسكري الحالي يدفع ضريبة ممارسات وسياسات الضباط السابقين وعلى رأسهم عمر البشير".

وأكد عكاشة "هناك عقدة حقيقية بين الرأي العام السوداني وفي صفوف الشباب مع النظام العسكري، الذي لم يتجه إلى الاتجاه المدني على الإطلاق، فضلا عن أيديولوجية  فكر الإسلام السياسي لدى ضباط النظام السابق، والذين ينتمون إلى جبهة الانقاذ وجماعة الإخوان المسلمين".

وأضاف عكاشة "هناك تغيرا في فكر ووعي الحراك الشعبي في السودان، فالشارع السوداني أصبح ضد تيارات الإسلام السياسي متأثرا بما يجري في المنطقة من تراجع لهذه التيارات وسقوط الإخوان (المسلمين) في مصر، ورفضه في الجزائر وتراجعه جزئيا في تونس، فضلا عما وصلت إليه الأوضاع في سوريا، كل هذه النماذج ليست بعيدة عن الحراك الشعبي في السودان".

وأكد عكاشة أن "هناك حالة من القلق إقليميا ودوليا ومخاوف من انزلاق السودان إلى موجة من العنف، بالنظر إلى أن التيارات الإسلامية التي لم تظهر في الشارع حتى الأن لها ميلشيات مسلحة وتمتلك عناصر لها رغبة في الانتقام وقد تساهم في انزلاق المشهد إلى شكل من أشكال العنف".

ويشهد السودان مرحلة انتقالية بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير الخميس الماضي إثر حراك شعبي، تولى بعده المجلس العسكري مقاليد الحكم لفترة انتقالية، برئاسة وزير الدفاع السابق عوض بن عوف، الذي لم يلق قبولا من مكونات الحراك الشعبي فاضطر بعد ساعات لمغادرة موقعه هو ونائب رئيس المجلس رئيس الأركان السابق كمال عبد الرؤوف الماحي، ليتولى قيادة المجلس مفتش عام القوات المسلحة السودانية الفريق الركن عبد الفتاح البرهان.