فاتح جاموس لـ "سبوتنيك": العالم بحاجة لأمثال أسانج من الشجعان لفضح زيف ديمقراطية الغرب

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 14 أبريل 2019ء) محمد معروف. اعتبر القيادي في تيار طريق التغيير السلمي في سوريا، أن اعتقال السلطات البريطانية لمؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، أمر يفضح زيف الديمقراطية الغربية، بقدر ما يعكس استمرار الهيمنة الأميركية على تفاصيل كثيرة في العلاقات الدولية​​​.

وقال جاموس، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" تعليقا على اعتقال السلطات البريطانية لمؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، "من الواضح أن المركز الامبريالي الأميركي يقطّر هيمنة واستعدادا لمعاقبة كل من يتجاوز سيطرته وخطوطه الحمراء، وبريطانيا ليست فقط كشاف أميركي ولكنها أيضاً بالعمق في الخط القيمي السلبي أكثر سوءا من الولايات المتحدة".

وأضاف "من الواضح أن الهيمنة الأميركية لاتزال طاغية جدا في الكثير من التفاصيل حتى الناعمة منها ومستعدة لتوقيع أقصى العقوبات عندما يتجاوز أي شخص خطوطها الحمراء".

وتابع جاموس قائلاً "من المؤسف أن الديمقراطية التي تقودها (الولايات المتحدة) هي ديمقراطية رأسمالية في كثير من الأحيان تكشف الطرف الآخر"، معتبرا أن "وصول يمين غير ديمقراطي في الإكوادور يجعله مستعدا لفعل الكثير للدفاع عن نفسه أمام قصص حقيقية تناولها أسانج عنه".

وأضاف جاموس "من المؤسف أن العالم ليس على مستوى من الوعي والنضج والشجاعة لكي يمنع ما حصل لأسانج".

وأردف "يصاب المرء بالحزن لأنه لا يستطيع أن يضم صوته إلى فريق حاول أن يساعد جوليان أسانج لكنه فشل".

وفاتح جاموس، معارض يساري من مدينة "بسنادا" شمال شرق اللاذقية، وهو عضو في "جبهة التغيير والتحرير" التي تضمّ عدداً من الأحزاب والشخصيات، بالإضافة إلى حزب قدري جميل رئيس منصة موسكو، وعلي حيدر عن "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، وهو رئيس هيئة المصالحة الوطنية.

وأضاف جاموس أن "النتائج التي جاء بها جوليان أسانج مهمة جداً بغض النظر عن طريقة حصوله عليها".

هذه النتائج كانت هامة جدا للبشرية وما يحصل في العالم الرأسمالي هناك سويات في تماسك المجتمع المدني وبالتالي هناك اختراقات طبيعية وموضوعية في مثل هذه المؤسسات والأمر لا يتعلق بذكاء أسانج وإنما بالاختراق وبالقدرات التقنية والتي متوفرة بالكثير من المؤسسات والافراد في العالم والأمر يحتاج الى شجاعة".

وأضاف "بالحد الأدنى أسانج سيلقى عقوبة شخصية سيئة بعد الاعتقال، ولقد بدأت العقوبة بالفعل".

وتابع جاموس،  "السلوك البريطاني والأكوادوري رخيص وسيء وحيث سيتم تسليمه سيلاقي عقوبة ليست بسيطة" .

وحول قيمة المعلومات التي قدمها أسانج عن الشرق الاوسط ومدى تأثيرها على الوضع في المنطقة، قال جاموس "على مستوى الشرق الأوسط والوطن العربي من المؤسف أننا في لحظة تاريخية في إطار موجة مد ديني لاتزال طاغية حتى الآن واستطاعت المراكز الأوروبية استثمار هذه الموجة لأن القومية والاشتراكية تراجعت منذ زمن وهي في حالة جزر كلي وبدأت الموجة الدينية في سوريا بالصراع بين الإخوان المسلمين والسلطة وعادت الموجة مرة أخرى بالتغاضي عن مسؤولية النظام في مثل إعادة هذه الموجة بالعلاقة مع الإسلام والمسلمين وبعدم السماح للتيار العلماني والديمقراطي أن ينافس الثقا

فة الدينية وهناك حالة إحباط لدى الكثير من الناس في المنطقة".

وقال جاموس إن "أسانج شخص شجاع بالمطلق بالتأكيد بغض النظر عن انتمائه الايديولوجي؛ فهو شخص لديه دوافع عميقة على قيم متطورة تتعلق بالديمقراطية وكشف الحقائق خاصة تلك التي تتعلق بالحقائق السيئة للجمهور الواسع".

واستطرد جاموس قائلاً "هذا العالم يحتاج إلى الكثير من الشجعان مثل أسانج، فهو يعي تماما أنه عرف مطابخ مؤسسات ومراكز الإعلام الغربية ويدرك مستوى هيمنتها وقدرتها على التأثير السلبي في حياة الشعوب وبالتالي عندما قرر أن يفعل ما فعله في كشف هذه الحقائق ومنها ما يتعلق بالشرق الاوسط وبالكيان الصهيوني وعدد من السلطات العربية".

وأضاف أن "مثل هذا الإنسان فعله واع ومتطور قيميا ويقف على خط حضاري متطور جدا في العالم الذي يحتاج الى الكثير من امثال أسانج".

جدير بالذكر أن إجراءات التحقيق بدأت ضد الصحافي الأسترالي جوليان أسانج البالغ من العمر 47 عاما، صيف عام 2010، في السويد، بعد إعلان امرأتين عن تعرضهما للتحرش الجنسي خلال فترة تواجده في ستوكهولم، وتم إلقاء القبض عليه في لندن يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2010، بطلب من الهيئات الحكومية السويدية، التي أصرت على تسليمه، لكن بعد عدة أيام تم إطلاق سراحه بكفالة.

ولجأ أسانج إلى سفارة الإكوادور في لندن، منذ حزيران/يونيو 2012 ، بعد أن استنفذ جميع خياراته القانونية في بريطانيا ضد مسألة تسليمه إلى السويد.

ويرفض أسانح الذي ينفي تهمة الاغتصاب، الذهاب إلى السويد، خوفا من ترحيله إلى الولايات المتحدة، حيث يمكن أن توجه إليه تهمة نشر خمسمئة ألف ملف عن العراق وأفغانستان، مصنفة في خانة الملفات الدفاعية السرية عام 2010، عبر موقع ويكيليكس، فضلا عن نشره 250 ألف برقية دبلوماسية.

والجمعة الماضية أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن ما يحدث في قضية مؤسس "ويكيليكس"، جوليان أسانج، لا يتوافق مع مبادئ حرية وحصانة وسائل الإعلام.

وقال بيسكوف للصحافيين: "من وجهة نظرنا، هذا لا يتوافق مطلقًا مع المثال الأعلى لحرية الصحافة ووسائل الإعلام وحصانتها، لذلك نكرر مرة أخرى، بأننا نتوقع احترام جميع الحقوق القانونية لأسانج"، مشيراً إلى أن الكرملين يعتبر "ويكيليكس" مصدراً مستقلا للمعلومات يتعرض للاضطهاد.

يذكر أنه سبق وقررت سلطات إكوادور رفض منح أسانج اللجوء الدبلوماسي بسبب الانتهاكات المتكررة للاتفاقات الدولية. وأفادت شرطة لندن الخميس الماضي بأن اعتقال جوليان أسانج، تم بناء على أمر قضائي صادر عن محكمة ويستمنستر، صدر بتاريخ 29 حزيران/يونيو عام 2012 وذلك بسبب عدم مثوله أمام المحكمة.

أما الولايات المتحدة فتتهم أسانج بـ "التواطؤ مع العسكري السابق تشيلسي مانينغ، ونشر وثائق متعلقة بالخدمة في القوات المسلحة التي سرقها مانينغ."

ووفقا لقرار محكمة لندن، على الولايات المتحدة أن تقوم قبل يوم 12 حزيران/يونيو، بتزويد بريطانيا بكافة الوثائق المطلوبة لتسليم أسانج.