القوات المسلحة السودانية تعلن عزل البشير واعتقاله

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 11 أبريل 2019ء) أعلنت القوات المسلحة السودانية عزل واعتقال الرئيس السوداني عمر البشير وتشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى الحكم لمدة عامين، بالإضافة إلى مجموعة من القرارات خلال الفترة الانتقالية.

وقال نائب الرئيس السوداني الفريق أول عوض بن عوف، في بيان متلفز اليوم الخميس، "أعلن اقتلاع رئيس النظام واعتقاله في مكان آمن، وتشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى الحكم لعامين، وتعطيل الدستور الانتقالي لعام 2005، وإعلان الطوارئ لثلاثة أشهر وحظر التجول لمدة شهر من الساعة العاشرة مساءا حتى الرابعة صباحا، وحل مجلس الوزراء وتكليف وكلاء الوزراء بتسيير الأعمال، بالإضافة إلى إغلاق المجال الجوي 24 ساعة وإغلاق المعابر والنقاط الحدودية لفترة"​​​.

وأشار الفريق إلى أن "اللجنة الأمنية العليا المكونة من القوات المسلحة والشرطة والمخابرات والدعم السريع ظلت تتابع ما يجري من سوء إدارة وغياب عدل وانسداد أفق التغيير".

وأكد "رغم الوعود الكاذبة كان الصبر فوق طاقة البشر وكان الشعب كريما ومتسامحا. هذا الصبر أبعد عنا الفوضى إلا أن الشباب خرج في تظاهر سلمي عبر عنه من كانون الأول/ديسمبر حتى الآن. لم ينبه ذلك النظام وظل يعيد الكذب ويصر على المعالجة الأمنية".

كما أكد بن عوف التزام بلاده بالمعاهدات والاتفاقات الدولية. وقال، "الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الإقليمية والدولية واستمرار عمل البعثات الدبلوماسية"، بعد إقالة البشير.

وتابع وزير الدفاع أن القوات المسلحة تابعت ما كان بالبلاد من "سوء الإدارة وفساد النظم وازدياد الفقير فقرا والغني غنى"، على حد تعبيره، موجها حديثه لحكومة البشير المقالة، "عليكم أن تعتذروا عما بدر من فساد في الأنفس ونتمنى الشفاء للجرحى وللمصابين".

هذا وأعلن جهاز الأمن والمخابرات الوطني بالسودان، صباح اليوم الخميس، إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في كل أنحاء البلاد، وذلك فيما يعد استجابة لأحد مطالب الانتفاضة ضد الرئيس السوداني عمر البشير، والتي تشهدها البلاد منذ ما يقرب من خمسة شهور.

وذكرت وكالة الأنباء السودانية "سونا" في خبر مقتضب، "أعلن جهاز الأمن والمخابرات الوطني إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في كل أنحاء البلاد".

ورحب التجمع الأبرز في الاحتجاجات الشعبية بقرار جهاز الأمن والمخابرات بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وسط حالة من الترقب لبيان للقوات المسلحة حول مصير الرئيس السوداني.

وقال بيان لـ "تجمع المهنيين السودانيين"، "نرحب بإطلاق سراح معتقلي الثورة وجميع قادة وعضوية تجمع المهنيين السودانيين وقوى إعلان الحرية والتغيير. إن ثورة كانون الأول/ديسمبر المجيدة بقيادة شعبية خالصة استطاعت تخليص هؤلاء الأحرار من قبضة الاستبداد، ونعلن أن هؤلاء الشرفاء مكانهم هو ساحة الاعتصام مع الثوار إلى حين تكوين سلطة مدنية وفقاً لما نص عليه إعلان الحرية والتغيير".

وأفادت مصادر داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان، صباح اليوم الخميس، بأنه جرى اعتقال وزير الدفاع الأسبق، عبد الرحيم محمد حسن، ورئيس الحزب بالوكالة، أحمد هارون، مع ترقب البلاد بيانا للقوات المسلحة بشأن الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير.

وقالت المصادر إنه "تم اعتقال رئيس مجلس الاستثمار، وزير الدفاع الأسبق وحاكم الخرطوم السابق، الفريق أول عبد الرحيم محمد حسن، المقرب من الرئيس البشير"، كما تم "اعتقال رئيس حزب المؤتمر الوطني بالوكالة وحاكم ولاية شمال كردفان السابق، أحمد هارون".

وفي السياق، أكد مصدر مقرب من رئيس البرلمان لوكالة "سبوتنيك" أن "رئيس البرلمان، إبراهيم أحمد عمر، كان يشارك في اجتماع للمجموعة الأفريقية التابعة للبرلمان العربي بدولة قطر خلال اليومين الماضيين، ولم يؤكد أنه سيعود للبلاد عقب تطورات الجديدة".

وكان التلفزيون السوداني قد قطع البث، اليوم الخميس، إعدادا لإذاعة بيان القوات المسلحة.

وأكدت مصادر بقصر الرئاسة السوداني، لوكالة "سبوتنيك"، قبل إعلان البيان، "تواجد الرئيس السوداني، عمر البشير، بمقره بالقيادة العامة للجيش السوداني".

هذا وتعصف بالسودان، منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، احتجاجات مستمرة أطلقت شرارتها محاولات الحكومة زيادة أسعار الخبز، مع وجود أزمة اقتصادية ونقص في السيولة، طابت بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير من سدة الحكم.