غوتيريش : الأمم المتحدة ستبذل أقصى ما بوسعها لاطلاع الجميع على وثيقة الأخوة الإنسانية

غوتيريش : الأمم المتحدة ستبذل أقصى ما بوسعها لاطلاع الجميع على وثيقة الأخوة الإنسانية

نيويورك - القاهرة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 03 أبريل 2019ء) أكد معالي أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة الدولية ستبذل أقصى ما بوسعها لكي تضمن أن تصل وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في فبراير الماضي بأبوظبي إلى كل مكان حتى يكون باستطاعة الجميع الاطلاع عليها.

وقال غوتيريش - في كلمته بمقر الأزهر عقب مباحثاته اليوم مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر - " إنه كان من المشجع رؤية الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، والبابا فرانسيس يتعاونان في أبوظبي في فبراير الماضي، وذلك في مظهر من مظاهر الأخوة بين الأديان ..مشيرا إلى أن الوثيقة شهادة رائعة على الاحترام والتسامح والسلام قدمها زعيمان عالميان للعالم .

ولفت إلى أن الوثيقة تطالب الزعماء الدينيين والسياسيين إلى وضع حد للحروب والصراعات وفساد البيئة، كما تدعو المسيحيين والمسلمين إلى الاعتراف والاحترام المتبادلين والعمل معا من أجل الإنسانية، مثنيا على الدعوة التي وجهها شيخ الأزهر للمسلمين في الشرق الأوسط لحماية المجتمعات المسيحية، والمبادرات التي اتخذها الأزهر لتعزيز الوجه الحقيقي للإسلام ومواجهة الفلسفات المتطرفة العنيفة والدعاية الإرهابية، حيث إنه ليس هناك ما يبرر الإرهاب الذى يتذرع بالدين.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة احترامه للإسلام، وتضامنه مع المسلمين في هذه الأوقات العصيبة، مشددا على أن الاسلام دين محبة وعطف وتسامح ورحمة وإحسان ..ودعا إلى البعد عن الخلافات والتركيز على ما يوحدنا، والعمل معا من أجل مستقبل أفضل للجميع، في كل مكان.

وأشار في كلمته إلى أنه جاء كأمين عام للأمم المتحدة، ورجل متدين، ليعبر عن احترامه للإسلام وتضامنه مع المسلمين في هذه الأوقات المضطربة، حيث مر أقل من شهر منذ أودى هجوم إرهابي على مسجدين في "كرايست تشيرش" ، في نيوزيلندا، بحياة خمسين من المصلين من كمل الأعمار.

وقال " لقد تعرفنا على مدار الأسابيع، على قصص ملهمة عن الضحايا، وقرأنا عن الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم وهم ينقذون الآخرين، كما سمعنا كلمات زوج قضى حزنا على موت زوجته.. غير أنه أعرب عن كلمات التسامح، لأنه، كما قال، "هذا هو ما علمنا الإسلام" ..وكما يقول القرآن الكريم، في سورة فُصّلت، الآية 34، " وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" ..وأردف يقول " رأينا ذلك في إنجلترا حيث رفع رجل أبيض من غير المسلمين لافتة خارج أحد المساجد وقد كتب عليها، "أنتم أصدقائي؛ سأتولى تأمينكم في صلاتكم" ..ولفت إلى الهجوم الإرهابي في بطرس بيرج، العام الماضي، حيث بادر أعضاء المجتمع الإسلامي سريعا للتعبير عن دعمهم وجمع الأموال لصالح الضحايا، مؤكدا أن هذه هي الروح التي يدرك أنها كامنة بعمق في الدين الإسلامي، وهو دين محبة وعطف وتسامح ورحمة وإحسان.

وأشار إلى أنه كمفوض سام للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، شاهد كرم الدول الإسلامية التي كانت تفتح حدودها للأشخاص في وقت محنتهم، في عالم كانت فيه كثير من الحدود موصدة ، وهو ما يتسق مع ما اعتبره أجمل وصفة لحماية اللاجئين في تاريخ العالم ..مدللا على قوله تعالى في سورة التوبة، الآية 6: " وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ" ..وأوحي هذا إلى نبي الإسلام "صلى الله عليه وسلم " قبل أكثر من أربعة عشر قرنا، قبل اتفاقية 1951 المعنية بحماية اللاجئين، مؤكدا أن حماية اللاجئين يجب أن تُمنح للمؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء، منوها إلى أن هذا مثال مشهود على الانفتاح والتسامح، وأنه في هذا الوقت من الصعوبات والانقسام، لا بد من الوقوف معا وحماية بعضنا بعضا.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة - في ختام كلمته - أن إنسانيتنا المشتركة هي ما يربطنا جميعا، وأنه بدلاً من الانشغال بالخلافات، يجب التركيز على ما يوحدنا، والعمل معًا من أجل مستقبل أفضل للجميع.