المساعدات الإنسانية في فنزويلا لابد وأن تتم بمشاركة الأمم المتحدة - ريابكوف

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 20 مارس 2019ء) أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، اليوم الثلاثاء، أن المشاكل الإنسانية في فنزويلا واضحة لكل من روسيا والولايات المتحدة، ولكن روسيا تصر على أن المساعدات لابد وأن تتم بمشاركة الأمم المتحدة.

وقال ريابكوف عقب لقائه بالمبعوث الأميركي الخاص لدى فنزويلا إيليوت أبرامس: "أشار المشاركون في المباحثات إلى وجود مشاكل إنسانية كبيرة يواجهها الشعب والسلطات الفنزويلية​​​. وروسيا تؤيد تقديم المساعدة الإنسانية عن طريق استخدام القنوات التي تستند إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بما في ذلك موارد وقدرات المؤسسات الدولية ذات الصلة، والمبنية على التقيد الصارم بمبادئ الحياد والكفاءة المهنية ومنع تسييس هذه العملية، خاصة في حالة الأزمة الإنسانية الحادة".

وأكد ريابكوف، على أن "مفهوم التدخل الإنساني، الذي تم إعداده قبل عدة سنوات بناءً على اقتراح الولايات المتحدة والذي نعتقد أنه يمكن استخدامه في فنزويلا، غير مقبول بالنسبة لنا".

و أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، أن المباحثات مع المبعوث الأميركي الخاص لدى فنزويلا، إيليوت أبرامس، كانت صعبة ولكنها صريحة.

وقال ريابكوف: "الحديث كان صعبا ولكنه صريح".

وأشار ريابكوف، أن روسيا تعتبر نيكولاس مادورو، هو الرئيس الشرعي الوحيد لفنزويلا، وموقفها من رئيس البرلمان، خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، لا يعتمد على موقف الدول الأخرى منه.

وقال ريابكوف: "بالنسبة لروسيا، نيكولاس مادورو، هو الرئيس الشرعي الوحيد لفنزويلا، الذي تولى السلطة من خلال انتخابات شرعية وشفافة وتحت المراقبة الدولية. وقد اظهر تطور الأحداث أن تصرفات السلطات الفنزويلية تتناسب مع متطلبات الدستور".

وأفاد ريابكوف : " كانت محادثة اليوم مع أبرامس وممثلين آخرين للإدارة الأميركية، وفقًا لتقديرنا، مفيدة ، لم نتمكن من تقريب مواقفنا في الجوانب الأساسية لمناهجنا نحو هذا الوضع، لكن كان لدينا فهم أفضل للنهج الأميركي إزاء ما يحدث، شعرنا "بعصب" السياسة الأميركية في هذا الاتجاه، وسنحلل الإشارات التي تلقيناها من الجانب الأميركي" .

وأضاف ريابكوف: "نعتقد أن واشنطن ستقيم بمسؤولية وجدية أولوياتنا ونهجنا وتحذيراتنا".

وأشار ريابكوف: "بالنظر إلى أن ممثلي الإدارة الأميركية قد حددوا موقفهم لفترة طويلة، والذي تم صياغته على أنه" تبقى جميع الخيارات مطروحة على الطاولة"، وهذا يعني في رأينا رفض استبعاد إمكانية استخدام القوة العسكرية للتدخل فيما يحدث في فنزويلا، فقد حذرنا بالتأكيد الجانب الأميركي من هذا الطريق المتهور " .

وخلص ريابكوف : "روسيا تعارض بشدة ليس استخدام القوة العسكرية للتدخل الخارجي فحسب، بل وأيضًا استخدام ما يسمى طرق القوة منخفضة الكثافة، عندما يمكن تحقيق التدخلات من أراضي الدول المجاورة عبر حدود فنزويلا دون إشراك وحدات كبيرة ، باستخدام تشكيلات شبه عسكرية" .

هذا وتشهد فنزويلا أزمة اقتصادية وسياسية خانقة تفاقمت إثر الانقسام في المجتمع بين مؤيدين للرئيس الشرعي نيكولاس مادورو، ومؤيدين لرئيس البرلمان المعارض، خوان غوايدو، الذي نصب نفسه يوم 23 كانون الثاني/يناير الماضي، رئيساً مؤقتا للبلاد.

وباندلاع الأزمة، سارع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للاعتراف بزعيم المعارضة رئيسا انتقاليا، وحذت حذوه في ذلك دول "مجموعة ليما" (باستثناء المكسيك) ومنظمة الدول الأمريكية وعدد من دول أوروبا. وتحدث الرئيس الفنزويلي القائم، نيكولاس مادورو، عن محاولة الانقلاب في بلاده، واصفاً غوايدو بأنه دمية للولايات المتحدة. وأكدت دول عدة، منها روسيا وإيران والصين وسوريا وتركيا، دعمها لمادورو.

وفي 23 شباط / فبراير الماضي، أغلقت السلطات الفنزويلية بالفعل الحدود البحرية مع جزر الأنتيل الصغرى بالإضافة إلى إغلاق الحدود البرية مع البرازيل وأعلن مادورو قطع العلاقات مع كولومبيا، بينما وقعت مواجهات بين الجيش ومتظاهرين حاولوا إدخال مساعدات أميركية بالقوة من الحدود الكولومبية.

ويرفض مادورو قبول المساعدات الدولية التي يصفها بـ "الذريعة" لبدء تدخل عسكري تقوده الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن فنزويلا ليست بحاجة إلى صدقة، مطالبا بدلا من ذلك بوضع حد للحصار والعقوبات.