بوتفليقة يدعو الجزائريين للتحلي بالوعي واليقظة والشرطة تفرق متظاهرين ضد ترشحه لولاية خامسة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 24 فبراير 2019ء) فرقت الشرطة الجزائرية بالغاز المسيل للدموع متظاهرين تجمعوا، اليوم الأحد، وسط العاصمة الجزائر، رفضا لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة في الانتخابات المرتقب إجراؤها في نيسان/ابريل المقبل، فيما دعا بوتفليقة من جانبه الشعب الجزائري إلى التحلي بالوعي حفاظا على استقرار البلاد.

ووضعت الشرطة حواجز في ساحة أودان للحيلولة دون تجمع المتظاهرين، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لإخلاء الساحة، واعتقلت عددا من الناشطين، أبرزهم رئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير زبيدة عسول وعدد من قيادات حزب جيل جديد المعارض​​​.

وكانت حركة "مواطنة" المعارضة للرئيس بوتفليقة قد دعت إلى مظاهرات اليوم الأحد في الجزائر العاصمة وجميع أنحاء البلاد ضد استمرار بوتفليقة في السلطة.

وقال الناطق باسم حزب "جيل جديد" حبيب ابراهيمي لوكالة سبوتنيك"، إن "قوات الشرطة تدخلت بعنف غير مبرر وتحاول خلق حالة احتكاك مع المتظاهرين لتبرير القمع ، لكننا مصرون على الفعل السلمي".

وأكد إبراهيمي أن "التظاهر حق مكفول في الدستور، ومظاهرات الجمعة الماضية أظهرت تحضر الجزائريين وسلميتهم، ولم يكن هناك لأي داع لاستعمال القوة من قبل الشرطة اليوم الأحد".

ويصر المتظاهرون على التجمع مجددا في الساحة وسط العاصمة، برغم ملاحقة الشرطة للمتظاهرين. وشهدت العاصمة، يوم الجمعة الماضي، مظاهرات حاشدة ضد ترشح الرئيس بوتفليقة، قدرت السلطات عدد المشاركين فيها بنحو 100 ألف متظاهر، وهي، بحسب مراقبين، مظاهرات غير مسبوقة منذ أن منعت السلطات التظاهر بالعاصمة في حزيران/يونيو 2001.

ومن جهته دعا الرئيس الجزائري، مواطنيه إلى التحلي بالوعي واليقظة الكافيين حفاظا على استقرار البلاد، مؤكداً حرصه على مواصلة قيادة الجزائر من أجل على استمراره من أجل بناء الجزائر.

وقال عبد العزيز بوتفليقة، في رسالة بمناسبة ذكرى لتأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين تلاها نيابة عنه وزير الداخلية نور الدين بدوي في احتفال أقيم اليوم بمدينة أدرار جنوبي البلاد، "ندرك أنه مازال أمامنا العديد من التحديات، منها عدم الاستقرار والإرهاب والجريمة العابرة للحدود في جوارنا المباشر".

وذكر بوتفليقة أن "الجيش الجزائري الباسل، يواجه التحديات بشجاعة، غير أن جيشنا في حاجة إلى شعب واع ومجند ويفهم ليكون سندا ثمينا له للحفاظ على استقرار البلاد".

ولفت الرئيس بوتفليقة إلى تمسكه بالترشح لولاية رئاسية خامسة، مؤكداً "ضرورة  الاستمرارية التي تضمن الحفاظ على سداد الخطى وتسمح بتدارك الاخفاقات الهامشية".

وأردف "هي استمرارية تسمح للجزائر بمضاعفة سرعتها في منافسة بقية الأمـم في مجال الرقي والتقـدم".

ودافع بوتفليقة عن منجزاته السياسية والاقتصادية، وذكر في هذا المنحى أن الجزائر "عرفت خلال العشريتين الأخيرتين كيف تمزج ثروة المحروقات مع الإرادة السياسية الـمستقلة، وكذا سواعد وإرادة أبناء الجزائر المخلصين".

وأضاف أن البلاد بعدما خرجت من المأساة الوطنية ومن ويلات إعادة الهيكلة الاقتصادية والاجتماعية انطلقت في مسار البناء والتشييد مرحلة تلو مرحلة".

وتابع الرئيس بوتفليقة "الجزائر تحررت من أخطبوط المديونية الخارجية ودحرت شبح البطالة الذي كاد يخنق شبابنا وأزالت إلى حد جد بعيد مظاهر البؤس والفقر، وعمرت ربوع البلاد بآلاف المدارس، ومئات الـمستشفيات، وعشرات الجامعات وملايين السكنات"، مشددا على أن "هذا المسار ما كان ممكنا إلا بفضل استقلالية قرارنا السياسي والاقتصادي الذي سمح لنا باجتياز الـمصاعب المالية للسنوات الأخيرة، وهو أمر أصبح ممكنا بفضل السلـم الاجتماعي وتجند العمال في الاتحاد العام للعمال الجزائريين".

وكان بوتفليقة يشير إلى تمكنه من تسديد المديونية الخارجية للجزائر، والتي كانت، وقت توليه الرئاسة في نيسان/ابريل 1999، بحدود 38 مليار دولار أميركي.

وهذه الرسالة هي أول ما يصدر من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في أعقاب حراك شعبي الذي تشهده العاصمة وعدة ولايات جزائرية، تطالبه بالعدول عن الترشح لولاية رئاسية خامسة.

ومن المنتظر أن يغادر بوتفليقة (81 عاما) الجزائر اليوم، بحسب ما أعلنت عنه الرئاسة الجزائرية، متوجها إلى سويسرا لإجراء فحوصات طبية روتينية.