روسيا تعزز دورها في الشرق الأوسط في 2019 أما في آسيا من غير المتوقع حدوث تغيرات - خبراء

روسيا تعزز دورها في الشرق الأوسط في 2019 أما في آسيا من غير المتوقع حدوث تغيرات - خبراء

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 18 كانون الثاني 2019ء) توقع خبراء في السياسة والعلاقات الدولية أن تواصل روسيا توسيع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط من خلال المشاركة النشطة في عملية التسوية السورية، والتعاون الاقتصادي مع القوى الإقليمية في عام 2019، في حين لن تشهد علاقات موسكو مع الدول الآسيوية، على الأرجح، أي تغييرات مهمة.

وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمعهد الدراسات الاستراتيجية، فلاديمير فيتين، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك": "كما أظهر العام الماضي - وهذا الاتجاه، كما أعتقد، سيستمر هذا العام - ازدياد تأثير روسيا وأهميتها في منطقة الشرق الأوسط، وقد أثبتت الأحداث في سوريا ذلك بالفعل​​​. إن دور روسيا هناك رئيسي، وقد أدت أعمالها في هذا البلد إلى تغيير جذري في الوضع، واستعادة سيطرة الحكومة الشرعية على أكثر من ثلثي أراضي البلاد".

ويؤكد هذا الرأي الخبير في شؤون الشرق الأوسط بالمجلس الروسي للعلاقات الدولية، روسلان مميدوف، من خلال تسليطه الضوء على أهمية دور موسكو في عملية السلام السورية، قائلا: "التسوية السياسية في سوريا غير ممكنة بدون روسيا. وهذه حقيقة يفهمها الكل".

إلا أن مميدوف أشار إلى أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، والذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، لن يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة دور روسيا في المنطقة، بل سيعطي الكلمة لقوى الشرق الأوسط.

وتابع مميدوف: "تستعد روسيا الآن للمرحلة القادمة - إحضار الجهات الفاعلة الإقليمية والخارجية إلى العملية السياسية، التسوية السياسية. بغض النظر عن الشروط المطلوبة لتحقيق ذلك".

وعن علاقات روسيا بدول الشرق الأوسط قال فلاديمير فيتين، إن روسيا ستستمر في علاقاتها الطيبة مع دول الشرق الأوسط في عام 2019، بما فيها السعودية وإيران.

وأضاف "من الناحية العملية، فإن جميع دول الشرق الأوسط تبدي اهتماما بالتفاعل والتعاون مع روسيا، وحتى تلك الدول ذات العلاقات المتناقضة مع بعضها البعض، وحتى ذات العلاقات العدائية، وأنا أعني بذلك المملكة العربية السعودية وإيران. روسيا لديها تعاون مستقر إلى حد ما مع كلا البلدين، وليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن علاقاتها معهما لن تستمر".

وأوضح فيتين قائلا: "إذا تحدثنا عن دول الخليج، فقد أقامت روسيا شراكة جيدة جداً مع كل الدول، وهناك فرص حقيقية للمشاركة في تنفيذ عدد من المشاريع في كل من روسيا والدول العربية".

بدوره أشار مميدوف في هذا الصدد إلى أن "علاقات روسيا الجيدة مع القوى الشرق أوسطية يتم تأمينها أيضا عن طريق التعاون الوثيق في الطاقة النووية لأنها البلد الوحيد الذي يبني محطات الطاقة النووية في المنطقة. وعلى وجه الخصوص، تساعد في بناء محطات الطاقة النووية في تركيا وإيران ومصر".

وتابع مميدوف قائلا: "روسيا بصفة عامة هي أول دولة تقوم ببناء محطات للطاقة النووية في الشرق الأوسط، ولا يوجد بلد آخر يقوم بذلك. إنه أداتنا في القوة الناعمة".

ووفقا لمميدوف، يجب ألا ينسى المرء شيئاً آخر، هو أن بين روسيا ومعظم بلدان الشرق الأوسط يوجد قاسم مشترك، هو النفط. التعاون مع الدول الإقليمية في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، والتي من المرجح أن تستمر هذا العام أيضا، سيؤدي إلى مزيد من التقارب بين موسكو والرياض.

وقال مميدوف: "أعتقد أن المملكة العربية السعودية ودول منظمة (أوبك) ككل وروسيا ستظل مهتمة بتحديد مستويات الإنتاج اللازمة من أجل تأمين سعر مربح لاقتصادات النفط. من غير المحتمل أن يتغير شيء هنا، لكن [التعاون في صناعة النفط] سيستمر في تقريب مواقف المملكة العربية السعودية وروسيا".

وعن الدور الروسي في عملية التسوية السياسية في أفغانستان، قال الخبير في مركز الدراسات الأفغانية والمجلس الروسي للعلاقات الدولية، نيكيتا ميندكوفيتش: "إن روسيا ستظل وسيطا رئيسيا في عملية المصالحة في عام 2019 بسبب علاقاتها الجيدة مع كل من الحكومة الأفغانية وحركة طالبان. لا يوجد في الوقت الحالي بديل لعملية السلام. كابول وواشنطن تعانيان من سلسلة من الهزائم العسكرية في البلاد، فالحالة تتدهور باستمرار، لذا فمن المنطقي، إذا كان من المستحيل الانتصار في الحرب، أن تتحدث عن السلام. وروسيا توفر هذه الفرصة".

وعن العلاقات الروسية-الصينية في عام 2019 قال الباحث في مركز دراسات وتنبؤات العلاقات الروسية الصينية بالأكاديمية الروسية للعلوم والخبير بالمجلس الروسي للشؤون الدولية، ألكسندر لومانوف، في حديثه مع وكالة "سبوتنيك"، إنه من غير المحتمل أن تشهد علاقات روسيا مع الصين- شريكها الرئيسي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ - تغييرات جذرية في أي اتجاه في عام 2019 حيث أنها بالفعل على مستوى عال جداً.

وأشار لومانوف إلى أن "طبيعة العلاقات بين موسكو وبكين محددة للغاية، فهي علاقات متساوية ومستقرة جدا، وفي الواقع لا يمكن أن تكون هناك أي تغييرات حادة للأفضل أو الأسوأ. العلاقات بين البلدين تزداد قوة كل عام، وتغطي مجالات أكثر وأكثر، في حين تنمو درجات تبادل الاهتمام والثقة".

وعن مستقبل العلاقات الروسية-اليابانية في عام 2019، في ظل بدء المفاوضات بين البلدين بشأن معاهدة السلام، وهي المفاوضات التي بدأت باقتراح قدمه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لرئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، نهاية عام 2018، يرى الباحث في الدراسات اليابانية في معهد دراسات الشرق الأقصى بالأكاديمية الروسية للعلوم والخبير بالمجلس الروسي للشؤون الدولية، فلاديمير نيليدوف، أنه لا يزال أمام روسيا واليابان فرص ضئيلة لتحقيق أي تقدم ملموس في معاهدة السلام هذا العام.

وقال نيليدوف: "من يتوقع انفراجة قريبة، سيصاب بخيبة أمل. حتى لو أراد القادة تحقيق مثل هذه الانفراجة، فالزعيمان الروسي والياباني لن يتمكنا من تحقيقها لأسباب داخلية".

وشدد الخبير على أن وجهات النظر المتعارضة تاريخيا بين البلدين حول جزر الكوريل الجنوبية الأربعة – التي يطالب بها كل منهما- قد طغت على آفاق معاهدة السلام، "توقعات آبي - ليس من الواضح ما إذا كان يعتقد حقا أنه يمكن تحقيق شيء ما الآن- من المرجح أن هذه التوقعات لن تتحقق بسبب الاختلافات الهائلة بين مواقف روسيا واليابان ليس فقط بشأن قضية معاهدة السلام. ولكن أيضا بشأن الشروط الأساسية لإبرام معاهدة السلام هذه".