لافروف: واشنطن لم ترغب بالاستماع لاقتراحات موسكو حول معاهدة التخلص من الصواريخ

لافروف: واشنطن لم ترغب بالاستماع لاقتراحات موسكو حول معاهدة التخلص من الصواريخ

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 16 كانون الثاني 2019ء) أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، أن اقتراحات روسيا خلال مفاوضات جنيف بشأن معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، أوضحت موقف موسكو، ولكن واشنطن لم ترغب بالاستماع.

وقال لافروف في مؤتمره الصحفي السنوي الموسع: "بالأمس، للأسف الشديد، لم تعير الولايات المتحدة اهتماماً بالمقترحات البناءة للجانب الروسي، التي سمحت، وأؤكد لكم ذلك، سمحت للولايات المتحدة على مستوى الخبراء بأن ترى بنفسها ما هو صاروخ "9 إم 729" في الواقع، الذي يشتبهون في أنه انتهك المعايير التي حددتها المعاهدة "​​​.

وأشار لافروف إلى أن الولايات المتحدة جاءت إلى المفاوضات في جنيف بـ "موقف جاهز"، تمثل في مهلة أخيرة ومتبلورة بمطالبتنا، وتحت إشراف أميركي، بتدمير هذا الصاروخ وقاذفاته وجميع المعدات المرتبطة به".

وأضاف لافروف بأن "أسئلتنا حول سبب عدم رغبة الأميركيين بالتعرف على مقترحاتنا، المتضمنة معايير محددة، بشكل مباشر، حول هذا الصاروخ، بقيت غير مسموعة. ولا تزال مقترحاتنا بالطبع غير مسموعة رداً على الإجراءات التي نحن على استعداد لاتخاذها لتبديد المخاوف الأميركية، والوصول إلى المعلومات المتعلقة بهذه القضية التي نواجهها فيما يتعلق بمراعاة هذه المعاهدة من قبل الأميركيين".

وتابع الوزير قوله أن " كل هذا تم التنويه إليه وكان منطق كل المقاربات الأميركية التي سمعت بالأمس تتلخص في الأتي - أنتم تنتهكون المعاهدة، ونحن لا ننتهكها، لذا يجب عليكم، روسيا، أن تفعلوا ما نطلبه منكم، لكن نحن لا يجب علينا فعل أي شيء. بالطبع، لن تذهب بعيداً في ظل هكذا موقف. من الواضح أن هذا دليل على سياسة تهديم جميع الاتفاقات في مجال الاستقرار الاستراتيجي".

وأكد لافروف أنه " ما زلنا مستعدين للعمل على إنقاذ معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى. آمل بأن تبذل تلك الدول الأوروبية المهتمة بهذا، ربما أكثر من أي دول أخرى، جهودًا أيضًا من أجل عدم الانجرار وراء الموقف الأميركي، وعدم قبول تصريحات حلف الناتو بالطاعة العمياء، والتي تلقي اللوم على روسيا، وتتجاهل الحقائق التي نقدمها، ونحن مستعدون لمواصلة تقديمها، ولكننا سنحاول التأثير على واشنطن لاتخاذ موقف أكثر مسؤولية".

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغى ريابكوف، يوم أمس الثلاثاء، أن المطالب الأميركية بشأن صاروخ "9إم729" ينطوي على اختراق لعمل روسيا لتحسين نظامها الصاروخي وهو أمر غير مقبول بالنسبة لموسكو.

وكان ريابكوف، أعلن أن روسيا والولايات المتحدة بحثنا خلال مشاورات جنيف، يوم أمس الثلاثاء، مستقبل معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، لكن ليس هناك أي تقدم في هذا الموضوع.

هذا وأعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في وقت سابق، أن الولايات المتحدة ستعلق التزامها تجاه معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى حتى تمتثل روسيا للاتفاقية، وذلك خلال 60 يوماً.

وفي سياق متصل، أعلن ترامب، في شهر تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، أن بلاده لن تلتزم بالمعاهدة في الوقت الذي تنتهكها فيه موسكو، قائلا إن "بلاده ستطور هذه الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، وفقط حتى ذلك الوقت الذي ستأتي فيه روسيا إلينا وتأتي والصين إلينا... ويأتي الجميع إلينا، ويقولون، دعونا نكون أكثر حكمة، ودعونا نتفق على عدم تطوير هذه الأسلحة"، مشيرا إلى أنه "إذا لم تفعل روسيا والصين ذلك، فإن الولايات المتحدة ترى أنه من غير المقبول الالتزام بالاتفاق".

يذكر أنه من حين إلى آخر تتبادل روسيا والولايات المتحدة الأميركية الاتهامات بانتهاك المعاهدة المذكورة ، حيث تتحدث الولايات المتحدة عن تطوير روسيا فئة جديدة من الأسلحة وتخصص أموالاً لتطوير أسلحة مضادة، أما روسيا فتعترض على تطوير أميركا لطائرات بدون طيار هجومية ونشر منصات إطلاق من نوع "إم كي- 41" في رومانيا وبولندا، قادرة على إطلاق صواريخ كروز مجنحة من نوع "توماهوك" ، وهو أمر محظور بموجب المعاهدة. ويشير الجانب الروسي أيضا إلى أن الولايات المتحدة تقوم كذلك بتمويل بحوث تهدف لإنشاء صاروخ كروز أرضي.

يذكر أن معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى ("معاهدة القوات النووية المتوسطة"، "أي إن إف")، تمَّ التوقيع عليها بين كلٍّ من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي في العام 1987، ووقعت المعاهدة في واشنطن من قبل الرئيس الأميركي، رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، وتعهد الطرفان بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وبتدمير كافة منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500─1000 كيلومتر.