المنصوري: مشاركة الإمارات في "مبادرة مستقبل الاستثمار 2018" تثبت عمق الشراكة والتكامل الاقتصادي مع السعودية

المنصوري: مشاركة الإمارات في

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 24 اكتوبر 2018ء) قال معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد إن مشاركة دولة الإمارات بوفد رفيع المستوى بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" ، في أعمال الدورة الثانية من "مبادرة مستقبل الاستثمار 2018" التي انطلقت في الرياض أمس، تثبت روح الأخوة الصادقة وعمق الشراكة والتكاتف واتساق المواقف بين البلدين الشقيقين، وتعكس أرقى مستويات التكامل الاقتصادي والتعاون التنموي بينهما.

وأشار معاليه إلى أن وفد دولة الإمارات المكون من أكثر من 150 من الوزراء والمسؤولين وكبار المديرين التنفيذيين والمستثمرين ورجال الأعمال من مختلف إمارات الدولة، يعد أضخم الوفود المشاركة في أعمال المبادرة لهذا العام من حيث عدد المسؤولين الحكوميين والمستثمرين ورجال الأعمال، في مؤشر واضح على التزام دولة الإمارات بدعم الرؤى وجهود التطوير والتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تقودها المملكة العربية السعودية، مبيناً معاليه أن "مبادرة مستقبل الاستثمار" تمثل حدثاً مفصلياً يؤكد دور المملكة العربية السعودية الشقيقة كلاعب اقتصادي رئيسي على مستوى العالم، ويسهم في بناء شراكات تجارية واستثمارية تنطوي على أثر إيجابي كبير في آفاق الاستثمار على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأضاف معالي الوزير المنصوري أن الروابط الثنائية بين البلدين تمثل نموذجاً فريداً في خريطة العلاقات الدولية في العالم، فهي علاقات أخوية عميقة تتجاوز جميع الجوانب الشكلية في العلاقات الدولية وتقف على أسس راسخة من ثوابت الحضارة والتاريخ والقيم الإسلامية والعربية الأصيلة، وتتعدى المصالح الآنية لتشمل وحدة الرؤى الاستراتيجية والمصير المشترك.

وأكد معاليه أن أواصر التعاون الاقتصادي بين البلدين متينة ومتواصلة النمو، حيث يتشاطران سياسات تنموية وخططاً اقتصادية متقاربة، ويبرز ذلك جلياً في القواسم المشتركة العديدة بين محددات رؤية الإمارات 2021، ورؤية المملكة 2030، مشيراً معاليه إلى أن مشاركة الإمارات الفعالة والواسعة في "مبادرة مستقبل الاستثمار" مثلت محطة جديدة في مسيرة تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في كافة المجالات، ولاسيما في القطاعات الحيوية التي تمثل مرتكزات للتنمية المستقبلية، وفي مقدمتها قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة الذي يعتمد الابتكار أساساً لتطويره، كما شكل المؤتمر فرصة لاستعراض المشاريع الاستثمارية المشتركة بين البلدين الشقيقين بما يكفل نجاح القطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية.

وشدد معالي الوزير المنصوري على أهمية الدور الذي يلعبه مجلس التنسيق الإماراتي السعودي، باعتباره نموذجاً رائداً لدفع جهود التعاون وتكثيف التشاور والحوار في الأمور والقضايا ذات الاهتمام المشترك، ويقدم آلية فعالة من خلال فرق عمله المشتركة في مختلف المجالات والقطاعات من أجل استثمار المقومات التنموية الكبيرة للبلدين باعتبارهما أكبر اقتصادين عربيين، والاستفادة من إمكاناتهما التجارية والاستثمارية الضخمة.

وتابع معالي وزير الاقتصاد بأن البلدين حققا خلال المرحلة الماضية خطوات بالغة الأهمية في تعزيز مسيرة التعاون والشراكة، ولا سيما من خلال اجتماعات خلوة العزم المنبثقة عن مجلس التنسيق الإماراتي السعودي بهدف ترجمة جهود التعاون إلى برامج ومبادرات نوعية، مشيراً معاليه إلى أن تلك الاجتماعات عززت جهود البلدين في وضع آليات تعزز تكاملهما الاقتصادي وتسهم في إيجاد حلول مبتكرة للتعاون والشراكة وتبادل الخبرات، موضحاً أن محاور النقاش والتعاون شملت قطاعات واسعة من أبرزها الطاقة المتجددة والمياه والصناعة والزراعة والسياحة والبنية التحتية والطيران المدني والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والخدمات المالية واللوجستية والاقتصاد الإسلامي وغيرها.

وأوضح معاليه أن آفاق التعاون المستقبلية بين البلدين واعدة ومفتوحة على العديد من مسارات الشراكة في إطار مساعي البلدين لتعزيز مكانتهما التجارية والاستثمارية عالمياً وتنويع القاعدة الاقتصادية والتحول إلى اقتصاد تنافسي مستدام يقوم على المعرفة والابتكار وتنمية رأس المال البشري، والاستفادة من المستجدات التكنولوجية والرقمية وأنشطة البحث العلمي والتطوير التي تلعب دوراً محورياً في قيادة اتجاهات التنمية الاقتصادية في العالم اليوم.

وأفاد معالي وزير الاقتصاد بأن أرقام ومؤشرات التجارة والاستثمار تعكس اليوم عمق الروابط وكفاءة جهود التعاون، حيث تعد المملكة رابع أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات على مستوى العالم والشريك الأول عربياً. وشهد التبادل التجاري غير النفطي قفزة كبيرة تقدر بنحو 40% خلال السنوات الست الماضية، ليقفز إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية من 55 مليار درهم /15 مليار دولار/ في 2011 إلى أكثر من 79 مليار درهم /21.5 مليار دولار/ في 2017، وتصنف السعودية كثاني أكبر مستورد من الإمارات في مجال المنتجات غير النفطية، وثامن أكبر الدول المعاد التصدير إليها، وفي المرتبة الحادية عشرة من حيث الدول المصدرة للإمارات، في حين تأتي الإمارات في طليعة الدول المستثمرة في المملكة بقيمة إجمالية تزيد على 30 مليار درهم /9 مليارات دولار/، مشيراً معاليه إلى أن هناك نحو 32 شركة ومجموعة استثمارية بارزة في دولة الإمارات تنفذ مشاريع كبرى في السعودية، فيما تجاوز رصيد الاستثمارات السعودية في دولة الإمارات 17 مليار درهم في عام 2017.

من جانبه، قال معالي سيف الهاجري رئيس دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي إن مشاركة دولة الامارات العربية المتحدة في منتدى مستقبل الاستثمار تأتي تجسيداً للروابط الوثيقة التي تربط البلدين الشقيقين حيث تجمعنا والأشقاء في المملكة العربية السعودية وحدة الرؤية ووحدة الأهداف بما يخدم مصلحة البلدين في مختلف المجالات.

وأضاف معاليه: "لا شك في أن هذا المنتدى يكتسب أهمية كبيرة تمثلت في حضور عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات وكذلك الشركات والمؤسسات العالمية الكبيرة. ومن المؤكد أن المنتدى سوف ينجح في إبراز المملكة العربية السعودية كوجهة عالمية للاستثمار وبما يحقق الأهداف بعيدة المدى للمملكة في تنويع اقتصادها وتحقيق نمو اقتصادي مستدام".

وتابع الهاجري بأن المنتدى نجح في توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بقيمة 50 مليار دولار في اليوم الأول من انعقاده مع 15 شركة ومؤسسة من 8 دول، الأمر الذي يعد مؤشراً واضحاً على نجاحه، متمنياً لمبادرة مستقبل الاستثمار كل نجاح وتوفيق وللمملكة العربية السعودية التقدم والازدهار في كافة المجالات.

بدوره، أكد سعادة إبراهيم المحمود نائب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي خلال مشاركته في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار 2018 أن المؤتمر يسعى لاستكشاف الاتجاهات الاقتصادية والفرص الاستثمارية التي من شأنها أن تسهم في تحقيق عائدات وآثار إيجابية مستدامة، تعمل على رسم آفاق مستقبل الاستثمار العالمي، واصفاً المؤتمر بالحدث الضخم ومشيراً إلى الزخم النوعي والشامل لفعاليات المؤتمر.

كما أشاد المحمود بالوفد الإماراتي الضخم الذي شارك في المؤتمر من مختلف إمارات الدولة ولا سيما إمارة أبوظبي حيث كان أضخم الوفود المشاركة الأمر الذي يعكس الثقة بما يمثله مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار من منصّة تفاعلية للخبراء وقادة الاستثمار في العالم ليناقشوا التحدّيات والفرص الاستثمارية وأهدافها الموحدة في إطار الرؤية العالمية المشتركة لمستقبل الاقتصاد والاستثمار.

إلى ذلك، أكد سعادة حمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي أن منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" /دافوس الصحراء/ يعكس الرؤية الطموحة والمستقبلية للقيادة الرشيدة للمملكة العربية السعودية في المنظومة الاقتصادية العالمية، ودورها المتنامي والحيوي في تعزيز ركائز الاقتصاد العالمي، معتبراً ان المؤتمر يرسخ لمرحلة جديدة من النمو والازدهار العالمي المبني على اقتصاد المعرفة والتقنيات الحديثة المستقبلية.

ولفت سعادته إلى أن المملكة العربية السعودية تثبت للعالم من خلال هذا المنتدى مجدداً أنها المحفز للاقتصاد العالمي عبر استشراف آفاق نموه الواسعة، وإيجاد الحلول لتحديات الاستثمار العالمي، معتبراً ان المملكة العربية السعودية قوة اقتصادية ذات ثقل وازن على الساحة العالمية، وهي تقود اقتصاد المنطقة نحو آفاقٍ متقدمة من التطور، وترتبط بعلاقات اقتصادية وتجارية وثيقة مع كافة دول العالم.

وأوضح بوعميم أن المشاركة الواسعة في المنتدى هو اعتراف عالمي بالمكانة العالية التي تحتلها المملكة العربية السعودية على خارطة الاستثمار العالمي، مؤكداً ان السعودية هي من أكبر الشركاء التجاريين العالميين لإمارة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، ونموها وتطورها يؤثر إيجاباً على الدوام على المناخ الاستثماري وبيئة الأعمال في المنطقة والعالم.

واعتبر مدير عام غرفة دبي أن الشراكة الاقتصادية بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية مستمرة على كافة الصعد والمجالات، وستتخذ أشكالاً مبتكرة من التعاون والشراكات في المستقبل القريب بما يحقق الأهداف التنموية المشتركة، ويعزز من بيئة الاستثمار في المنطقة.

وفي السياق نفسه، شدد سعادة ناصر النويس ممثل كبار رجال الأعمال في أبوظبي على أهمية تنظيم مثل هذه المبادرات التي تشكل مستقبل الاستثمارات العالمية في محاولة لتحديد اتجاهاتها المستقبلية وفق الظروف التي يواجهها الاقتصاد العالمي. كما أشاد النويس بالعديد من المناقشات التي شهدها المؤتمر لمتحدثين متخصصين يمثلون مؤسسات عالمية مختلفة، والتي تسلط الضوء على دور الاستثمار في تحفيز فرص النمو، وتفعيل مفاهيم الابتكار والتقنية، بالإضافة إلى وضع أجندات للعمل على مواجهة التحديات، وتعزيز الأدوار التي يجب أن يتصدى لها القطاع الخاص في مسيرته نحو دفع مسيرة التنمية الاقتصادية والاستثمارية في مختلف دول العالم.

من جانب آخر، قال عبد العزيز الغرير نائب رئيس مجلس إدارة مركز دبي المالي العالمي إن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تعتبران أكبر شريكين تجاريين في العالم العربي، حيث تجمعهما علاقات قوية ممتدة عبر التاريخ، وشهدت خلال السنوات القليلة الماضية ازدهاراً ونمواً متزايداً في مختلف المجالات، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي والتجاري.

وأكد الغرير أهمية مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار كحدث نوعي يسهم في تنمية التدفقات الاستثمارية في المملكة وفي مختلف دول المنطقة، مؤكداً أن مشاركة وفد الدولة في المؤتمر نابعة من القناعة الوطنية الراسخة بأن السعودية سوق واعدة وأن دولة الإمارات حريصة على أن تكون لاعباً فاعلاً في الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية والتنموية التي يطرحها هذا السوق، وموضحاً أن المستثمر الإماراتي أمامه اليوم فرصة مهمة للدخول في شراكات مثمرة والاستفادة من الفرص المهمة التي يطرحها السوق السعودي وبما يحقق تطلعات البلدين.

بدوره، قال سعادة سعيد بن ناصر التلاي رئيس مجلس إدارة غرفة وصناعة أم القيوين إن مشاركة دولة الإمارات في مبادرة مستقبل الاستثمار تعبر عن أواصر الأخوة والشراكة الراسخة بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، حيث تمثل المبادرة منصة بارزة لمجتمعات الأعمال في المنطقة والعالم للحوار وبحث آفاق تطوير الشراكات والأنشطة الاستثمارية خلال السنوات المقبلة وفقاً لأفضل المعايير، مؤكداً أن المنتدى مثل فرصة للشركات الإماراتية لتعزيز حضورها في الأسواق السعودية الواعدة وتعميق الروابط التجارية والاقتصادية القوية بين البلدين.

ضم الوفد الرسمي والتجاري الذي نظمته وزارة الاقتصاد للمشاركة ضمن وفد دولة الإمارات في مبادرة مستقبل الاستثمار 2018 كلاً من معالي سيف الهاجري رئيس دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي، وسعادة المهندس محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية، وسعادة حميد بن بطي المهيري وكيل الوزارة المساعد لقطاع الشؤون التجارية، وسعادة عبد الله سلطان الفن الشامسي وكيل الوزارة المساعد، وسعادة محمد ثاني الرميثي رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة، وسعادة حمد بوعميم مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي، وسعادة سعيد بن ناصر التلاي رئيس مجلس إدارة غرفة وصناعة أم القيوين، وسعادة إبراهيم المحمود نائب رئيس مجلس إدارة غرفة أبوظبي، وسعادة سعيد محمد الطاير العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، وسعادة أحمد محبوب مصبح مدير جمارك دبي، وعبد العزيز الغرير نائب رئيس مجلس الإدارة الأعلى لمركز دبي المالي العالمي، وسعادة داغر المرر مدير عام مجلس أبوظبي للتطوير الاقتصادي، وسعادة سلطان بن سليم رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، وسعادة جمال الجروان الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، وسعادة عيسى كاظم رئيس مجلس إدارة بورصة دبي، وسعادة علي راشد لوتاه رئيس مجلس إدارة شركة نخيل، ومحيي الدين بن هندي رئيس مجلس إدارة مشاريع بن هندي، إلى جانب ممثلين عن عدد من الجهات الحكومية والشركات الاستثمارية ومؤسسات القطاع الخاص في الدولة، من أبرزها وزارة الخارجية والتعاون الدولي، ووكالة الإمارات للفضاء، ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والمجلس الأعلى للأمن الوطني ومكتب أبوظبي للاستثمار، وغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، ومجلس الإمارات للاستثمار، ودبي للاستثمار، واتصالات، وبنك الإمارات دبي الوطني، ومدينة الشارقة الإعلامية وغيرها، إلى جانب أكثر من 20 مشاركاً من فئة الشباب ورواد الأعمال وممثلين عن مجالس الإمارات للشباب.

وفي تعليق لبعض أعضاء الوفد على مشاركتهم ضمن وفد الدولة في المبادرة، قال محيي الدين بن هندي رئيس مجلس إدارة مشاريع بن هندي إن مشاركتهم في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار 2018" في المملكة العربية السعودية مثلت خطوة مهمة في مسيرة مجموعة بن هندي حيث مكنتهم من بناء علاقات تجارية مهمة والتواصل مع مجتمع الأعمال والاستثمار والخبراء والمختصين ورواد الأعمال في المملكة وفي مجمل دول المنطقة والعالم من مختلف القطاعات والصناعات الحيوية، آملاً أن يمثل المؤتمر محطة سنوية مهمة تعود بالفائدة على المنظومة الاقتصادية العربية والعالمية.