السعودية تؤكد مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة الإسلامية والعربية

السعودية تؤكد مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة الإسلامية والعربية

نيويورك (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 29 سبتمبر 2018ء) ‏أكدت المملكة العربية السعودية مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة الإسلامية والعربية، مشددة على الهويـة العربية والإسلامية للقدس الشريف وحق دولـة فلسطين في السيادة على كل الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967م بمـا فيهـا القـدس الشريف.

جاء ذلك في كلمتها التي ألقاها معالي السفير عبدالله المعلمي‏‏ المندوب الدائم لبعثة المملكة في الأمم المتحدة أمام اجتماع منظمة التعاون الاسلامي حيث أوضح أن السعودية تؤكد على التمسك بالسلام خيارا استراتيجيا وعلى حل الصراع العربي الإسرائيلي وفق مبادرة السلام العربية التي تقدمت بها المملكة في عام 2002 وتبنتها الدول العربية والإسلامية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المعلمي إشارته إلى تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على هذا الموقف المبدئي الثابت عندما أعلن في القمة العربية التاسعة والعشرين قائلا " إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ".

وأضاف المعلمي أن السعودية تطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وتنفيذ القرارات الدولية القاضية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان العربي السوري والأراضي اللبنانية، مستعرضا أهمية وكالة الأونروا لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وما تعانيه من نقص حاد في مواردها مما يمثل تهديد مباشر للخدمات التي يتلقاها الفلسطينيين ضمن حقهم الأساسي في التعليم والصحة والعيش الكريم.

وأضاف أن القضية الفلسطينية كانت ومازالت قضية المملكة العربية السعودية، ولهذا فقد قدمت حكومة المملكة للأونروا مبلغ 50 مليون دولار وذلك عبر إعلان خادم الحرمين الشريفين في قمة القدس المنعقدة في شهر مارس الماضي وبإجمالي ما يفوق الـ 100 مليون دولار خلال العام الماضي فقط حيث بلغ مجموع ما قدمته المملكة خلال العقدين الماضيين لهذه الوكالة ما يقارب البليون دولار بما يضع المملكة في مقدمة الدول المانحة لوكالة الأونروا وقدمت المملكة العربية السعودية أكثر من 6 مليارات دولار للشعب الفلسطيني خلال العقدين الماضيين كمساعدات تنموية وانسانية وإغاثية.

ودعا جميع الدول في العالم وخاصة الدول الإسلامية إلى الامتناع عن احتضان الإرهاب أو توفير الملاذ الآمن للإرهابيين ومنصاتهم الإعلامية أو تمويل أعمالهم وأقوالهم بأي شكل من الأشكال، مشيرا إلى ما يشهده العالم اليوم من أزمات ومخاطر وتحديات غير مسبوقة وتهديد الإرهاب للسلم والأمن الدوليين، مثمنا تصدي المملكة وريادتها في مكافحة الاٍرهاب والتطرّف بكل أشكاله وصوره سواء على أرض الواقع أو من خلال المبادرات أو إنشاء العديد من المراكز والتحالفات المختلفة.

وقال المعلمي " إن المملكة شريك رئيس للأمم المتحدة والمجتمع الدولي في التصدي لآفة الإرهاب على جميع الصعد حيث ساهمت المملكة في دعم وتمويل العديد من المبادرات والجهود ومنها مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب 110 ملايين مليون دولار".

وأكد المندوب الدائم لبعثة المملكة في الأمم المتحدة أن " النظام الإيراني لايزال ‏‏يقدم الدعم لميليشياته وعملائه في منطقة الشرق الأوسط كحزب الله الإرهابي وميلشيات الحوثي الانقلابية في اليمن ضاربا بعرض الحائط القرارات الدولية وتعاليم ديننا الحنيف "، مضيفا أن كثيرا من دولنا الإسلامية عانت وما تزال تعاني من التدخلات الإيرانية العدائية السافرة في شؤونها الداخلية مما أدى الى حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.

وأفاد بأن المملكة تدعم كل الجهود الرامية إلى إنهاء هذه الكارثة الإنسانية في سوريا وإيجاد حلٍ سياسي مستدام للأزمة وفقا لمقررات جنيف 1 وقرار مجلس الأمن رقم 254، مشيرا إلى أن المملكة قدمت مساعدات للجمهورية اليمنية الشقيقة بمبلغ يفوق 13 مليار دولار في مختلف المجالات للمحافظة على قدرات ومكتسبات اليمن بالمقابل تعرضت المملكة الى ما يقارب 200 صاروخا أطلقت من قبل الميليشيات الانقلابية على مناطق الآهلة بالسكان ضاربة بعرض الحائط جميع الاعتبارات والقوانين الدولية حيث تستمر الميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من قبل إيران بتجاهل النداءات الدولية والأممية وتتعنت بشكل لا يدع للشك بأنها هي تسعى لإطالة أمد الأزمة القائمة في اليمن.

‏‏ وأعرب عن إدانة المملكة ‏‏‏‏الشديدة لما يتعرض له المسلمون في ميانمار من الانتهاكات وممارسات التمييز المؤسسي ضدهم حيث يعاني أكثر من مليون مسلم من الروهينجيا من الانتهاكات الحكومية وممارسة أعمال العنف والقتل والاضطهاد والتطهير العرقي من قبل الجيش والأمن في ميانمار.

وأضاف أن السعودية نجحت بالتعاون مع أشقائها من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في تقديم قرار بالدورة الـ 72 للجمعية العامة من أجل إيقاف الانتهاكات التي تمارس ضد أقلية الروهينجا المسلمة حيث كان له الأثر الفعال في تعيين مبعوثة الأمين العام لميانمار من أجل الوقوف على الأوضاع المأسوية في ميانمار".

وأعلن أن وفد المملكة بالأمم المتحدة يعمل على تقديم مشروع قرار آخر حول وضع حقوق الإنسان في ماينمار ودعا جميع الدول الإسلامية إلى دعم هذا القرار والتصويت لصالحه.

وأشار المعلمي للدور المهم الذي تقوم به المملكة لحل الأزمات والقضايا الإقليمية والدولية بالطرق السلمية تماشيا مع ما نصت عليه المواثيق والمعاهدات الدولية، مضيفا " شهدنا مؤخرا توقيع اتفاقية السلام بين أثيوبيا وإرتيريا في جدة قبل أسابيع قليلة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، كما شهدنا بدء مسيرة المصالحة عن طريق عقد قمة تاريخية بين رئيسي جيبوتي وإرتيريا، وستستمر المملكة في العمل على تحويل حوض البحر الأحمر إلى واحة للسلام والتعاون والرخاء بين الدول العربية والإفريقية المطلة عليه ".

وقال " إن المملكة بطبيعتها ومقوماتها المستمدة من عقيدتها الاسلامية السمحة المعتدلة على العمل على ترسيخ مبادئ الاحترام المتبادل في علاقاتها الدولية ستستمر في مساعيها الحميدة من أجل حلحلة النزاعات في ليبيا والصومال والعراق واستضافة المملكة للمؤتمر الدولي للعلماء المسلمين من أجل تحقيق السلام والاستقرار في جمهورية أفغانستان".

وشدد على استمرار المملكة في العمل بكل جهد نحو إحلال السلام والأمن في كل أرجاء العالم باعتباره النهج الذي تمضي في طريقه.