منظومة التميز الحكومي تحقق للامارات مراكز الصدارة في مؤشرات الأداء العالمية

منظومة التميز الحكومي تحقق للامارات مراكز الصدارة في مؤشرات الأداء العالمية

القاهرة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 04 يوليو 2018ء) قالت سعادة المهندسة مريم الحمّادي مساعد المدير العام للأداء والتميز الحكومي في مكتب رئاسة مجلس الوزراء بوزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل إن نجاحات منظومة التميّز الحكومي في دولة الإمارات العربية المتحدة وتحولها إلى نموذج عالمي يحتذى تحققت بفضل وجود قيادة تؤمن بالتميّز، ورؤية موحّدة تصنع الفرق، وأولويات وطنية واضحة، وهيكل إداري مرن، وتفكير ابتكاري متجدد، وانفتاح على التجارب المحلية والدولية، مع الإيمان بأهمية مواصلة التعلّم والتطوّر.

وأوضحت الحمادي الأسباب التي تدفع الحكومات حول العالم إلى تبنّي الجودة والتميّز، وفي مقدمتها تعزيز الأداء والتنافسية، إلى جانب رفع الكفاءة وتحسين الإنتاجية، وتحسين جودة الخدمات الحكومية، وتبادل المعرفة وأفضل الممارسات المعتمدة، فضلاً عن تحسين بيئة العمل وتحقيق سعادة الموظفين والمتعاملين.

وقدّمت المهندسة مريم الحمّادي منظومة التميّز الحكومي بدولة الإمارات العربية المتحدة أمام أكثر من 2000 خبير ومشارك في مؤتمر "مصر للتميز الحكومي 2018" الذي تستضيفه القاهرة يومي 3 و4 يوليو الجاري.

غاية التميّز تحقيق السعادة وجودة الحياة وشددت الحمّادي على أن الغاية الأسمى من منظومة التميز الحكومي الإماراتية هي تحقيق السعادة وجودة الحياة في المجتمع والريادة العالمية للدولة. وعرضت أبرز مميزات هذه المنظومة مقارنة بالنماذج والجوائز العالمية باعتبارها تركز على تكامل الخدمات الحكومية واستخدام التقنيات الحديثة، وتقييم الأداء الكلي ضمن رؤية مستقبلية موحدة، والاستعانة بالخبرات المتخصصة في تقييم الجهات حسب طبيعة مهمة كل منها، والإنفاق الفعال والتوظيف الصحيح للموارد المتاحة ، ومراعاة الخصوصية والاختلاف في طبيعة عمل الجهات الحكومية، والتركيز على النتائج بنسبة 70% من تقييم أداء كل جهة.

وشرحت الحمّادي المفاهيم الستة لمنظومة التميّز الإماراتية من الرؤية المستقبلية الطموحة، والحكومة السباقة المرنة، والقدرات المتميزة والمتكاملة، وقيادة الابتكار، والقيمة النوعية والأداء الريادي المستدام، مؤكدة أن المنظومة تشكّل مظلة شاملة لكافة برامج التطوير الحكومي.

كما عرضت الحمّادي للخط الزمني لتطور مفاهيم الجودة والتميز عالمياً منذ بداية القرن العشرين وحتى اليوم، وركّزت على أيضاً على مراحل تطور مسيرة التميز في دولة الإمارات بدءاً من إطلاق جائزة دبي للجودة وحتى إطلاق جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز.

وحددت سعادة مريم الحمادي 9 معايير في منظومة التميّز الحكومي هي الأجندة الوطنية، والمهام الرئيسية، وخدمات السبع نجوم، والحكومة الذكية، واستشراف المستقبل، وإدارة الابتكار، ورأس المال البشري، والموارد والممتلكات، والحوكمة، وشرحت أن تقييم الجهات يعتمد في 60 % منه على مهامها وخدماتها الرئيسية، بما يضمن سعادة المتعامل، كما بينت حصول هذه المنظومة على الاعتراف الدولي كأول منظومة تميز في حكومات العالم.

واستعرضت الآليات المستخدمة في تطبيق المنظومة في القطاع الحكومي، خصوصاً في السنوات الأولى من رحلة التميز والتي ركزت على تغيير ثقافة المؤسسات الحكومية والتركيز على فرق العمل وتوفير الأدلة الإرشادية، والزيارات الميدانية، وورش العمل التفاعلية، والتأهيل والتدريب والتحفيز، والأنظمة الإلكترونية الداعمة، وبرامج نقل المعرفة، بحيث تتضافر جميعها لتغيير ثقافة المؤسسات وجعل الموظفين وفرق العمل سفراء للتميّز الحكومي.

وعرضت الحمادي لجائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومثّلت حافزاً نوعياً للارتقاء بالأداء الحكومي وتسريع وتيرة تحقيق التميّز على مختلف المستويات والقطاعات.

واستعرضت نتائج تطبيق التميّز الحكومي والتي أثمرت عن رفع الكفاءة الحكومية، وذلك ضمن عدة محاور هي رفع الكفاءة الحكومية، وتحسين بيئة العمل، وتطوير الخدمات الحكومية، والتنافسية، منوّهةً بحصول دولة الإمارات على المركز الأول عالمياً في كلٍ من جودة القرارات الحكومية، ومرونة السياسات الحكومية، وقدرة الحكومة على التكيف مع المتغيرات، وفعالية الإنفاق الحكومي، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، والممارسات الإدارية، والثقة بالحكومة، وذلك وفقاً للكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2018، وتقرير التنافسية العالمية 2017-2018 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وكذلك حصول الدولة على المركز الأول عالمياً في 50 مؤشراً تنافسياً وأكثر من 100 مؤشر تنموي في قطاعات متعددة على مستوى المنطقة، وأعربت الحمّادي عن الاعتزاز بما حققته منظومة التميز الحكومية من تسريع نمو الأداء بأكثر من 40% في الجهات الحكومية خلال السنوات القليلة الماضية، وتحقيق نسبة 90% في سعادة المتعاملين وتحسين السعادة الوظيفية بنسبة 60%، نتيجةً للعمل على تحقيق التميّز في بيئة العمل، وتطوير الخدمات الحكومية.

من ناحية ثانية قالت المهندسة غادة مصطفى لبيب، نائب الوزيرة لشؤون الإصلاح الإداري بوزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري في جمهورية مصر العربية، إن التميُّز الحكومي يعني في المقام الأول تحقيق رضا المتعاملين وتعزيز مستوى الخدمات الحكومية.

واستعرضت لبيب - خلال الجلسة التي قدمتها بعنوان "رحلة التميّز الحكومي لجمهورية مصر العربية" ضمن فعاليات "مؤتمر مصر للتميُّز الحكومي" - أبرز المحطات الزمنية في مسيرة التميز الحكومي الحديثة بمصر بدءاً باهتمام جمهورية مصر العربية ببرنامج الحكومة الإلكترونية المصري مع بداية الألفية الثالثة، وإطلاق مسابقة "أفضل موقع حكومي على الإنترنت" لأول مرة على مستوى حكومي في الدولة، وذلك لتحفيز الجهات الحكومية لزيادة تواجدها على شبكة الإنترنت، وتشجيعها على تقديم خدمات متميزة وفعَّالة للمواطنين والاعتماد أكثر على الابتكار وتوطين التقنيات الحديثة لتسهيل المعاملات وتوفير الوقت والجهد على المواطنين.

وأوضحت أن مسابقة "أفضل موقع حكومي على الإنترنت" بدأت بأهداف بالغة الوضوح في مقدمتها تحقيق رضا المواطنين، وترسيخ ثقافة التميُّز، والحث على الابتكار، ورفع كفاءة الجهات الحكومية، وإتاحة الخدمات الحكومية على الانترنت، وتحفيز العاملين بالجهات الحكومية.

وشرحت مراحل تطور المسابقة والتي نمت وتوسعت في الأعوام التالية لتشمل الموقع المتميز، والمُنفِّذ المتميز، والمدير المتميز، بهدف ترسيخ قيم العطاء والانتماء للمؤسسة، وتحفيز العاملين بالقطاع الحكومي، والارتقاء بمستوى أداء الخدمة العامة.

وبيّنت سعادة غادة لبيب كيف جرى التوسُّع في المسابقة لتشمل 3 مسابقات كبرى هي مسابقة الموقع المتميز، ومسابقة المنفذ المتميز، ومسابقة المدير المتميز، تبع ذلك في العام التالي إطلاق جائزة "أفضل موقع مبتدئ" في إطار مسابقة الموقع المتميِّز.

وعدّدت جوائز التميز الإضافية التي أطلقتها الحكومة المصرية؛ بما في ذلك جائزة "الاستمرار في التميُّز"، وجائزة "التطور في الأداء"، في إطار مسابقتي الموقع المتميز، والمنفذ المتميز .. ومن ثم استحداث "مسابقة أفضل بحث تطبيقي"، ومسابقة المدير المتميز لكل من القيادات العليا والقيادات الوسطى.

وسلطت الضوء على الزيادة السنوية المطردة في أعداد المتقدمين لتلك المسابقات الحكومية سنويّاً، معتبرة أن ذلك يدل على وجود الرغبة والجاهزية والاستعداد لدى موظفي القطاع الحكومي لتطوير مهاراتهم وتعزيز كفاءاتهم لتحقيق التميّز والابتكار في حزمة الخدمات التي يقدمونها للجمهور .. وأشارت إلى تضاعف هذا العدد مرات عديدة خلال خمسة أعوام من 78 إلى 578 متسابقاً لمسابقة الموقع المتميز، ومن 37 متسابقا إلى 134 في مسابقة "المنفذ المتميز"، ومن 398 إلى 776 متسابقاً لمسابقة "المدير المتميز" .. وتقدم 35 متسابقاً إلى 87 متسابقاً لمسابقة "أفضل بحث تطبيقي" وبلغ إجمالي قيمة الجوائز المقدَّمة خلال خمس سنوات إلى سبعة ملايين جنيه مصري، تم توزيعها بالكامل على العاملين بالجهات الفائزة.

وقالت " كل مبادرة من شأنها تعزيز التميز الحكومي سوف تتماشى وتنسجم بالتأكيد مع خطة التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، ومع توجُّه الدولة نحو الإصلاح الإداري، وتكريم المتميزين، وتشجيع الممارسات المتميزة ونشرها، والاستفادة من نتائجها في إجراء عمليات التحسين المستمر للأفراد والمؤسسات الحكومية".

وتشغل سعادة المهندسة غادة مصطفى لبيب منصب نائب الوزيرة لشؤون الإصلاح الإداري بوزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري .. وكانت قد تقلَّدت مناصب عدة، أبرزها مستشار رئيس مجلس الوزراء للمتابعة ونظم المعلومات، ومسؤولة تنفيذ تكليفات الرئاسة المصرية بشأن ربط وتكامل قواعد البيانات القومية، كما شغلت منصب مساعد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي، ومعاوناً للوزير لشؤون التطوير المؤسسي بوزارة الدولة للتنمية الإدارية، إضافة للإشراف على مسابقات التميز الحكومي في مصر.