"مركز جنيف لحقوق الانسان" ينظم مؤتمرا حول "الاديان والمعتقدات ونظم القيم"

جنيف (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 27 يونيو 2018ء) نظم مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي مؤتمرا عالميا بشأن "الأديان والمعتقدات ونظم القيم: تضافر الجهود من أجل تعزيز حقوق المواطنة المتساوية" في مكتب الأمم المتحدة في جنيف بالتعاون مع لجنة الهجرة الدولية الكاثوليكية ومجلس الكنائس العالمي ومنتدى الفكر العربي والمجلس العالمي للزعماء الدينيين ومؤسسة " Bridges to Common Grounds" والمركز الأوروبي للسلام والتنمية.

شارك في المؤتمر أكثر من 35 متحدثا من القادة الدينيين والسياسيين والمدنيين من مختلف دول العالم.

وافتتحت أعمال المؤتمر العالمي الذي عقد تحت رعاية الأمير الحسن بن طلال من المملكة الأردنية الهاشمية ببيان معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح أعرب فيه عن دعمه للعمل القيم الذي يميز هذه المبادرة من دولة الإمارات والذي يتسق مع نهج الإمارات القائم على أسس ثابتة تشمل في مقدمتها احترام الأديان والمعتقدات وتطوير العلاقات المتنامية مع الحضارات والثقافات المختلفة بالإضافة الى سعيها الدائم والحثيث إلى تحقيق التواصل والتعارف والمحبة بين الناس.

وقال معاليه أن هذه المبادرة خطوة رائدة لمكافحة جميع أشكال التشدد والتطرف وتسعى في الوقت نفسه إلى تعزيز التماسك الوطني وقبول التعددية فيما بين الثقافات والجنسيات.

وسلط الضوء على جهود دولة الإمارات في نشر وترسيخ ثقافة التسامح ومبادئ التعايش السلمي بما أنها تستضيف أكثر من 200 جنسية مقيمة على أرضها.

وأضاف أن دولة الإمارات تسعى للقيام بذلك في العالم أجمع حرصا منها على دعم مبادرة مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي.

وقال معاليه أنه يجب على المجتمع الدولي تبني هذه المبادرة كأساس مشترك لتعزيز تلك القيم الإنسانية النبيلة على المستوى العالمي وخاصة في إطار منظمة الأمم المتحدة بناء على أهدافها السامية والمتمثلة في النهوض بالسلام العالمي والحفاظ عليه.

ورحب معالي الدكتور حنيف حسن علي القاسم رئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي بالمشاركين.. وشدد على ان الطابع الجوهري لموضوع المؤتمر هو إبراز الأرضية المشتركة بين الأديان والتي يمكن من خلالها أن تزدهر حقوق المواطنة المتساوية بعيدا عن التمييز القائم على أساس الجنس أو العرق أو الإعاقة أو العقيدة أو أية سمة فطرية أخرى خارجة عن إرادة الإنسان.. وندد بإساءة استخدام هذه السمة الخاصة لأغراض الاستبعاد الذي يقوض الوحدة الوطنية ويعرقل المسار نحو الاعتراف بالمواطنة العالمية.

وتحدث السفير إدريس الجزائري المدير التنفيذي لمركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي عن مدينة "سحرقراقورم" القديمة في منغوليا الحالية والتي كان ينظم فيها قبل تسعة قرون اجتماعات شهرية بين البوذيين والمسيحيين والساراسين أو الساراكينوس وكان يقصد بهذين المصطلحين اليهود بالإضافة إلى المسلمين لأن تقاليد هذين الشعبين الساميين مرتبطة ومتقاربة لدرجة الخلط بينهما.. ولم تحاول أية مجموعة من هذه المجموعات فرض قواعدها على الآخرين فكلهم كانوا يتعاملون على أساس قانون "الياسا" أي قانون المغول للكرامة.

وشدد بارما مانمانساراسواتي الأمين العام والمسؤول عن منظمة " The Hindu Dharma Acharya Sabha " في الهند على أهمية الإمتثال لمبدأ عدم التمييز كوسيلة لإحترام النظام العالمي وتناغمه مؤكدا أنه ينبغي تجاوز الخلافات والقبول لبعضنا البعض والتعلم من اختلافاتنا.. وقال "الوئام الوطني يحمى ويغذي العقول".

وأكد ألبرت جيجي كبير حاخامين المجتمع اليهودي في بروكسل والمتحدث الرسمي باسم الحاخاميين الأوروبيين أهمية التواصل كوسيلة لتحقيق السلام المستدام..موضحا أن الصمت وعدم التواصل بين الناس كان المصدر الرئيسي للصراع في الوقت الحاضر.. وقال أنه طالما أن أطراف النزاع تجتمع وتتحدث مع بعضها البعض حتى إذا كان هذا الحوار صعبا فسوف تبقى الأسلحة صامتة.

وأكد معالي فيصل بن عبد الرحمن بن معمر الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا أهمية تنظيم حوار بين الزعماء الدينيين ومتخذي القرار المدنيين من أجل رفع الحواجز وتبادل المعارف الهامة بغية معالجة التحديات العالمية.

وتحدث الأمير الحسن بن طلال من المملكة الأردنية الهاشمية عن الحاجة الملحة للتصدي للجوع المتصاعد في العالم من أجل تحقيق الكرامة الإنسانية لأنه بدونها ستكون كل أشكال الحماية التي توفرها مختلف آليات حقوق الإنسان القانونية بلا معنى.

وقال أن الهوية لا تقتصر على مجموعة واحدة من التوجهات الخاصة بالقيم فحسب بل تشمل أيضا مجموعة متعددة الثقافات أي موسوعية .. وفي كل من الشرق والغرب لم يعد النقاش مقتصرا على المواطنة /.../ بل يتضمن الاعتراف بهويات الأشخاص الخاصة.

وقال سماحة الشيخ السيد علي الهاشمي مستشار الشؤون الدينية والقضائية في وزارة شؤون الرئاسة معاليه أن "الحوار الهادف هو المؤسس القوي لضمان الحقوق" ويشكل حجر الأساس "لضمان متطلبات العيش والمصالح المشتركة".

وأكد أن الاختلافات والتنوع هما حقيقتان ثقافيتان مشيرا الى أن الإسلام يمنح أهمية كبيرة لأسلوب الحوار بين مختلف الأطراف على أساس قيم الاحترام.

وقال عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية إن التحدي الحقيقي على المستوى العالمي يتمثل في الحوكمة الدولية مشيرا الى أن "المشكلة تتعلق بعملية صنع القرار والقيادة" مما يؤكد على حقيقة أن "الأمر ليس مسألة دينية بل هو أمر سياسي".

وأضاف موسى إن الاتجاهات السياسية وانحياز مختلف الأحزاب عائق يقف في طريق عملية صنع السياسات على نحو فعال.

وسلط الأخضر الإبراهيمي وزير خارجية الجزائر الأسبق الضوء على الأزمة الإنسانية الجارية في العالم مشيرا بشكل خاص إلى الظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني.. وقال أن الوضع في الضفة الغربية يسترعي الانتباه حيث تسحق حقوق المجتمع الفلسطيني.

وأشار إتيبار نجفوف رئيس قسم العلاقات بين الملل والأقوام والمسائل الدينية لدى الديوان الرئاسي لأذربيجان أن أذربيجان تمكنت من أن تصبح مقرا عالميا متعدد الثقافات بفضل موقعها التاريخي وموقعها الجغرافي الذي أدى دورا مهما في تشكيل النموذج الأذربيجاني متعدد الثقافات.

وفي ختام المؤتمر ألقى سامي كنعان رئيس بلدية جنيف خطابا هنأ فيه مركز جنيف بانعقاد هذا المؤتمر العالمي حول الأديان والمعتقدات ونظم القيم..

مشيرا في هذا الصدد إلى أن جنيف لها تاريخ طويل في عملية تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات.

وقال أن جنيف لا يأتي إليها الدبلوماسيون فحسب بل تستقبل أيضا الجهات الفاعلة في المجتمع المدني والخبراء من جميع المجالات بما في ذلك الأوساط الأكاديمية والدينية .. وشبه مدينة جنيف "بتشكيل فسيفسائي رائع لكنه مازال هشا ".

وأضاف أن جنيف تتحمل مسؤولية خاصة بصفتها مدينة دولية تعمل على تطوير مبادرات ملموسة تعزز الحوار.