حاكم الشارقة يشهد انطلاق أعمال الملتقى الدولي الثاني لمعلمي اللغة العربية

حاكم الشارقة يشهد انطلاق أعمال الملتقى الدولي الثاني لمعلمي اللغة العربية

الشارقة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 07 اكتوبر 2023ء) شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، صباح اليوم انطلاق أعمال الملتقى الدولي الثاني لمعلمي اللغة العربية، الذي تنظمه هيئة الشارقة للتعليم الخاص بالتعاون مع أكاديمية الشارقة للتعليم، تحت شعار "جذور وابتكار"، وذلك في مقر الأكاديمية بالمدينة الجامعية.

استهل حفل الافتتاح بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، تلته آيات بينات من القرآن الكريم قدمها الطالب موري سيكوكيتا من مدرسة السدرة الخاصة، ألقت بعدها الدكتورة محدّثة الهاشمي رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص، ورئيسة أكاديمية الشارقة للتعليم، كلمةً قدمت فيها الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على تفضل سموه بتشريف حفل افتتاح الملتقى، ورعاية واهتمام وحرص سموه الدائم باللغة العربية وأهمية دور معلميها.

وتناولت الهاشمي في كلمتها معاني شعار الملتقى لهذا العام ، مشيرةً إلى أنه يعكس اهتمام الشارقة بالعربية كلغةٍ أُم وتأكيد على أهمية جذور المجتمع التي نعتز بها، وحرصنا على الابتكار والتجديد الذي يتواءم مع العصر ومتطلباته بلغة تناسب أبنائنا الطلبة.

وأكدت رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص ورئيسة أكاديمية الشارقة للتعليم أن الملتقى يجمع نخبة المعلمين من أجل الطالب، لافتةً إلى أن أهل التربية والتعليم يجمعون على أن المعلم الكفء الذي تشغله اللغة العربية ويحرص عليها ويجعل منها لغة حياةٍ وابتكار هو أحد أهم الأدوات لضمان الارتقاء بنتاجات الطلبة، متناولةً المبادرات والبرامج الخاصة لدعم المعلم، قائلة : “ كانت هناك العديد من المبادرات والبرامج وعلى رأسها مبادرة ‘بالعربية نرتقي‘ التي فازت مؤخراً بجائزة أفضل حملة دعمت اللغة العربية من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2023، ونفذّت هيئة الشارقة للتعليم الخاص فيها نحو 9000 زيارة ميدانية، وعقدت اللقاءات التشاركية للمعلمين على منصة أكاديمية الشارقة للتعليم، واستفاد منها قرابة 17000 من الحضور، لدعم المعلمين وتحسين أدائهم ونقل الأثر الطيب الى أبنائنا الطلبة ”.

وأوضحت الدكتورة الهاشمي أن من أهم البرامج التي يتم العمل عليها بكفاءة عالية هو برنامج "معلم وأفتخر" ضمن مشروع سلطان القاسمي للتوطين في القطاع الخاص، والذي يرفد الميدان التربوي بالكفاءات الوطنية المؤهلة، من معلمين مدرّبين وفق أحدث الممارسات التربوية، وتنفذه أكاديمية الشارقة للتعليم بالتعاون مع جامعة هلسنكي في فنلندا، والبالغ عددهم 83 معلما ومعلمة، يزرعون حبَّ العربية في نفوس أبنائنا.. مشيرة إلى أن مخرجات هذه الجهود أظهرت أن نتائج تقييم مادة اللغة العربية للنّاطقين بها كانت الأكثر تميّزًا، وحقّقت المدارس تحسنًا في تحصيل الطلبة في مادة العربية للناطقين بها بنسبة 100 في المائة.

وأعلنت رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص ورئيسة أكاديمية الشارقة للتعليم في ختام كلمتها، أنه وللمرة الأولى، تنفّذ هيئة الشارقة للتعليم الخاص، الاختبارات المعياريّة الخاصة باللغة العربية للنّاطقين بها هذا العام لقياس مستويات تحصيل الطلبة، بالمقارنة مع المستويين الوطني والإقليمي، وذلك دعماً لجهود تحسين مستويات التحصيل، وتعزيز الانتماء للعربية.. كما أعلنت عن إطلاق هيئة الشارقة للتعليم الخاص "عهدَ العربيةِ" لمدارس القطاع الخاص في الشارقة، الخاص بمعلمي اللغة العربية وموادها، ورؤساء أقسامها، والطلبة، بأن يلتزموا الفصاحة ويحرصوا على العربية حباً وانتماءً.

وشاهد صاحب السمو حاكم الشارقة والحضور عرضاً مرئياً بعنوان "أطول اللغات عمراً" تناول أهمية اللغة العربية وتاريخها العريق، واهتمام إمارة الشارقة بالعربية وآدابها في مختلف الحقول، ورعايتها المستمرة للثقافة العربية، إلى جانب تدريب المعلمين وتأهيلهم.

وقدم الدكتور أمحمد صافي المستغانمي ، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة كلمةً أثنى فيها على جهود إمارة الشارقة في الاهتمام باللغة العربية عبر العديد من المبادرات والملتقيات المتخصصة والبرامج الخاصة بالمعلمين من جهة والطلبة من جهة أخرى، مما يسهم في الحفاظ على اللغة العربية وتعلمها وتعليمها، ودعا في كلمته أولياء الأمور والمعلمين إلى توجيه الأبناء للعناية بتعزيز اللغة العربية عبر القراءة المختارة، والصحيحة، والمستمرة.

وقدمت الطالبتان الجازية أحمد الزعابي وشام بكور حواراً بعنوان "العربية أصلي وفخري" تناولتا فيه أهمية العناية باللغة العربية ودراستها، وفوائد القراءة، وفضل المعلم على الطالب في تعزيز حب اللغة العربية ودوره في الحفاظ على الهوية اللغوية.

كما تابع الحضور عرضاً مرئياً رصد تجربة زيارة مجموعة من الطلبة مع معلمتهم إلى مكتبة عامة بالشارقة، وبحثهم عن الأثر الذي تركه كبار علماء اللغة العربية وجهودهم في إثرائها.

وفي ختام حفل الافتتاح، أدى مجموعة من المعلمين والمعلمات من لجنة "لسان الضاد" التي شكلتها هيئة الشارقة للتعليم الخاص، "عهد العربية" أمام صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي حرص على تهنئتهم على جهودهم المبذولة وتبادل معهم الأحاديث الودية حول أعمال اللجنة وسبل تعزيز وتحسين وتطوير اللغة العربية، وتفضل سموه بالتقاط الصور التذكارية معهم.

ويتضمن نصّ عهد العربية ما يلي: "عهدًا عليَّ أن أصونَ لُغتَنا العرَبِيّةَ وأنْ أُتقِنَ تَعليمها وأُحسِنَ تَطبيقَها مُؤمِنًا بِقُدرَتِها وقُوّتِها فلا أَتحدَّثُ بِها إلاّ فُصْحى وأَن أَبذُلَ كُلّ جُهدٍ للحفاظِ عَليها وغَرسِ محبّتَها في قُلوبِ طَلبَتِنا مُشاركًا في مَسيرةِ التّميُّز ِوالإبداعِ والابْتِكارِ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبينٍ".

وكان صاحب السمو حاكم الشارقة قد تجول قبيل حفل الافتتاح في المعرض المصاحب على هامش الملتقى، حيث استمع سموه إلى شرح قدمه عدد طلبة المدارس الخاصة بالشارقة، حول اللغة العربية وآدابها، حيث ضم المعرض عدداً من الأعمال المختارة مثل "رسائل جوهرية"، بالإضافة إلى عدد من الملصقات للطلبة تقدم نبذةً عن اللغة العربية والشعراء في العصور السابقة، وركناً لأدباء الإمارات.

وألقى عدد من الطلبة قصائد مختارة في حب الوطن، وبيان جهود صاحب السمو حاكم الشارقة في تعليم الأطفال وحثهم على الاهتمام والقراءة باللغة العربية.

كما تضمن المعرض عدداً من المجسمات الابتكارية التي أبدعها الطلبة لمجموعة من المرافق العامة والمعالم بالشارقة.

ويركز الملتقى الذي يستمر يومي السبت والأحد، ويتضمن سبع جلسات حوارية و32 ورشة عمل تطبيقية على التنمية التخصصية، وبناء المجتمعات المهنية، واستعراض أفضل الممارسات التطبيقية في تعليم اللغة العربية وموادها، وعرض نماذج لحصص نموذجية تطبق فيها أعلى معايير التعلم النشط، والتفكير الناقد وأحدث المهارات، بالإضافة إلى توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي والأتمتة والرقميات في تدريس وتعليم اللغة العربية وموادها.

ويبحث المشاركون في الملتقى خمسة محاور رئيسية هي "محور التنمية البشرية" الذي سلط الضوء على القضايا والرؤى في تعليم العربية وموادها، ومحور "أفضل الممارسات في تعليم العربية وموادها"، ومحور "الحصص النموذجية" وشمل ورش تنمية وتطوير أداء الفرق التعليمية من قيادات ومعلمين، ومحور "إبداعات طلابية" الذي تضمن تصويراً واقعياً من الصفوف المدرسية في المراحل المختلفة، ومحور "الدراسات والبحوث الميدانية والواقعية"، الذي ألقى الضوء على الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية في تعليم العربية وموادها.