لطيفة بنت محمد: "منتدى الإعلام العربي" منصة مهمة لإعادة تعريف مفهوم الثقافة كهمزة وصل وأداة للحوار بين الشعوب

لطيفة بنت محمد: "منتدى الإعلام العربي" منصة مهمة لإعادة تعريف مفهوم الثقافة كهمزة وصل وأداة للحوار بين الشعوب

ضمن جلسة رئيسية لسموها ..
لطيفة بنت محمد:

- تعلمت من والدي اجتياز التحديات بالعمل الجاد والتفاؤل.

- تعزيز الشراكة بين الثقافة والإعلام مهم لتطوير محتوى عربي قوي يعزز الهوية الثقافية العربية.

- متفائلون بمستقبل الثقافة والإبداع في العالم العربي مع طموحات الشباب العربي وطاقاته الواعدة.

- الصناعات الثقافية والإبداعية أثبتت الحضور القوي للقطاع خلال كوفيد-19.

- الاقتصاد الإبداعي يلعب دوراً مهماً في منظومة تطوير الدول.

دبي في 27 سبتمبر/ وام/ أكدت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، عضو مجلس دبي، أهمية تعزيز الشراكة بين الثقافة والإعلام في المنطقة لتطوير محتوى عربي يعزز الهوية الثقافية العربية، مشددةً على الدور المحوري للاقتصاد الإبداعي الذي بات قطاعاً اقتصادياً بارزاً يساهم في منظومة تطوير الدول.

وأشارت سموها إلى أن "منتدى الإعلام العربي" يشكل فرصة ثمينة لإعادة تعريف مفهوم الثقافة كهمزة وصل وأداة للحوار بين مختلف الشعوب والثقافات، وتسليط الضوء على هذا القطاع بكل ما يحتويه من أدوات وإمكانيات إبداعية، خاصةً وأن جزءاً كبيراً من هذا الدور يقع على الإعلام الذي يحتاج للتعاون مع القطاع لتصحيح مفهوم الثقافة ووضعها في مكانها الصحيح.
وقالت سموها خلال جلسة رئيسية في منتدى الإعلام العربي الذي اختتم أعماله اليوم، بعنوان" الثقافة والإعلام.. رؤى إبداعية تصنع المستقبل"، أدارها الإعلامي فيصل بن حريز، إن الثقافة بمفهومها المتعارف عليه هي مجموعة القيم والعادات والتقاليد المجتمعية، والإرث الثقافي والاجتماعي، والتوجهات والسلوك ونمط المعيشة، لافتة إلى أنه مع الوقت، اتّسع نطاق الثقافة وأصبحت قوة تأثير وتغيير لا يستهان بها.
وأضافت سموها أنه على الرغم من التباين في تعريف مفهوم الثقافة، إلا أنه لا يوجد قصور في فهم هذا القطاع، مشيرةً إلى أنها طرحت سؤالاً باللغتين العربية والإنجليزية على منصة الانستغرام الخاصة بها، يتعلق بتعريف مفهوم الثقافة، وتضمن السؤال تعريفات واختيارات مختلفة، وأظهرت النتائج أن أغلبية المشاركين اختاروا المفهوم الصحيح للثقافة الذي يمزج بين القيم والعادات والتقاليد والفن والأدب وكل ما يرتبط بذلك، مؤكدة أن مفهوم الثقافة اليوم بات أوسع وأشمل.
- قطاع حيوي وفاعل.
وأوضحت سموها أنه في السنوات الماضية وخاصة خلال جائحة كوفيد-19، أثبت قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية حضوره كقطاعٍ حيوي يساهم بشكل فاعل في مسيرة التنمية، وهو ما انعكس على مفهوم الثقافة الذي زادت شموليته ليضم صناعات وقطاعات إبداعية، كالفنون بأنواعها من موسيقى ومسرح وسينما وتصوير، إضافةً إلى الإعلام والألعاب الإلكترونية، والأعمال الأدبية والإبداعات في مختلف المجالات، وأي صناعات تعتمد على عناصر الفكر، والابتكار والإنتاج والتوزيع والنشر والترويج والخدمات ذات الصلة بالتعبير الإبداعي.

- الثقافة والإعلام.
ودعت سموها إلى ضرورة تعزيز العلاقة التكاملية بين الثقافة والإعلام حيث لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، فهما وسيلة الحوار والتواصل الفكري بين الدول، وأشارت إلى أهمية استثمارهما وتوجيههما بهدف إيصال فكر وهوية الدول والثقافات المختلفة، بالإضافة إلى ضرورة تفعيل دور الإعلاميين ووسائل الإعلام في توصيل المنتج الإنساني والإبداعي، فهم جزءٌ لا يتجزأ من المشهد الثقافي والإبداعي المزدهر في دبي والإمارات.
وقالت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم: " إن المنطقة العربية بحاجة حقيقية لمحتوى ثقافي هادف بمستوى عالمي يُمثِّل الفِكر العربي ويعزز في نفوس الأجيال الشابة القيم والمبادئ المجتمعية الأصيلة، ويساهم في تعزيز حضور الثقافة العربية الغنية بأفضل صورة"، مشيرةً إلى أن المثقف العربي مُطالبٌ اليوم بتغيير أدواته ليكون حاضراً بقوة في المشهد التنموي للمنطقة العربية، فأدوات الخطاب الإعلامي تغيرت، ومن الضروري مواكبة المثقفين لوسائل الإعلام والتواصل الجديدة لتفعيل حضورهم الثقافي إعلامياً على الساحة الإقليمية والدولية.
وأكدت سموها أهمية هذا التغيير في تسليط الضوء على الأدوار الإيجابية الفاعلة التي يلعبها المثقفون والمبدعون العرب، وعلى دور الثقافة التي تحررت اليوم من الأدوار التقليدية، وأصبحت شريكاً إبداعياً فاعلاً يساهم في الارتقاء بالمجتمعات، ويعزز مسيرة التنمية الاقتصادية.
- الأثر الاقتصادي للقطاع الثقافي والإبداعي.
وأوضحت سموها أن القطاع الثقافي والإبداعي أصبح قطاعاً اقتصادياً بارزاً يساهم في منظومة تطوير الدول، مشيرة إلى الرؤية الاستشرافية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، الخاصة بقطاع الاقتصاد الإبداعي وأهميته المتزايدة، وإطلاق سموه لإستراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي التي تهدف لجعل دبي مركزاً ثقافياً عالمياً بعد أن نجحت في أن تكون مركزاً اقتصادياً عالمياً.

- الشغف المبكر.
وتحدثت سموها عن شغفها المبكر بالثقافة رغم اتجاهها لدراسة إدارة الأعمال، والاتجاه للعمل الحكومي، مشيرة إلى تأثرها في طفولتها بجدها الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، حين كان يأخذ سيارته ويذهب بعد صلاة الفجر ليجول في أرجاء دبي وهو يفكر بمستقبل دبي، التي كانت شاغله الأكبر، ونجح رحمه الله في أن يؤسس نهضتها الحديثة.
وأضافت سموها أنها نشأت على حب دبي وهي ترى والدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإخوتها يواصلون العمل ليلاً ونهاراً من أجل مستقبلها وسعادة أهلها، وهو ما حفزها على تقديم المزيد من العطاءات، وشكل مصدر إلهام كبير لها.
وقالت سموها :" لطالما كان العمل من أجل دبي يراودني، وكنت ألاحظ شغفي في مجالات الثقافة والفنون، وأشعر بالرغبة في تنمية هذا القطاع، لإيماني بقدرته على إحداث تغيير حقيقي في المجتمع، وكانت انطلاقتي في هذا المجال من هيئة الثقافة والفنون في دبي، حتى فاجأني والدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتعييني رئيسة للهيئة، عبر تغريدة على حساب سموه على تويتر، وكانت مفاجأة أسعدتني".
- اجتياز التحديات.
وأشارت سموها إلى أنه بعد توليها رئاسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، بستة أشهر جاءت جائحة كوفيد-19، ودخل العالم في مرحلة الإغلاق الذي شكل تحدياً أمام الجميع، وأحدث تخوفاً على مستقبل القطاع خاصة مع منح الأولوية لقطاعات أخرى، لكن كما عودنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على اجتياز التحديات بالعمل الجاد والتفاؤل، استطعنا أن يكون القطاع جزءاً فاعلا في تجاوز جائحة كوفيد-19، بعد أن لجأ الناس بشكل واسع إلى الاهتمام بمكونات الصناعات الإبداعية، كالكتب والأفلام والأدب والألعاب الإلكترونية والتصميم والرسم، مشيرة إلى نجاح فريق الهيئة في المساهمة في تعزيز دور الثقافة من خلال مبادرات وبرامج عدة من بينها بابتكار جولات افتراضية لمتاحف دبي والتعريف بالسياحة الثقافية .

- الانفتاح الثقافي والهوية الوطنية.
واستبعدت سموها أن يهدد الانفتاح الثقافي والإبداعي الهوية الوطنية، مؤكدة أننا وصلنا إلى الفضاء ونحن محافظون على هويتنا ..
كما أوضحت سموها أهمية تعزيز الهوية الوطنية والعربية في نفوس الأجيال الجديدة من خلال خلق بيئة إبداعية داعمة لأصحاب المواهب، مع ترسيخ القيم والمفاهيم الوطنية والعربية لديهم، بالإضافة إشراك المواهب العربية الشابة في صناعة المستقبل وتصميمه، وجعلهم جزءاً فاعلاً من التغيير الإيجابي، وتطوير محتوى ثقافي إبداعي يعكس هويتنا الثقافية وقيمنا الحضارية للعالم، وغرس القيم الثقافية وتعزيزها في نفوس الشباب والناشئة المحليين والعرب، والاستثمار في الطاقات الشابة وتحفيزها على الإبداع والابتكار في مختلف المجالات الإبداعية، فالإبداع لغة المستقبل، ووسيلتنا لضمان مستقبلٍ واعدٍ ومستدام.
- مستقبل الثقافة والإبداع.
وفي ختام الجلسة أعربت سموها على تفاؤلها بمستقبل الثقافة والابداع في العالم العربي في ظل ما نشاهده من طموحات وطاقات واعدة لدى الشباب العربي الذين يمتلكون مهارات فائقة في مجالات الإبداع والابتكار، مؤكدة ثقتها في قدرة جيل الشباب على تعزيز الثقافة والإبداع.