مركز الشباب العربي ينظم فعاليات المخيم التدريبي لمبادرة "سفراء التسامح"

مركز الشباب العربي ينظم فعاليات المخيم التدريبي لمبادرة "سفراء التسامح"

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 30 يوليو 2023ء) نظم مركز الشباب العربي فعاليات المخيم التدريبي المتخصص لمبادرة "سفراء التسامح"، تحت مظلة "برنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة"، بالتعاون مع وزارة الخارجية في دولة الإمارات.

وناقشت جلسات المخيم، الذي عقد في مقر مركز الشباب العربي بأبوظبي، على مدار ثلاثة أيام من 26 إلى 28 يوليو الجاري، عدداً من الموضوعات المهمة المدرجة في جدول الأعمال، والهادفة إلى تعزيز مفاهيم الأخوة الإنسانية والتسامح بين الشباب في المجتمعات العربية، وزيادة وعيهم بأهمية حفظ السلام والتسامح، ودورهم في تحقيق ازدهار المجتمعات العربية، وكذلك تمكين الشباب للمشاركة في المنتديات الدولية المتخصصة، وإعداد المشاريع لتطوير المحتوى العربي في مجال التسامح والتعايش.

وافتتح المخيم التدريبي جلساته بكلمة معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، ألقتها نيابة عنه، ريم كتيت نائبة مساعد الوزير للشؤون السياسية في وزارة الخارجية، التي رحبت بالحضور والمشاركين، الذين تم اختيارهم ضمن نخبة من الشباب العربي للمشاركة في مبادرة "سفراء التسامح"، والتي تعد استمراراً للشراكة المثمرة بين وزارة الخارجية ومركز الشباب العربي تحت مظلة برنامج "القيادات الدبلوماسية العربية الشابة".
حضر حفل الافتتاح سعادة المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، وريم كتيت، نائبة مساعد الوزير للشؤون السياسية في وزارة الخارجية، وعدد من الخبراء والمختصين والمشاركين من الشباب والشركاء الاستراتيجيين.
وتكتسب مبادرة "سفراء التسامح" أهمية كبيرة في تعزيز ريادة دولة الإمارات كداعم رئيس للتسامح والسلام والاستقرار، إذ يهدف المخيم التدريبي للمبادرة إلى تعزيز أهمية قيم التسامح والتعايش بين الشباب عبر المجتمعات، وتم تصميمه بالشراكة بين مركز الشباب العربي ووزارة الخارجية وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية وعدد من الوزارات والمعاهد الدبلوماسية العربية والدولية واللجنة العليا للإخوة الإنسانية.

وأكد معالي خليفة شاهين المرر وزير دولة أن دولة الامارات تولي اهتماماً كبيرا للتسامح باعتباره امتدادا لنهج القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث يشكل التسامح، بالنسبة لنا، ركيزه أساسية لبناء المجتمع عبر تعزيز قيم التعايش والحوار وتقبّل الآخر والانفتاح والتواصل بين مختلف الثقافات والشعوب، وتعد دولة الإمارات مثالاً حياً لهذا النهج حيث تربط دولة الإمارات جسوراً بين أكثر من 200 جنسية يعيشون على أرض هذا الوطن في محبة وسلام.

ونوه معاليه : كما تؤمن دولة الامارات بأن تمكين الشباب وتأهيلهم يعتبر ركيزة أساسية لتطور المجتمعات وازدهارها، وهنا تأتي مبادرة"سفراء التسامح" لدعم وترسيخ مبادئ التسامح الإنسانية بين الشباب في المجتمعات العربية.

وقال : خلال البرنامج الممتد على مدى ثلاثة أيام، سيتسنى لكم التواصل مع أقرانكم من الدول العربية ومشاركتهم خبراتكم وتبادل الأفكار بينكم، بالإضافة إلى الاطلاع عن قرب على نموذج دولة الإمارات في مجال التسامح والسلام والتعايش، ويتضمن ذلك زيارة بيت العائلة الإبراهيمية، الصرح الفريد الذي يعكس رؤية دولة الإمارات وقيمها لتلاقي الإنسانية وحوار الثقافات والأديان، وهي قيم أساسية لمعالجة العديد من التحديات التي يواجهها عالمنا اليوم.

وأضاف أنه وبالتعاون مع مجموعة من الخبراء والمختصين في عدد من المؤسسات الإقليمية والدولية، نسعى من خلال "سفراء التسامح" إلى إرسال رسالة التسامح من المنطقة العربية إلى العالم، عن طريق تدريب المواهب الواعدة في قطاع العلاقات الدبلوماسية، ومدّها بالأدوات والمهارات اللازمة في عالم حافل بالتحديات وتعزيز الحضور الدبلوماسي العربي، وتحقيق مشاركات عربية فاعلة في أهم الحوارات والمنتديات العالمية.

وأعرب معاليه، في ختام الكلمة، عن تمنياته أن تقدم هذه المبادرة إضافة إيجابية لجميع المشاركين وأن تشكل منصة لانطلاق أفكار خلاقة تعود بالنفع على مجتمعاتنا العربية ولأجيالنا القادمة.

ثم عرضت نورة الأنوهي، أخصائي تميز مؤسسي من وزارة الخارجية، نتائج دراسة ميدانية أعدها مركز الشباب العربي بالتعاون مع وزارة الخارجية من خلال مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات، لقياس وعي الشباب العربي في ملفات السلام والتسامح والاستقرار، وتحدد واقع ومتطلبات تعزيز فكر التسامح والانفتاح في الوطن العربي بالإضافة إلى معرفة المعوقات والتحديات لقيم وثقافة السلام وتقديم اقتراحات بناء على نتائج استطلاعات الرأي وتحليل محتويات وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل تعزيز ثقافة السلام والتسامح والتعايش بين الشباب العربي.

وأقيمت خلال فعاليات اليوم الأول، جلسة حوارية مع المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، حول أهمية مشاركة شباب الوطن العربي في المحافل الدولية وتهيئتهم للمشاركة الفعالة في فعاليات منتدى "الأديان والحوار والسلام"، وذلك بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين.

وفي بداية الجلسة، أكد المستشار عبدالسلام أهمية المبادرات والمشاريع الشبابية التي ترعاها دولة الإمارات لدعم وتمكين الشباب العربي، ومساعدته في تجاوز التحديات وتحقيق طموحاته، مشيرا إلى أن هناك مسؤولية كبيرة تتطلب منا إفساح الطريق للشباب وإتاحة الفرصة له للمساهمة في التقدم والنهضة في مجتمعاتنا.

ونوه بالجهود الكبيرة التي تقومُ بها دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، في دعم ورعاية جهود تعزيز السلم والأخوة الإنسانية في مختلف أنحاء العالم.

وأكد أن التسامح في الإمارات ليس مجرد كلمة تردد ولكنه واقع نعيشه، وأن شباب الإمارات محظوظون بقيادتهم التي أولت اهتماما كبيرا بهذا المجال، انطلاقا من إيمانها بنشر قيم التسامح والسلام والاخوة الإنسانية، منوها بدعم الإمارات للأفكار والمشاريع التي تعمل على تمكين الشباب لا سيما في مجال نشر التسامح والسلام.

وأشار المستشار عبدالسلام إلى دور مركز الشباب العربي منذ تأسيسه، إذ اعتبر أنه يعد نموذجا عربيا رائعا يعمل على تمكين وإلهام الشباب وإعطائه فرصة تنمية أفكاره وتحقيق طموحاته، مؤكدا أهمية المخيم التدريبي الذي ينظمه المركز حاليا، إذ يعتبر فرصة مهمة لبناء جسور التواصل بين الشباب وتعزيز دوره في نشر قيم السلام والتسامح فضلا عن استثمار طاقاته وتأهيلهم ليكونوا سفراء للتسامح.

وشهدت الفعاليات أيضا عقد ورشة عمل بعنوان "كيف يمكننا العمل على محتوى لترويج فكر التسامح وتعزيزه في المجتمعات العربية عبر منصات التواصل الاجتماعي"، أدارها الدكتور غانم كشواني، رئيس مجلس الباحثين الشباب العرب التابع لـ "مركز الشباب العربي"، وناقش المشاركون أدوات وآليات نشر التسامح في مجتمعاتنا، واستعرضوا أمثلة ونماذج لعدد من الدول التي تبنت نهج التسامح.

وأكد كشواني على دور البحث العلمي في نشر قيم التسامح ونبذ الكراهية، إذ يعتمد على تقبل الآخر بين الباحثين باختلاف جنسياتهم، وكذا دور الأعمال الفنية كونها وسيلة لنشر أفكار التسامح بين الأفراد.

وتلتها جلسة نقاشية قدمها الباحث سلطان ماجد مدير إدارة الباروميتر العالمي في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، حول نتائج الاستبيان والدراسة التي أجراها المركز حول اتجاهات وتوجهات الشباب العربي وتصوراته نحو السلام.

واختتمت فعاليات اليوم الأول من المخيم التدريبي بمحاضرة توعوية عن دور وزارة التسامح والتعايش في تعزيز القيم الإنسانية والشبابية ألقاها راشد إبراهيم النعيمي مستشار استراتيجي وإدارة أداء مؤسسي بوزارة التسامح والتعايش.

واستعرض المستشار راشد النعيمي، مفهوم التسامح، وأبرز ملامحه على أرض الواقع في دولة الإمارات، وركائزه والمحطات التي مر بها، منذ تأسيس دولة الإمارات، مبرزا نهج المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، في التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.

وأشار إلى تشكيل وزارة التسامح وخطة وأسلوب عملها في تفعيل دور الشباب في مختلف مجالات العمل الإنساني والاهتمام بتعزيز قيم التسامح والتعايش، وتمكينهم من المساهمة في بناء مستقبل الوطن، بما يساهم في تعزيز التسامح والتعايش.

ولفت إلى عدد من المبادرات الاستراتيجية التي تطبقها حكومة دولة الإمارات بشكل عام و وزارة التسامح والتعايش بشكل خاص في مجال نشر قيم التسامح وفي دعم المشاريع الإنسانية العالمية، وترسيخ دور الأسرة المترابطة في بناء المجتمع، وتعزيز التسامح لدى الشباب ووقايتهم من التعصب والتطرف.

وألقى د. عمر عبيدات مدير الفروع الخارجية في مجلس حكماء المسلمين، كلمة، أكد خلالها أن الشباب في العالم العربي قادر على حمل رسالة التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، ونشرها ليس فقط في العالم العربي، بل في جميع أنحاء العالم، وقيادة مسيرة الاخوة الإنسانية نحو آفاق أفضل ينعم فيها العالم بالأمن والاستقرار.

وقال إن الشباب معمار المستقبل ولديه من الطاقة ما يمكن أن يغير به العالم نحو وجه أفضل، منوها برؤية قيادة الإمارات في دعم الشباب وتوجيه طاقاته نحو نشر التسامح والتعايش الإنساني.

وعقد خلال فعاليات اليوم الثاني من المخيم التدريبي، محاضرة وورشة عمل حول أهمية وسبل بناء جسور التواصل الحضاري بين مختلف الثقافات والأديان ودور الشباب العربي، وذلك بالتعاون مع مؤسسة "روزكاسل".

وسيتم تأهيل الشباب للمشاركة الفعالة في منتدى صُنّاع السلام في دورته الثالثة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع المنظمين للمبادرة ومنتدى صُنّاع السلام.

وقدم سعادة الدكتور يوسف العبيدلي، مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير حلقة شبابية بعنوان "دور الشباب في تعزيز قيم التسامح بين الشعوب، وبث روح السلام والتعايش في المجتمعات العربية" في مقر جامع الشيخ زايد الكبير، عرض خلالها شواهد عن دور مركز جامع الشيخ زايد الكبير في تعزيز القيم الإنسانية في نفوس الشباب والنشء الجديد، من خلال مختلف البرامج التي يقدمها مركز جامع الشيخ زايد الكبير، مسلطا الضوء على برنامج "الشباب الباني" كنموذج، حيث ساهم البرنامج في تأهيل نخبة من شباب وشابات الوطن كنماذج مضيئة، تعكس مبادئ الإمارات النبيلة والوجه الحضاري للدولة، القائم على ترسيخ الثقافة الإسلامية السمحة، وتعزيز قيم التعايش والانفتاح والإخاء والتواصل الحضاري بين الشعوب في إمارات السلام.

كما أشار إلى أن دولة الإمارات أصبحت نموذجا للمنطقة والعالم في تعزيز ونشر القيم الإنسانية، ولما تقدمه من نماذج فريدة لدور العبادة، وجامع الشيخ زايد الكبير مثالا يحتذى به في هذا المجال، إذ يتجاوز دوره الديني باحتضان الشعائر والصلوات، إلى دوره الحضاري والثقافي في نشر وتعزيز رسالة دولة الإمارات العربية المتحدة المتمثلة في التعايش والسلام والوئام مع مختلف ثقافات العالم، ويتميز بكونه مقصداً دينياً ثقافياً سياحياً عالمياً فريداً، يقصده سنويا ملايين المصلين والزوار، يلتقون في رحابه باختلاف ثقافاتهم ودياناتهم،إضافة لإحيائه مفردات الحضارة الإسلامية باعتباره نموذجا معماريا فريدا للعمارة الإسلامية بما يحتويه من تفاصيل معمارية، تجمع مختلف الحضارات في مكان واحد، مشكلةً جسراً للتواصل الحضاري بين مختلف الثقافات في رحاب صرح السلام والتعايش.

وناقش اليوم الثالث والأخير، موضوعاً حول سُبل الترويج عن التسامح وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب العربية والطرق السلمية للتصدّي للمتطرفين إلكترونياً، والإجراء اللازم اتخاذه عند أي تحدٍ من المتطرفين، وذلك بالتعاون مع مجلس الإمارات للشباب، ومجلس الأمن السيبراني، ومركز هداية لمكافحة التطرف، وبحضور سعادة أحمد القاسمي المدير التنفيذي لمركز هداية.

وتم تنظيم حلقة شبابية مع معالي الدكتور أحمد بن محمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، تناولت حواراً حول نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس مما يساهم في احتواء كثير من التحديات الاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى كيفية تهيئة الشباب للمشاركة الفعالة على المنصات الدولية.

كما تم تنظيم ورشة عصف ذهني بين الفرق والأعضاء للعمل على تطوير محتوى عربي هادف في مجال التسامح والتعايش، وذلك بحضور لجنة توجيهية وإشرافية، وبالتنسيق مع مركز "صواب"، ووزارة التسامح والتعايش، بحضور المستشار راشد إبراهيم النعيمي، تلتها ندوتين، الأولى بالتنسيق مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، والأخرى بالتنسيق مع مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.