رؤية الشيخ زايد.. موروث ثقافي يساهم في حماية البيئة وتعزيز استدامتها

رؤية الشيخ زايد.. موروث ثقافي يساهم في حماية البيئة وتعزيز استدامتها

حملة "استدامة وطنية" تبرز نهج وإرث الوالد المؤسس في مجال الاستدامة.
• اهتمام الوالد المؤسس بترسيخ استدامة التراث ينطلق من إيمانه بأهمية التكامل بين ركائز التنمية المستدامة الثلاث، الاقتصادية، والاجتماعية والبيئية.
• في 1966أنشأ الشيخ زايد هيئة للرفق بالحيوان ضمت مراقبين تولوا حماية المناطق البرية والإشراف على تطبيق الحظر المفروض على صيد الحيوانات .
• برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور يحافظ على التوازن الطبيعي للصقور ويساهم في إحياء رياضة الصيد بالصقور عبر ممارسات عالمية مستدامة.
• في 1995 عمل الشيخ زايد على التحول من استخدام الصقور البرية إلى المتكاثرة في الأسر .
• في 2002 الإمارات البلد العربي الأول الذي يعتمد على استخدام الصقور المكاثرة في الأسر برياضة الصيد بالصقور .
• الشيخ زايد.. الرائد الأول للصقارين وحماة البيئة في العالم ونصير الطبيعة وصاحب رؤية استشرفت الحاجة إلى إحداث توازن بين الحفاظ على تراث الصقارة وبين التأكد من استدامة الصقور وطرائدها .
• في أواخر سبعينيات القرن الماضي أطلق الشيخ زايد برامج تشجير واسعة لزراعة أشجار القرم في شواطئ الإمارات.
• رؤية الوالد المؤسس ساهمت في تدشين محميات طبيعية غنية بتنوعها البيولوجي وتكويناتها الجيولوجية المذهلة.
• تقدير عالمي لجهود الشيخ زايد وإنجازاته البيئية التاريخية التي ستترك بصمات خالدة لأجيال عديدة قادمة .
• الإمارات تلعب دوراً فاعلاً في تسجيل الصيد بالصقور "الصقارة" كتراث ثقافي في اليونيسكو.
• الشيخ زايد رسخ استدامة تراث الفروسية ببرنامج لتربية الخيول العربية الأصيلة وتشجيع أبناء الوطن على تربية واقتناء أفضل الخيول.

أبوظبي في 16 يونيو/ وام/ تشكل القيم والممارسات الخاصة باستدامة البيئة والحفاظ على الحياة الفطرية والتنوع البيولوجي، جزءاً أصيلاً من التراث الإماراتي، الذي شغل حيزاً كبيراً في فكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، حيث لخصت مقولته: "من ليس له ماضٍ.. ليس له حاضر" منهجه في الحفاظ على استدامة التراث من منطلق أنه يمثل قاعدة أساسية للانطلاق نحو مستقبل مستدام مبني على قواعد اقتصادية وثقافية واجتماعية قوية تربط بين الماضي والحاضر، وتؤسس لمستقبل متصل بالجذور.
وقدم المغفور له الشيخ زايد جهوداً كبيرةً في حفظ التنوع البيولوجي ، وتعزيز موارد البيئة عبر العمل على استدامة الكائنات الحية المرتبطة بالرياضات التراثية سواء الصقور أو الهجن أو الخيل، إذ أثمرت جهوده "طيب الله ثراه" عن برامج ومبادرات حققت الكثير من الإنجازات، التي ساهمت في زيادة الاهتمام بإكثار الصقور وحمايتها وتطوير سلالات الهجن العربية الأصيلة، ومنحها عناية خاصة للحفاظ عليها، وتدشين برنامج لتربية الخيول العربية الأصيلة، وتشجيع أبناء الوطن على تربية واقتناء أفضل الخيول.
ويبرز محور "إرث الوالد المؤسس" ضمن حملة "استدامة وطنية" التي تم إطلاقها مؤخراً ، تزامناً مع الاستعدادات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28" الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي، نهج وإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" في مجال الاستدامة.
وتهدف الحملة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالعمل المناخي، بما يحقق التأثير الإيجابي على سلوك الأفراد ومسؤولياتهم، وصولاً لمجتمع واعٍ بيئياً، وهو ما يتوافق مع رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وتشكل استضافة دولة الإمارات لـ«COP28»، فرصة عالمية يطلع فيها العالم على مبادرات الإمارات في حماية الطبيعة والبصمات الكبيرة في هذا المجال والتي عبر عنها الوالد المؤسس "طيب الله ثراه" بقوله: “نأخذ من بيئتنا قدر حاجتنا، ونترك فيها ما تجد فيه الأجيال القادمة مصدراً للخير ونبعاً للعطاء”؛ حيث اتخذت دولة الإمارات من تلك المقولة مرجعاً ومنهاجاً، وترجمتها إلى سياسات واستراتيجيات وتشريعات، تهدف إلى تحقيق التنوع البيولوجي، وتعزيز التوازن المنشود بين النمو والحفاظ على البيئة واستدامة مواردها الطبيعية.

- محور أساسي.
ويعود اهتمام المغفور له الشيخ زايد منذ مرحلة مبكرة من عمر الدولة بالتراث الإماراتي، إلى إيمانه بأنه محور أساسي من محاور عملية التنمية الشاملة والمستدامة، ومكوّن رئيسي من المكونات الحضارية للإمارات، حيث كان يرى "طيب الله ثراه" أن تقدم الأمم والشعوب لا يقاس فقط بنهضتها في المجالات الاقتصادية والبنى التحتية فقط، بل بمدى حفاظها على تاريخها وتراثها، كجزءٍ أساسي من الثروة الوطنية وأحد أهم ركائز قوتها الناعمة على الصعيد الدولي.
وانطلق المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في اهتمامه بترسيخ استدامة التراث من إيمانه بأهمية التكامل بين ركائز التنمية المستدامة الثلاث، الاقتصادية، والاجتماعية والبيئية، وكذلك في ترسيخ السلام والأمن الدوليين بوصفهما مطلبين أساسيين للتنمية المستدامة.
في عام 1966، حينما أصبح المغفور له الشيخ زايد حاكماً لإمارة أبوظبي التي بدأت نهضتها السريعة كمنتج للنفط، أنشأ هيئة للرفق بالحيوان ضمت مجموعة من المراقبين الذين تولوا حماية المناطق البرية للإشراف على تطبيق الحظر المفروض على صيد الحيوانات.
- معلم تراثي.
وقد كان لارتباط الشيخ زايد "طيب الله ثراه" بحياة البادية، الأثر البالغ في منهجه لنشر التراث، وفي هذا الإطار، اهتم الوالد المؤسس بالإبل اهتماماً كبيراً، باعتبارها جزءًا من تراث الدولة، وأضحت سباقات الهجن حدثاً تراثياً وثقافياً مهماً في دولة الإمارات، والأكثر شعبية في الدولة وقدم لمالكي ومربي الإبل، دعماً سنوياً، لتمكينهم من الاستمرار في الحفاظ عليها، الأمر الذي مكنها من احتلال مكانة متميزة بين الرياضات التراثية. وقد انعكس ذلك على مكانة الإمارات التي تبوأت في عهده "طيب الله ثراه" مرتبة متقدمة في الحفاظ على التوازن بين الأصالة والحداثة.
ويعكس اهتمام المغفور له الشيخ زايد بالإبل رؤيته في العمل على الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي ، لذلك ركزت جهوده على تطوير سلالات الهجن العربية الأصيلة، ومنحها عناية خاصة، حيث أمر "طيب الله ثراه" بإنشاء مختبر علمي متطور مزود بأحدث التقنيات والوسائل العلمية في الهندسة الوراثية في مدينة العين، بهدف القيام بهذه المهمة.

-نصير الطبيعة.
وتواصلت جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في المحافظة على الطبيعة وحماية أنواع الحياة الفطرية، حيث ساهم برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور في المحافظة على التوازن الطبيعي للصقور، وإحياء رياضة الصيد بالصقور عبر أفضل الممارسات العالمية المستدامة، بما يستهدف حماية التنوع البيولوجي، والمحافظة على الأنواع المهمة في التراث الإنساني وتخفيف تأثير المخاطر التي تواجهها.
وكان المغفور له الشيخ زايد مصدر إلهام ورعاية لمبادرات عديدة آتت أكلها وساهمت بقدر كبير من العطاء على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية. ومن أهم مبادراته في هذا المجال تنظيم المؤتمر العالمي الأول للصقارة والمحافظة على الطبيعية في مدينة أبوظبي في عام 1976.
في عام 1995 عمل المغفور له الشيخ زايد على التحول من استخدام الصقور البرية إلى الصقور المتكاثرة في الأسر، وبحلول عام 2002 أصبح الإمارات البلد العربي الأول الذي يعتمد على استخدام الصقور التي يتم إكثارها في الأسر في رياضة الصيد بالصقور.
وللوالد المؤسس جهود رائدة في عالم الصقارة، فهو الرائد الأول للصقارين وحماة البيئة في العالم، ونصير الطبيعة، فرغم أنه نشأ في بيئة يعيش أهلها على الصيد إلا أن المغفور له الشيخ زايد استشرف الحاجة إلى إحداث توازن بين الحفاظ على التراث العريق للصقارة، وبين التأكد من استدامة الصقور وطرائدها في البرية على المدى البعيد.
وتوصل برؤيته "طيب الله ثراه" المتفردة إلى ما عرفه حماة الطبيعة المعاصرون لاحقاً بمبدأ الصيد المستدام، ولعبت الدولة دوراً فاعلاً في تسجيل الصيد بالصقور "الصقارة" كتراث ثقافي في اليونيسكو، إضافة إلى تصنيفها ضمن أهم الرياضات التي تعمل على الحفاظ على البيئة.
وفي مستهل الثمانينات، أنشأ المغفور له الشيخ زايد مستشفى الصقور بالخزنة خارج مدينة أبوظبي، ثم تم فيما بعد إنشاء مستشفى أبوظبي للصقور في عام 1999، الذي يعمل تحت مظلة هيئة البيئة - أبوظبي.

ويعتبر المستشفى اليوم أكبر مستشفى لمعالجة الصقور وأكثرها تقدّماً في العالم ومركزاً رائداً لطب الصقور. وفي السنوات الأخيرة، مُنح مستشفى أبوظبي للصقور العديد من الجوائز الدولية من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية على برنامجه السياحي الفريد.
-رسالة الماضي.
وشملت اهتمامات المغفور له الشيخ زايد كافة أركان التراث لا سيما رياضة الفروسية، إذ كان يرى أنها امتداد للإرث العربي والإسلامي، وكان لحبه، طيب الله ثراه، للخيل أثر كبير على ترسيخ هذه الرياضة بين أبناء الوطن. وكان المغفور له الشيخ زايد قد أنشأ إسطبل أشعب للخيول العربية الأصيلة عام 1969، إلى جانب إسطبلات أخرى تم تجهيزها بأحدث المقاييس العالمية.
في عام 1980، دشن المغفور له برنامجاً لتربية الخيول العربية الأصيلة، ، كما شجع الوالد المؤسس أبناء الوطن على تربية واقتناء أفضل الخيول، ومتابعة السباقات والمشاركة فيها، حيث كان يرى أن الفروسية هي رسالة الماضي بما فيه من تلقائية وعراقة للحاضر والمستقبل بكل ما فيه من حداثة.

- موائل طبيعية.
أدت جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى اتساع رقعة غابات "القرم" حيث باتت تغطي اليوم مساحات شاسعة، حيث توجد بدولة الإمارات نحو60 ميلون شجرة تمتد على مساحة 183 كيلومتراً مربعاً.
في أواخر سبعينيات القرن الماضي أطلق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، برامج تشجير واسعة لزراعة أشجار القرم في شواطئ دولة الإمارات.

وقد أدت جهود زايد إلى اتساع رقعة غابات هذه الشجرة، حيث أدرك "طيب الله ثراه" وبوعي بيئي متقدم أهمية مساهمة غابات القرم في المحافظة على البيئة، فشجع زراعتها على سواحل الدولة حتى تلعب دوراً كبيراً في مكافحة الاحتباس الحراري والتلوث.
وتوفر غابات القرم في الإمارات موائل طبيعية ومصادر تغذية وتكاثر آمنة للعديد من أنواع الأسماك والكائنات البحرية، مثل ثعابين البحر والسلاحف البحرية وأنواع تجارية مهمة من الروبيان وأسماك النيسر والكوفر.

- مشروعات طموحة.
وبفضل وعي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، البيئي، سبقت دولة الإمارات الكثير من دول العالم في تنفيذ عدد من المشروعات الطموحة في إنشاء المحميات الطبيعية، وذلك قبل أن تُطرح الاستدامة والحماية البيئية كعناصر أساسية لأي برنامج تنموي على مستوى العالم.
وبفضل رؤية الوالد المؤسس تحظى دولة الإمارات بمواقع بيئية فريدة تشمل مجموعة من المحميات الطبيعية الغنية بتنوعها البيولوجي وتكويناتها الجيولوجية المذهلة، وحيواناتها ونباتاتها النادرة، إضافة إلى الشعاب المرجانية الزاخرة بالكائنات البحرية الفريدة من نوعها، ما جعلها بمثابة البوصلة التي توجه خيارات عشاق المواقع السياحية حول العالم، بما في ذلك زوارها من داخل الدولة.

وتمتد المحميات الطبيعية في الإمارات على مساحة تزيد على 15.5 في المائة من إجمالي مساحة الدولة، لتشكل أحد أهم المقاصد للملايين من الزائرين المحليين والسياح من خارج الدولة.

-تقدير عالمي.
ونالت جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" لحماية البيئة تقديراً عالمياً كبيراً، حيث منحته منظمات عالمية جوائز تقديرية منها جائزة رجل البيئة والتنمية في عام 1993، والجائزة التقديرية والميدالية الذهبية لمنظمة الزراعة والأغذية العالمية (الفاو) في عام 1995، وشهادة الباندا الذهبية من الصندوق العالمي لصون للطبيعة في عام 1997، والجائزة الفرنسية العليا لمكافحة التصحر في عام 1998، وكرسي اليونسكو العربي وغيرها من الشهادات والجوائز الأخرى. وقد نال المغفور له الشيخ زايد جميع هذه الأوسمة، تقديراً لجهوده وإنجازاته التاريخية التي ستترك بصمات خالدة لأجيال عديدة قادمة.
وفي عام 2005، اختار برنامج الأمم المتحدة للبيئة "يونيب" المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان واحداً ضمن سبع شخصيات عالمية بوصفهم أبطالاً للأرض، وذلك اعترافاً وتقديراً للجهود التي بذلها في سبيل حماية البيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي مناطق أخرى من العالم، وإسهاماته التي حظيت بالإشادة على نطاق واسع في مجالات الزراعة والتشجير والحفاظ على التنوع البيولوجي.