افتتاحيات الصحف

افتتاحيات الصحف

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 28 كانون الثاني 2023ء) سلطت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الضوء على الجهود التي تبذلها دولة الإمارات لخفض التصعيد، جراء اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم جنين الفلسطيني، إلى جانب اتجاه العالم نحو مزيد من التسلح مع تصاعد حدة الصراعات، وتزايد التنافس بين القوى الكبرى.

فتحت عنوان (تحركات دولية) .. أكدت صحيفة (الاتحاد) أن الإمارات تنخرط في تحركات دولية، ومساعٍ أممية في إطار مجلس الأمن الدولي في مسعى لخفض التصعيد، جراء اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم جنين الفلسطيني، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، كما تعمل على الحيلولة من دون تفاقم التوترات، بما يرفع من وتيرة العنف، ويؤثر على الاستقرار في المنطقة، ويهدد الجهود المبذولة لإعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة إن مجلس الأمن عقد جلسة مغلقة، بدعوة من دولة الإمارات والصين وفرنسا، لمناقشة التطورات، واتخاذ خطوات لتهدئة التوترات، وتجنب التأزيم في المنطقة، بما يؤكد سعي المجتمع الدولي لتغليب الحوار كأداة رئيسة للوصول إلى حلول سياسية تنزع فتيل الأزمات، وتخدم العملية السلمية، وتحقق الأمن والاستقرار والتنمية التي تسعى إليها شعوب المنطقة.
واختتمت (الاتحاد) افتتاحيتها بالقول إن الإمارات تدين اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين، وتدعو ضمن التزامها الدائم بدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، إلى وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد الوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتؤكد على أهمية دعم الجهود الإقليمية والدولية لدفع عملية السلام إلى الأمام، لأن الصراعات لن تؤدي إلا إلى المزيد من التعقيد في منطقة الشرق الأوسط.

من جانبها أبدت صحيفة (الخليج) قلقها من اتجاه العالم نحو مزيد من التسلح بشكل غير مألوف، مع تصاعد حدة الصراعات، وتزايد التنافس بين القوى الكبرى، على وقع الحرب الأوكرانية، ما يجعل العالم أكثر خوفاً، وأقل أمناً واستقراراً، مشيرة إلى أن مزيداً من التسلح، يعني مزيداً من الاستعداد للحرب في عالم يشهد تحولات كبرى على صعيد العلاقات الدولية، وتشكيل النظام الدولي الجديد.

وقالت الصحيفة - تحت عنوان ( العالم يتعسكر ) - خلال الأشهر الأخيرة، اتخذت دول عدة، قرارات بزيادة ميزانيات دفاعها بشكل لافت، كما تخلت دول أخرى عن مسارها السلمي المعهود، وقررت المشاركة في سباق التسلح تحت ذرائع مختلفة، ومنها البيئة الأمنية الدولية المتوترة، والمخاوف من تداعيات الحرب الأوكرانية، مع العلم أن ذلك يتم على حساب التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويشكل عبئاً على برامج التنمية البشرية، ويؤثر سلباً في النمو الاقتصادي، نظراً لكُلفته المالية الباهظة، وعبء التمويل الذي ستتحمله الأجيال الحالية واللاحقة.

وبينت أن الإنفاق العسكري العالمي وفق (معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام) عام 2021 تجاوز تريليوني دولار، وهو ما يمثل 2.4 في المئة من الناتج الاقتصادي العالمي، معربة عن اعتقادها بأن هذا الرقم ارتفع خلال العام الماضي مع اندلاع الحرب الأوكرانية في فبراير الماضي.

وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة لا تزال تتربع على عرش الإنفاق العسكري؛ إذ وافق مجلس النواب الأمريكي، مؤخراً، على مشروع قانون يمهد للوصول إلى ميزانية عسكرية فلكية، تصل إلى 858 مليار دولار، وهي الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، في حين بلغ الإنفاق العسكري الروسي 65.9 مليار دولار عام 2021، بزيادة 2.9 في المئة، وقد ارتفع هذا الرقم مع اندلاع الحرب الأوكرانية، وإدخال أسلحة جديدة إلى ميدان المعركة، أما الصين فقد خصصت ما يقدر بنحو 293 مليار دولار لجيشها، بزيادة تقدر بـ 4.7 في المئة، وفرنسا قررت زيادة تاريخية في ميزانية التسلح؛ إذ أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنها ستبلغ 400 مليار يورو عام 2024، على أن يعرض مشروع التسلح على البرلمان في مارس المقبل، كذلك قررت بريطانيا زيادة ميزانية الدفاع إلى 100 مليار جنيه إسترليني مع حلول عام 2030، في حين يبلغ الإنفاق الدفاعي البريطاني الآن 48 مليار جنيه، كما قرر حلف (الناتو) من جهته زيادة الميزانية العسكرية للحلف للعام الحالي بنحو 26 في المئة، أي 1.96 مليار يورو.

ونوهت إلى أن الخطوة الأكثر لفتاً للنظر، كانت قرار المستشار الألماني أولاف شولتس تخصيص 100 مليار يورو إضافية هذا العام، لتجهيز الجيش، ما يعني أن ألمانيا التي كانت فُرضت عليها قيود مشددة للتسلح بعد الحرب العالية الثانية، بدأت تخفف من هذه القيود، وكذلك فعلت اليابان التي تخلت عن دستورها السلمي، وقررت خوض معمعة سباق التسلح بتخصيص 114.4 تريليون ين (863 مليار دولار).

واختتمت (الخليج) افتتاحيتها بالقول : نحن في الواقع نقف أمام عالم جائع للسلاح والحرب، ويفقد شهيته للسلم.