الاتحاد الأوروبي: روسيا أمام خيارين إما الحرب والمأساة الكبيرة أو الدبلوماسية وهو ما نفضله

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 16 فبراير 2022ء) قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، اليوم الأربعاء، إن روسيا أمام خيارين، إما الحرب أو الدبلوماسية التي تفضلها أوروبا، وذلك على خلفية مزاعم واشنطن والدول الغربية حول "غزو روسي محتمل" ضد أوكرانيا.

وأوضح ميشال، خلال الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي لمناقشة العلاقة مع روسيا والوضع في أوكرانيا، "الوضع في شرق أوروبا جدي لأن روسيا زادت القوة العسكرية حول أوكرانيا رغم قولها إنها لن تستخدم القوة العسكرية ضدها"​​​.

وأضاف "لدي روسيا خيارين، إما الحرب والمأساة الكبيرة أو طريق الدبلوماسية وهي التي نفضلها"، متهما روسيا بـ "التعامل بترهيب وتخويف الدول المجاورة والذي ينعكس على أمن أوروبا".

وتابع ميشال "ندعو روسيا لاتخاذ خطوات جريئة وملموسة لخفض التصعيد"، مؤكدا أن "الاتحاد الأوروبي يجهز لعقوبات في حال قامت روسيا بأي هجوم محتمل ضد كييف".

من جهتها قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، خلال الجلسة "نواجه أكبر حشد عسكري منذ نهاية الحرب الباردة وأتمنى أن لا تتجه روسيا للعنف".

وتابعت أن "روسيا أرسلت بالأمس رسائل متضاربة، سحب بعض القوات (من حدود أوكرانيا) ودعوة مجلس الدوما (للرئيس الروسي فلاديمير بوتين) للاعتراف بالجزء الشرقي لأوكرانيا (جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك المعلنتان من جانب واحد)".

وأضافت المسؤولة الأوروبية "ليس هناك تخفيض حقيقي للتصعيد من قبل روسيا، وفي حال غزت روسيا أوكرانيا سيكون رد فعل أوروبا متوحد".

ونوهت بأن "موارد الغاز من روسيا إلى أوروبا منخفضة وهذا أضر بمصداقية روسيا كمصدر يعتمد عليه للغاز، ونحن مستمرون في التوصل مع موردين للغاز من مختلف الدول وعدم الاعتماد على مصدر واحد"، مشددة "الاتحاد الأوروبي مستعد في حال قطعت روسيا كليا أو جزئيا موارد الغاز عن أوروبا".

وفي كلمته خلال الجلسة، قال الممثل الأعلى للسياستين الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل "الاتحاد الأوروبي يقف بجانب أوكرانيا لتجنب حرب على حدوده"، مضيفا "الأزمة الأوكرانية تمثل تهديدا لأمن أوروبا".

وتابع بوريل "الاتحاد الأوروبي مستعد للحوار مع روسيا حول الأمور التي تثير مخاوفها"، منوها "الاتحاد الأوروبي سيواصل حشد جهوده الدبلوماسية للحوار ولحل أكبر أزمة تعيشها أوروبا  منذ الحرب الباردة".

وبالأمس، أعلنت وزارة الدفاع الروسية انسحاب بعض قواتها من المنطقة القريبة للحدود مع أوكرانيا وعودتها إلى نقاط تمركزها بعد إتمام مهامها التدريبية المشتركة مع القوات البيلاروسية، الأمر الذي قوبل باستحسان من عدة دول غربية باعتباره خفضاً للتوتر بالمنطقة.

وتشهد العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، بقيادة الولايات المتحدة، في الآونة الأخيرة، توتراً بسبب زيادة تواجده العسكري بالقرب من الحدود الروسية، بذريعة حماية أوكرانيا من "تهديد روسي محتمل".

وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية، روسيا بالتحضير لهجوم عسكري على أوكرانيا، مؤكدة أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت"، وهو ما نفته موسكو في مناسبات عدة؛ معتبرة أن الاتهامات ذريعة لزيادة الوجود العسكري للحلف بالقرب من حدودها.

كما حذرت الولايات المتحدة ودول غربية روسيا من أنها ستواجه عقوبات اقتصادية قاسية في حال حدوث "عدوان عسكري" ضد أوكرانيا، كما دعت واشنطن وحلفاؤها مواطنيها الموجودين في أوكرانيا إلى المغادرة على الفور.

وتطالب موسكو بضمانات حول عدم توسع حلف الناتو شرقاً نحو حدودها، وعدم إنشاء قواعد عسكرية في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.

وفي ظل هذا التوتر حول الوضع في أوكرانيا، تتواصل الجهود الدبلوماسية والمحادثات الكثيفة خلال الأيام الأخيرة سعيا لإحراز تقدم نحو حل لهذه الأزمة التي يصفها الغربيون بأنها الأخطر منذ نهاية الحرب الباردة قبل ثلاثة عقود.