الخارجية الروسية: طالبان تفتقر للكفاءة في إدارة أفغانستان وجبهة المقاومة افتراضية

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 29 ديسمبر 2021ء) أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان، مدير القسم الثاني لشؤون دول آسيا في وزارة الخارجية الروسية، زامير كابولوف، اليوم الأربعاء، أن حركة طالبان (منظمة تخضع لعقوبات أممية بسبب أنشطتها الإرهابية) تفتقر للكفاءة في إدارة شؤون افغانستان، بينما لا يمكن القول إن جبهة المقاومة الوطنية بقيادة أحمد مسعود الابن، تشكل تهديدا لطالبان، بل إنها حركة افتراضية.

وقال كابولوف لوكالة "سبوتنيك": "في الوقت الحالي، هذه حركة افتراضية (المقاومة)​​​. نحن نتفهم تماما مشاعرهم وتطلعاتهم، لكنها تحمل طابعاً افتراضيا بشكل أكبر".

وأشار إلى أن مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) هم فقط من يشكل حتى الآن تهديدا خطيرا لطالبان.

وأضاف كابولوف: "للأسف، يتزايد عددهم، لكن طالبان، مع تكبدها خسائر كبيرة، ما زالت تقمع هذه الحركة الإرهابية الدولية بشكل فعال. إنها الأخطر بالنسبة لطالبان. ولكن بما أن داعش لا تزال منظمة إرهابية غريبة ودخيلة، فهي كذلك ليس لديها قاعدة اجتماعية واسعة. قد يكون لديها موارد مالية لتجنيد الناس في صفوفها. لكنهم ليسوا بلا حدود، مع كل رغباتهم. يمكنهم فقط التدمير، وهم غير قادرين على إنشاء أي شيء".

وشدد على أنه من الضروري أن نرى كيف سيتطور الوضع في أفغانستان هذا الشتاء؛ موضحاً أنه "إذا أدى الجوع والبرد إلى تفاقم الوضع الاجتماعي الداخلي، فبالطبع ستنشأ حركات احتجاجية وما إلى ذلك. وستحتاج طالبان إلى الانخراط بجدية في حكم البلاد ومراعاة آراء مواطني هذا البلد. وهذا يمكن أن يدفعهم أيضا إلى إظهار قدر أكبر من المرونة السياسية فيما يتعلق بالشمول والشمول العرقي السياسي".

وأشار كابولوف، في الوقت نفسه، إلى أن طالبان، على الرغم من أنها تغيرت أيديولوجيا وسياسيا، لكنها تحكم البلاد " بشكل بغير كفاءة، ببساطة بشكل سيء إذا صح التعبير - ليس لديهم موظفين".

واختتم بالقول: "من وقت لآخر ...يبدأون في دعوة المتخصصين الأفغان للعودة. نحن لا نتحدث عن هؤلاء الشباب اللصوص الذين جاؤوا من الولايات المتحدة وأوروبا للسرقة مع الحكومة؛ لا، نحن نتحدث عن أفغان وطنيين عاديين ومتخصصين وشباب يريدون خدمة وطنهم. سيتعين على طالبان تهيئة ظروف مريحة لهم حتى يتمكنوا من مساعدتهم في إدارة البلاد والاقتصاد في المقام الأول. للقيام بذلك، سيتعين على طالبان خلق بيئة اجتماعية وسياسية مريحة، وها نحن نعود مرة أخرى إلى الشمولية".

وكانت حركة طالبان أعلنت في 7 أيلول/سبتمبر 2021، تشكيل حكومة مؤقتة في أفغانستان، وذلك بعد بسط سيطرتها على العاصمة الأفغانية كابول في 15 آب/أغسطس الماضي، وانتزاع السلطة من الحكومة الأفغانية السابقة برئاسة الرئيس السابق أشرف غني، الذي غادر البلاد قبل دخول مقاتلي الحركة العاصمة.

ولم تعترف حكومات العالم حتى الآن بالحكومة التي شكلتها طالبان، لإدارة شؤون أفغانستان، مشترطة للاعتراف بها أن تفي الحركة بشروط عدة، في مقدمتها ضمان الحريات واحترام حقوق المرأة، وضمان ألا تصبح الأراضي الأفغانية نقطة انطلاق للأعمال الإرهابية.

وبعد استيلاء "طالبان" على السلطة واجهت الحركة تحديات اقتصادية بعد توقف المساعدات الدولية، التي كانت تشكل نحو 75 بالمئة من ميزانية البلاد.

وتفاقمت الأزمة بعد تجميد واشنطن نحو 10 مليارات دولار من أصول المصرف المركزي الأفغاني؛ وتزايد التراجع مع وقف البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تمويل أفغانستان.

وأنهت الولايات المتحدة، في 30 آب/أغسطس الماضي، سحب قواتها من أفغانستان، بعد نحو عشرين عاما من التواجد العسكري هناك؛ وذلك من خلال عمليات إجلاء جوي للقوات الأجنبية والمواطنين الأفغان المتعاونين معها، امتدت لأكثر من أسبوعين، من مطار كابول.

ودعت دول العالم طالبان لتسهيل وصول المساعدات للأفغان واحترام حرية التعبير وحقوق المرأة، فيما تسعى الحركة للحصول على اعتراف دولي.