رؤساء الكنائس في القدس يحذرون من خطورة اعتداءات المستوطنين على الوجود المسيحي في المدينة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 22 ديسمبر 2021ء) حذر رؤساء الكنائس في القدس الشرقية من خطورة إعتداءات المستوطنين على الوجود المسيحي فيها، ونددوا بعدم قيام الشرطة الإسرائيلية بتوفير الحماية لهم وللكنائس والأديرة.

وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن "رؤساء الكنائس شرعوا بحملة واسعة النطاق لتعريف الرأي العام والتحذير مما يتعرض له الوجود المسيحي في القدس من خطر يتهدد بقاءه بسبب العنف الذي يمارسه شبان يهود ونشاط منظمات المستوطنين في أحيائهم، تحديدا في حارة النصارى في البلدة القديمة من المدينة المقدسة"​​​.

وبحسب الصحيفة فإن "الحملة الحالية، التي بدأت قبل أيام قليلة من عيد الميلاد، تنضم إلى التعاون السابق بين مختلف الطوائف المسيحية في القدس ضد السياسة الإسرائيلية في البلدة القديمة".

وقالت الصحيفة إن "وزارة الخارجية الإسرائيلية رفضت هذه المزاعم وأصدرت ردًا شديد اللهجة على بيان قادة الكنيسة".

ويرى رؤساء الطوائف المسيحية، بحسب الصحيفة، أن "هناك مشكلتين رئيسيتين، الأولى وهي اعتداءات اليهود على رجال الدين وعدم قدرة الشرطة على توفير الحماية لهم، والثانية نية حركة (عطيرت كوهانيم) المتطرفة دخول مبنيين كبيرين مملوكين للبطريركية اليونانية في الحي المسيحي".

وقال بطريرك القدس للروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، الذي بدأ الحملة "لم يكن مستقبل مجتمعاتنا المسيحية في أي وقت من الأوقات في تاريخ البشرية أكثر خطورة من هذا الوقت، حيث تعتزم الجماعات المتطرفة اقتلاعنا من منازلنا وأعمالنا وأماكن عبادتنا، وبدلاً من الانقسام، يجب أن نتحد من أجل أرض مقدسة مسالمة ومتسامحة لجميع الأديان".

وجاء في بيان مشترك وقعه جميع قادة الكنائس الرئيسية في المدينة بمن فيهم البطريرك الأرمني والقائم بأعمال البطريرك الكاثوليكي ووصي الكرسي الرسولي نيابة عن الفاتيكان ورئيس الكنيسة الأنجليكانية في المدينة أن "المسيحيين في جميع أنحاء الأرض المقدسة تم استهدافهم من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة".

وبحسب البيان، فإنه "منذ عام 2012، كانت هناك حالات لا حصر لها من الاعتداءات الجسدية واللفظية ضد رجال الدين والاعتداءات على الكنائس والأماكن المقدسة التي يتم تخريبها وتدنيسها بشكل منتظم".

ويعزو زعماء الكنيسة هذه الهجمات إلى "محاولة ممنهجة لطرد المجتمع المسيحي من القدس".

وبحسب قولهم فإن "عدد حوادث العنف ضد رجال الدين وخاصة من قبل الشباب اليهود قد ازداد في الآونة الأخيرة، ومن الكنائس الأكثر تضرراً من هذه المشكلة الكنيسة الأرمنية حيث تقع بجوار الحي اليهودي، في أيار/مايو الماضي تعرض قسيسان لهجوم من قبل أربعة شبان يهود، وقبل حوالي شهر تم توثيق شاب يهودي وهو يبصق على باب الكنيسة".

وقال مصدر في الكنيسة الأرمنية إنهم "تعرضوا في كل موكب ديني للبصق والسب"، وقال الأب كوريون سكرتير البطريركية الأرمنية، "أنا في البلاد منذ عام 1995 ولم يكن هناك مثل هذا العدد الكبير من الحالات، كل يوم عندما أغادر المنزل إلى كنيسة القيامة أو لزيارة عائلة أخشى أن يحدث شيء ما، كانت هناك دائمًا الشتائم والبصق وفي السنوات الأخيرة بدأ العنف الجسدي أيضًا".

كما يدعي قادة الكنيسة، وفقا للصحيفة الإسرائيلية، أن "قرار إغلاق الأجواء بسبب انتشار الكورونا يضر بالحجاج المسيحيين الذين يريدون القدوم إلى المدينة في عيد الميلاد، كما تعيق قيود كورونا حركة الفلسطينيين المؤمنين من الضفة الغربية إلى القدس".

كما أثار قرار وزيرة الداخلية الإسرائيلية أييليت شاكيد – الذي نُشر الأسبوع الماضي في صحيفة هآرتس – السماح لمجموعات "السياحة اليهودية بدخول إسرائيل رغم إغلاق الأجواء بسبب انتشار متحور أوميكرون (من فيروس كورونا المستجد)، غضبًا كبيرًا بين قادة الكنيسة الذين ادعوا أنه تمييز".

وقالت الصحيفة إن "هذه المحنة تتفاقم بسبب التهديد بإخلاء مبنيين كبيرين في الحي المسيحي – فندق إمبريال وفندق البتراء، في الآونة الأخيرة، وبعد معركة قانونية طويلة انتقلت الفنادق إلى أيدي المستوطنين الذين يحاولون الآن إخلاء الفلسطينيين الذين يديرونها لإسكان عائلات يهودية فيها".

ويخشى رؤساء الطوائف المسيحية من أن "تغيير ملكية الفنادق – التي تم الحصول عليها في صفقة مثيرة للجدل من قبل جمعية (عطيرت كوهانيم) من خلال شركات قبل حوالي 15 عامًا – يمكن أن يغير طابع الحي المسيحي.

وقالت الصحيفة، إن "نشر هذا الإعلان الأسبوع الماضي لفت الانتباه والردود في العديد من الصحف حول العالم  بما في ذلك صحف التلغراف، وصنداي تايمز وبريتيش تايمز، وكان عنوان المقال الذي نشره رئيس أساقفة كاتنربري جوستين وليبي رئيس الكنيسة الأنجليكانية وحسام نعوم، أسقف الكنيسة في القدس هو: (دعونا نصلي من أجل المسيحيين الذين يُطردون من الأرض المقدسة).

وفي مقال آخر نشره كوستوس فرانشيسكو باتون، وصي الأرض المقدسة نيابة عن الفاتيكان، قالت التلغراف: (في السنوات الأخيرة أصبحت حياة العديد من المسيحيين مستحيلة بسبب الجماعات اليهودية ذات الفكر المتطرف)".

وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن "هذا الإعلان ليس غريبًا بسبب محتواه فحسب بل أيضًا بسبب التعاون بين مختلف الطوائف المسيحية في القدس. لقد عرفت العلاقة بين الطوائف عبر التاريخ العداء والصراعات وبعضها عنيف، يذكرنا هذا التعاون باتحاد القيادة المسيحية في القدس عام 2018 احتجاجًا على قانون أراضي الكنيسة، وبسبب الخلاف مع بلدية القدس حول تحصيل الضرائب العقارية من المؤسسات الكنسية في خطوة احتجاجية غير عادية عندما أغلق قادة الكنيسة (كنيسة القيامة)".