خبير روسي: تحديات داخلية تمنع واشنطن من قبول مقترحات موسكو بشأن الضمانات الأمنية

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 21 ديسمبر 2021ء) رأى الأستاذ المساعد في كلية الفلسفة بجامعة موسكو الحكومية، والباحث في الشؤون الأميركية، بوريس ميجويف، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة غير قادرة بعد على قبول مقترحات روسيا بشأن الضمانات الأمنية، لكن لا تزال هناك فرصة لإبداء الرغبة في التحدث مع بعضهما البعض وسيباشر الجانب الأميركي جزئيا النظر في مسودات الوثائق.

وقال ميجويف لوكالة "سبوتنيك": "الولايات المتحدة وروسيا لم تتمكنا من التوصل إلى اتفاق بنسبة 99 بالمئة؛ والفرصة الوحيدة هي أن يبدي الطرفين رغبتهما في التحدث مع بعضها البعض: سيقول الجانب الأميركي إنه ليس من الضروري التعامل مع الوثيقة بشكل شامل، بل بشكل جزئي، بعض النقاط قابلة للدراسة، وبعضها لا، والجانب الروسي يوافق على هذا النهج​​​. هذا هو الخيار الوحيد".

وأضاف في الوقت نفسه أنه لا يوجد حتى الآن شعور بأن روسيا مستعدة لمحادثات غير ملزمة، وأن الجانب الأميركي يبدي نوع من المرونة؛ موضحاً، "بالطبع، ستبدو هذه القصة بأكملها مزعجة للغاية بالنسبة للجانب الأميركي، لكن من الصعب عليهم أيضا قبول المقترحات الروسية".

وأوضح الخبير أن الحزب الديمقراطي الأميركي منقسم، ويخضع لتحدي قوي من الجمهوريين وجزء من المؤسسة الليبرالية، واللذان يتهمان الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالضعف.

وتابع: "في ظل هذه الخلفية، سيكون من الصعب الذهاب إلى مائدة مستديرة مع روسيا لمناقشة هذا الاقتراح؛ وبعد التصريحات الأخيرة للولايات المتحدة حول هذا الموضوع، لدي شعور بأنه لن يكون هناك حوار بعد، ومع ذلك، هناك أمل. على سبيل المثال، سيكون هناك اجتماع ثالث (بين الرئيسين الأميركي والروسي)، وفي هذا الاجتماع، سيتم إعطاء تأكيدات شفهية من الولايات المتحدة بأنه سيتم النظر في المقترحات الروسية".

واختتم بالقول: "من غير المحتمل أن يتم تمرير أي اتفاقية ملزمة قانونيا من قبل الكونغرس في الوقت الحالي. حتى لو كان البيت الأبيض مستعدا لإيجاد حل وسط مع روسيا بشأن بعض القضايا؛ لن يوافق الكونغرس على أي من هذه الاتفاقيات في الوقت الحالي".

هذا وأكد مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جيك سوليفان، أمس الإثنين، خلال اتصال هاتفي مع مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية، يوري أوشاكوف، استعداد بلاده للانخراط في الدبلوماسية مع موسكو؛ مشيرا إلى أن أي حوار يجب أن يشمل المخاوف الأميركية من التصرفات الروسية.

رئيس الوفد الروسي في محادثات الأمن العسكري ومراقبة التسلح في فيينا، قسطنطين غافريلوف، أعلن اليوم الثلاثاء، أن هناك احتمال للتوصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة بشأن الضمانات الأمنية؛ مشيرا إلى بدء الاتصالات في هذا الشأن.

كما وأكد غافريلوف، أمس الإثنين، أن حلف شمال الأطلسي يدرك أن الحوار مع روسيا ضروري وإلا فإن موسكو ستضطر للرد العسكري.

وسبق لوزارة الخارجية الروسية نشر مسودة اتفاقيات، بين روسيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، بشأن الضمانات الأمنية، التي تم نقلها إلى هذين الطرفين مؤخرا.

وتشمل الوثيقة عدة محاور مهمة، من بينها تقديم حلف "الناتو" ضمانات بعدم التوسع شرقا، وعدم السماح بانضمام أوكرانيا أو دول الاتحاد السوفيتي السابق إلى الحلف العسكري الغربي.