بتقليص مصادر المخدرات.. طالبان تقضي على أوكار المدمنين في أنحاء أفغانستان

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 13 ديسمبر 2021ء) رحيم  الله خوغياني. تشهد أفغانستان منذ استحواذ حركة طالبان على الحكم، قبل نحو أربعة أشهر، حالة من السيطرة على مصادر تعاطي المخدرات وعلى المدمنين، وهو أمر فشلت فيه الحكومة السابقة من وضع هؤلاء الأشخاص على طريق التعافي وتوفير أماكن لإعادة تأهيلهم وضبط سلوكياتهم.

وأكد مصدر في وزارة الصحة الأفغانية، إن سعة المركز السريرية ارتفعت من 1000 سرير فقط في السابق إلى 3000 سرير تحت حكم طالبان.

وفي حديثه لوكالة سبوتنيك، قال المصدر عن المركز الذي كان يستخدم كمعسكر قوات أجنبية قبل أن يتحول إلى مستشفى، "اعتاد أن يكون مستشفى بسعة 1000 سرير لكن عندما وصلت حكومة طالبان إلى السلطة، زادت سعة المستشفى إلى 3000 سرير حيث يحتجز المدمنون لمدة 45 يوما، ثم يخرجون بعدها".

وتابع المصدر أنه خلال هذه الفترة، يتلقى المدمنون أيضًا تدريبًا مهنياً.

وقال زين الله، المدمن الذي أُخضع للعلاج في المركز أثناء حكم طالبان، لوكالة سبوتنيك إنه ذهب إلى المركز مرتين خلال فترة حكم الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، لكن عندما غادر المركز، بدأ في تدخين المخدرات مرة أخرى.

وأضاف زين الله: "جئت إلى هذا المركز بدافع الإكراه هذه المرة، لأن إنتاج المساحيق المخدرة بات صعباً للغاية وبسعر مرتفع، وهو أمر لا يستطيع الجميع تحمل تكاليفه".

وتحول جسر بول–إي-سوختا الواقع في كابول ومنطقة نهر كابول، اللذان كانا أوكارا للمدمنين في الماضي إلى مناطق يندر فيها رؤيتهم. 

وفي المناطق خارج كابول وقندهار وننجرهار وبلخ وهلمند ومقاطعات أخرى حيث كان يتمركز المدمنون، نقلت حكومة طالبان بعضهم إلى المراكز والبعض الآخر أٌرسل إلى السجون لإبعادهم عن تعاطي المساحيق المخدرة أو التدخين.

وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت بيانا بهذا الشأن قبل أسبوع، قالت فيه: "إلى جانب حملة مكافحة المخدرات، يجري العمل الجاد لعلاج الإدمان والوقاية منه، وتم جمع المدمنين من المدن في جميع المحافظات، ونقلهم إلى مراكز، وإيداع بعضهم في السجون. ينصب معظم تركيزنا على تجار المساحيق أو الأدوية ويجري إخضاعهم لفحص دقيق".

وكان المدمنين يشكلون مصدر قلق لعامة الناس في بعض المدن، إذ لم تكن الحكومة السابقة قادرة على علاجهم، ولا منعهم من الحصول على المخدرات.

وبحسب الحكومة السابقة، فإن حوالي 500 ألف شخص من مدمني المخدرات كانوا يجولون في الشوارع، معظمهم في ولايات كابول وهلمند وقندهار وننكرهار وبلخ.

ولا توجد، حتى الآن، لدى طالبان (منظمة تخضع لعقوبات أممية بسبب نشاطها الإرهابي)، أرقام رسمية بعدد المدمنين ولكن بالنظر إلى الوضع في كابول، يبدو أن العدد سينخفض إلى أدنى حد وعلى وشك أن تختفي ظاهرة الإدمان وتعاطي المخدرات في الأماكن العامة.

وبعد سيطرة طالبان على عاصمة أفغانستان، كابول، وبعض المحافظات الأخرى حيث تفشى الإدمان، أصبحت الآن الظاهرة شبه معدومة في مناطق بل ندرت في بعض منها.

وكانت كابول، وقندهار، وهلمند، وننجرهار، وبلخ هي الولايات التي تضم أكبر عدد من المدمنين.

وعالجت الحكومة السابقة المدمنين عدة مرات وجمعتهم من الشوارع، لكن معظم الذين عولجوا عادوا إلى تدخين مخدر الحشيش مجدداً.

وابن سينا، وهو مركز إدمان يأوي 1000 مدمن، يخضع الآن لسيطرة طالبان، وقد تم تحديث السعة السريرية لديه إلى 3000 سرير، ويوفر التدريب المهني بالإضافة إلى العلاج من المخدرات.