فرنسا.. المرشح الرئاسي اليميني المتطرف إيريك زيمور يطلق حركته السياسية ويلقي خطابه الأول

باريس، 5 كانون الأول/ديسمبر - (پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك) ​​​. أطلق المرشح اليميني المتطرف، للانتخابات الرئاسية الفرنسية، إيريك زيمور، اليوم الأحد، حركته السياسية التي سماها "استعادة البلاد"، ملقيا أول خطاب له كمرشح أمام قرابة 13000 من مؤيديه.

ونظّم اللقاء في قاعة في منطقة "فيلبانت" شمال شرق العاصمة باريس حيث حضر بحسب المنظمين قرابة 13000 مؤيد للمرشح زيمور.

وشدد زيمور - الذي أعلن ترشحه رسميا في الـ30 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي - في كلمته على ضرورة الدفاع عن فرنسا و"استعادتها" و"إنقاذها" موجها نقدا لاذعا للطبقة السياسية الحالية.

واعتبر زيمور أن "الحضارة الفرنسية" أصبحت مهددة بسبب "المهاجرين والإسلام"، منتقدا في الوقت ذاته سياسات الحكومات المتعاقبة التي "تساهلت مع المهاجرين وسمحت للإسلام باجتياح فرنسا".

وانتقد زيمور أحزاب اليسار الفرنسية كمان انتقد اليمين التقليدي أيضا، مشيرا إلى أن الرئيس الأسبق جاك شيراك، لم يطبق وعوده "لأن فرنسا أصبحت مليئة بالمهاجرين".

أما فيما يتعلق بموقفه من الرئيس إيمانويل ماكرون، قال زيمور إن ماكرون "نكرة".

وصرح قائلا :"ماكرون فرّغ البلاد من ثقافتها وإرثها. لا أحد يستطيع أن يقول لكم من هو ماكرون لأنه نكرة".

وأضاف: "عام 2017 انتخبت فرنسا العدم ووقعت فيه".

وانتقد زيمور أولئك الذين يتهمونه بالعنصرية، مذكرا بأصوله اليهودية البربرية وعائلته التي جاءت من الجزائر.

وقال زيمور إن العنصرية تعني احتقار الآخر والتقليل من شأنه، مؤكدا أنه لا يكن الضغينة لأحد، وأن همه الوحيد هو "إنقاذ فرنسا".

أما فيما يتعلق باتهامه بـ"الذكورية" بعد تصريحات قلل فيها من شأن النساء أوضح زيمور إنه بعيد كل البعد عن الذكورية قائلا: "الذكورية الحقيقية المعادية لحقوق النساء هي التي أتتنا من الحضارة الإسلامية التي قدمت من الضفة المقابلة للمتوسط".

وتساءل زيمور قائلا "لماذا لم يندمج المسلمون كما فعل من قبلهم اليهود والإسبان والبرتغاليون؟".

وأشار المرشح الرئاسي اليميني المتطرف إلى أنه في نفس الوقت يمد يده لكل المسلمين الذين يأخذون من فرنسا أماً لهم والذين يريدون الاندماج التام في للمجتمع.

وأعلن زيمور عن سلسلة قرارات وإجراءات سيتخذها فور وصوله للرئاسة لمكافحة "الاستبدال الكبير" في إشارة منه إلى ارتفاع أعداد المسلمين والمهاجرين في المجتمع الفرنسي .

وقال زيمور إنه وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه سيزيد عدد المسلمين بقرابة مليوني شخص بحلول الانتخابات الرئاسية ما بعد المقبلة.

وتابع "في الستينيات كانت نسبة الأسماء المسلمة للمواليد الجدد تمثل 1% في المجتمع الفرنسي، اليوم أصبحت تمثل 22%".

وعن القرارات التي سيتخذها زيمور فور وصوله للحكم في حال تم انتخابه قال: "فور وصولي للحكم سأتبع سياسة صفر هجرة منذ اليوم الأول.".

ومن ضمن القرارات التي أعلن عنها زيمور هي الحد من من حق اللجوء، وإلغاء حق لم الشمل، وإعادة الطلاب الأجانب إلي بلادهم بعد إكمال تعليمهم، و إلغاء المساعدات الصحية للأجانب، وتشديد شروط التجنيس، وطرد جميع الذين لا يمتلكون أوراقا ثبوتية.

بالإضافة إلى طرد جميع الأجانب الذين يرتكبون جريمة أو جنحة، واعتماد سياسة سحب الجنسية، وأخيرا طرد الأجانب العاطلين عن العمل.

ولأول مرة منذ بدء الترويج لاحتمال ترشحه لرئاسة فرنسا تطرق زيمور للمسائل الاقتصادية ولبعض المواضيع المتعلقة بالسياسة الخارجية حي ثاعتاد سابقا الكلام عن الهجرة والإسلام بشكل شبه حصري.

وعن القرارات المتعلقة بالاقتصاد التي سيتخذها في حال فوزه بالرئاسة قال زيمور :" سأرفع حد الأجور خاصة لذوي الأجور المحدودة لكي يحصلوا على 100 يورو إصافية شهريا وسألغي الضريبة على الميراث عندما يتعلق الوضع بتوريث شركة من الأهل لأبنائهم."

وأكد زيمور أنه سيقوم بتقليل الضراب المفروضة على الشركات خاصة الصغيرة منها بالإضافة لتعزيز القطاع الصناعي وإصلاحه".

أما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية قال زيمور إنه يريد "الخروج من حلف الناتو" كما انتقد الاتحاد الأوروبي وتشريعاته.

وقال زيمور إنه يجب إقامة الحوار مع جميع الدول لكنه شدد على ضرورة توخي الحذر حتى مع الحلفاء.

وأخيرا دعا زيمور أنصار حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف إلى التصويت له كما دعا أنصار حزب "الجمهوريون" اليميني إلى الانضمام لحملته، معتبرا أن اليمين في فرنسا هو الأقوى.

وتجدر الإشارة إلى أن اللقاء الذي نظمه أنصار زيمور لم يخلُ من الحوادث حيث جرت اشتباكات محدودة داخل قاعة الاجتماع بين أنصار لزيمور ومناهضين له دخلوا القاعة سرا.

وبحسب قناة "بي.إف.إم" الفرنسية، قام عدد من الناشطين المنتمين لمنظمة معنية بمكافحة العنصرية بالدخول إلى القاعة حيث اعترضهم أنصار لزيمور مما أدى إلى وقوع اشتباكات بينهم قبل أن يخرجهم الأمن.

وقبيل الاجتماع الذي نُظم شمال شرق العاصمة باريس، قامت الشرطة بتوقيف 45 شخصا ينتمون لمجموعات يسارية بعد محاولتهم الوصول إلي مقر اللقاء للاعتراض على زيمور.

من جهة ثانية نُظّمت مظاهرة مناهضة لزيمور وسط العاصمة باريس انطلقت من منطقة "باربيس" وانتهت في "لافيليت" شمال شرق باريس.

وبحسب الشرطة شارك في المظاهرة قرابة 2500 شخص.

هذا وقام عدد من أنصار إيريك زيمور بمهاجمة صحافيين تابعين لبرنامج "لو كوتيديان" المعروف بنقده اللاذع لليمين المتطرف قبل أن يقوم الأمن بتأمين حمايتهم

وحمل المتظاهرون لافتات تندد بإيريك زيمور وأفكاره "العنصرية والفاشية"، كما هتفوا قائلين: "زيمور أخرج من فرنسا" و "لا مكان للفاشية".

وكان زيمور أعلن في 30 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، في شريط مصور مع خلفية موسيقية، اعتزامه الترشح لانتخابات عام 2022 التي ستجري في نيسان/أبريل المقبل.

وقال زيمور، في كلمته التي كان يقرأها من على ورقة، إنه يريد أن يعيد إلى فرنسا "أمجادها السابقة" متغنيا بتاريخ فرنسا وثقافتها وفنها وعلمائها وفلاسفتها وكتابها.

يذكر أن زيمور (63 عاما)، سبق وأدين بـ "العنصرية"، وقضت محكمة باريس، بتغريمه مبلغ 10 آلاف يورو، على خلفية مهاجمته، خلال تجمع سياسي، المسلمين المقيمين في فرنسا، وقوله إن "النساء المحجبات والرجال هم بروباغندا لأسلمة الشارع الفرنسي".