أمام منتدى أصيلة .. زكي نسيبة : زايد أسس الإمارات وبناها على قيم التسامح وتقبل الآخر

أمام منتدى أصيلة .. زكي نسيبة : زايد أسس الإمارات وبناها على قيم التسامح وتقبل الآخر

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 20 نوفمبر 2021ء) أكد معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة أن القوة الناعمة التي تمتلكها دولة الإمارات، باتت نموذجاً عالمياً ومصدرَ إلهامٍ تسعى معظمُ الدول والمجتمعات إلى السير عليه والاقتداء به.

وقال معاليه : نفتخرُ جميعاً بأن الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" كان رمزاً للتسامح، مثالاً للإنسانية حيث تمكّنَ من تأسيسِ دولة الإمارات وبنائها على قيم التسامح وتقبّل الآخر والتعايش معه دونَ الالتفاتِ إلى الفوارق في الأعراقِ واللغاتِ والعادات والأديان.

جاء ذلك في كلمة ألقاها عبر الفيديو أمام ندوة "الشيخ زايد ..

رؤية القائد المُتبصّر" التي نظمها منتدى أصيلة بالمملكة المغربية الشقيقة مؤخراً، وشارك فيها عدد كبير من الخبراء والمسؤولين والكتاب والمثقفين من دولة الإمارات والمغرب .

وأشار معاليه إلى أن المغفور له الشيخ زايد، تفرّد عن كلّ الزعامات السياسية العالمية، وألهم الشعوب في بلده وفي الخارج من خلال رؤيته السياسية، وبوصلته الأخلاقية القوية، وتفانيه في التخفيف من مُعاناة البشرية، لتصبح دولة الإمارات اليوم واحدة من أكبر 30 اقتصاداً في العالم .

وقال : في فترة وجيزة من الزمن عبر بنا من واقع خمسينات القرن الماضي بشُحّ موارده وقساوة ظروفه حتى يومنا هذا إذ استطاعت الإمارات، وكما كان ينشد الشيخ زايد رحمه الله، أن تبني مجتمع الرفاهية والازدهار الذي يضاهي أكثر الدول الحديثة تقدّماً، وأن تتبوأ مركزاً ريادياً على الساحتين الإقليمية والعالمية، وتقوم بدور مسؤول فاعل على المسرحين العربي والدولي، وتساهم في جهود الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ولقد حقّقت ذلك الإنجاز الكبير في بيئة إقليمية أمنية مضطربة، لم تمنعها من النجاح في بناء أكثر الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية تطوراً في منطقة الشرق الأوسط.

وأكد معاليه أن أهمية الاتحاد والحاجة إلى العمل في التعاون مع الإمارات الأخرى، نمت وترعرعت في فكر الشيخ زايد منذ البداية، ورغم إدراكه التام بأنّ الاتحاد كان مجرّد مفهوم حديث في المنطقة، إلاّ أنّ اعتقاده بإمكانيّة تنفيذه على أسس الروابط المشتركة التي تربط بين مختلف الإمارات، إضافة إلى تاريخ وتراث أبنائها الذين عاشوه معاً لعدة قرون، كان ثابتاً .. واوضح أن الشيخ زايد عمل على ترجمة مبادئه وأفكاره عن الاتحاد والتعاون والمساندة المتبادلة إلى أفعال، وذلك بتخصيص جزء كبير من دخل إمارته من النفط لصندوق تطوير الإمارات المتصالحة قبل بداية دولة الإمارات العربية المتحدة كدولة اتحادية.

وقال معاليه : في 2 ديسمبر 1971م أُعلن رسمياً تأسيس دولة مستقلة ذات سيادة، تُعرف رسمياً بـ "الإمارات العربية المتحدة" .. لقد تطلّب التحوّل المنشود وإحداث تغييرات جذرية في حياة المجتمع تحوّل فيها مسار التاريخ للوصول إلى واقع جديد ومستقبل مغاير، إرادة رجل واحد من عظماء التاريخ لديه الرؤية الخارقة والمنهجية المناسبة يُجسّد آمال وطموحات وتطلعات شعبه ويحوّل أحلامه إلى حقيقة.

وأكد معالي زكي نسيبة أن المتتبع لسيرة الشيخ زايد سيجد أنه لم يكن سياسياً صرفاً كأغلب سياسيي اليوم، بل كان أصدق من ذلك وأنبل، سياسياً إنساناً وقائداً حكيماً وحاكماً عادلاً، وهو إلى جانب ذلك كله شاعر رقيق الفؤاد، ووالد كريم الشمائل، وبدوي سمح المعشر، أحب كل العالم فأحبه العالم كله.

وأوضح معاليه أن الشيخ زايد ، طيب الله ثراه، تمتّع بشخصية قيادية قلّ نظيرها، حيث أخذ على عاتقه بناء دولة حديثة ونموذجية، على مستوى المنطقة والعالم، بما تميز به من بعد نظر، ورؤية ثاقبة وملهمة، استشرفت آفاق المستقبل، ويقيناً مؤمناً بأن التعليم هو القاطرة التي ستقود المجتمع إلى مصاف الدول المتقدمة، لذا قطع على نفسه عهداً بأن يكون التعليم كالماء والهواء، فالتعليم في فكره، كان نافذة وعتبة مهمة من عتبات الثقافة والفكر، لذلك تمّ توجيه كافة السياسات إلى توفير أجواء العلم وإتاحة التعليم وبناء المدارس، ذلك أن التعليم هو الذي سيدعم إنسان الإمارات في أخذ دوره في بناء الوطن.

وقال : انه كنتيجة حتمية لهذه الرؤية الحكيمة، حقّقت الإمارات مكانة مُتميّزة، وإنجازات غير مسبوقة مكّنتها من احتلال الصدارة على مستوى الدول العربية .. وأصبحت دولة الإمارات من منظور التنمية البشرية النموذج الأمثل في المنطقة من حيث التطوّر والنمو في شتى المجالات خاصة رؤيتها المستقبلية في تنويع مصادر الدخل وتطوير القطاعات الاقتصادية غير النفطية وتوجّهها نحو بناء اقتصاد معرفي يعتمد على التكنولوجيا والعلم وذلك بالتركيز على تنمية مواردها البشرية والاهتمام في ذلك على التعليم والصحة وتعزيز الهوية الوطنية.

وأكد معاليه أن التاريخ يسجل للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه" أنه نجح في تحويل العمل الإنساني في دولة الإمارات إلى أسلوب حياة وسلوك حضاري تتناقله الأجيال، وذلك عبر مأسسة العمل الإنساني وإكسابه صفة الشمولية بحيث لا يقتصر فقط على تقديم المساعدات المادية وإنما يمتد أيضاً إلى التحرك إلى مناطق الأزمات الإنسانية والتفاعل المباشر مع مشكلاتها.

وارتقى الوالد المؤسس بقيمة وحضور العمل الخيري ليحوّله إلى أحد أهم أبعاد السياسة الخارجية للدولة التي تتوجه بالعون والمساعدة إلى كل البشر أينما وجدوا من دون النظر إلى دينهم أو عرقهم، كما أصبحت الإمارات في عهده من أهم الدول المساهمة في العمل الإنساني والإغاثي على مستوى العالم.

وأشار إلى انه وحفاظاً على إرث زايد الخير ونهجه الكريم، لا ترتبط المساعدات الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية، أو العرق، اللون، الطائفة، أو الديانة، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب، والحدّ من الفقر، والقضاء على الجوع، وبناء مشاريع تنموية لكل من يحتاج إليها، وإقامة علاقات مع الدولة المتلقية والمانحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة..وتجسد هذه السياسة الإنسانية لدولة الإمارات، تطبيقاً عملياً لثقافة التسامح والاعتدال التي تتبناها الدولة.

وقال لقد "استحوذت القضايا الإنسانية والخيرية على مكانة متقدمة في فكر واهتمام الشيخ زايد سواء كان داخل البلاد أم خارجها وقد بلغ حجم المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات بتوجيهات منه " طيب الله ثراه " في شكل منح وقروض ومعونات شملت معظم دول العالم أكثر من 98 مليار درهم حتى أواخر عام 2000.

وأكد أن القيادة الرشيدة واصلت نهج زايد الخير، فمنذ بداية أزمة فيروس كورونا المُستجد كانت مساعدات الإمارات الإنسانية بلسماً شافياً لصحة المرضى المُصابين، وجسر أملٍ للعالم بأسره للمساهمة في السيطرة على الوباء والتخفيف من آثاره في كافة المجالات، مع دعم وسدّ احتياجات الدول التي تشهد تفشي فيروس كورونا المستجد والتخفيف من معاناة شعوبها وتعزيزاً للجهود العالمية في الحدّ من انتشاره.

واختتم زكي نسيبة كلمته قائلا : تُشكّل القيم التي غرسها الوالد المؤسس، حجر الأساس والنهج الراسخ الذي تسير وفقه القيادة الرشيدة في مسيرة دولة الإمارات نحو المستقبل لا سيما في مجالات العمل الإنساني، وتعزيز قيم التسامح والأخوّة الإنسانية، وترسيخ السلم والاستقرار، والعمل الجاد لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية محلياً، ودولياً ..

وسيبقى نهج زايد الخير ركناً رئيساً في رسالة دولة الإمارات إلى العالم باعتبارها مركزَ إشعاعٍ حضاري وإنساني .. وستبقى هذه الرسالة شعاعاً متقداً تسير على نهجه دولة الإمارات الماضية قدماً لتعزيز مكانتها المتقدمة في المجالات الحضارية والإنسانية كافة.