الناخبون الجزائريون… أمام تخمة الوعود

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 18 نوفمبر 2021ء) تتواصل حملة الانتخابات المحلية المزمع عقدها بعد أسبوع في الجزائر، وسط تجاوب متفاوت من طرف المواطنين، وحذر كبير من " تخمة الوعود".

بمحاذاة تمثال الأمير عبد القادر وسط العاصمة، يتأمل رجل خمسيني أوراق مرشحين، معلقة في أماكن غير مخصصة لذلك " منذ بلوغي سن الانتخاب قررت أن لا أمنح صوتي لأي حزب أو قائمة توسخ جدران مدينتي، بملصقات خارج المكان المخصص لها" بادر الرجل بعد استفسار من وكالة سبوتنيك، عن موقفه من الانتخابات القادمة​​​.

وأضاف سعيد، الموظف الذي ينتظر التقاعد بعد سنوات قليلة " صراحة تابعت بعض المداخلات، عبر التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي، يبدو أن الناس تهتم أكثر بالمحليات، كونهم يتعاملون أكثر مع المجالس البلدية، والولائية مقارنة بالبرلمان، لكني سمعت العديد من المترشحين يقدمون وعود من صلاحيات الوزراء، أو حتى الرئيس، هناك سوء فهم حتى من بعض المترشحين لمهام المنتخب المحلي".

وحول ردود فعل المواطن، قال مدير حملة حزب جبهة القوى الاشتراكية في الجزائر الوسطى، أمقران أغيلاس، في حديث مع وكالة سبوتنيك " اهتمام المواطن بالعملية الانتخابية في تزايد، لأنه معني بشكل مباشر بالمنتخب المحلي، عكس الانتخابات التشريعية، حيث يكون النائب بعيد كل البعد عن المواطن".

وتعهد أغيلاس بمكافحة ما وصفه " بالمافيا المحلية، وأصحاب الوعود الكاذبة التي لم تر النور يوما".

غير بعيد عن تمثال الأمير، وتحديداً في ساحة الشهداء، أحد أهم ساحات العاصمة الجزائرية، ومنطلق التوجه للأحياء الشعبية القديمة والعريقة ( باب الواد-القصبة)، بدا اهتمام العاصميين أقل، يقول أحد الباعة الجوالين " لا أملك بطاقة ناخب، ليتركوا لنا طاولتنا نسترزق منها، هذا كل ما أطلبه، لأن ذاكرتي تحتفظ بكل الوعود القديمة " موقف يعارضه بائع آخر " المحليات مهمة، في حال لم يف المترشح بوعوده ،سنقرع باب مكتبه كل يوم، لا خيار له إلا الإجابة وتجسيد وعوده".

بعيدا عن العاصمة بأكثر من 100 كيلومتر، استطلعت سبوتنيك، آراء مواطني ولاية تيزي وزو، التي عرفت مقاطعة شبه كلية لثلاثة انتخابات متتالية، رئاسيات 12 ديسمبر 2019، ثم تعديل الدستور وبعدها الانتحابات التشريعية، وعلى عكس المواعيد السابقة ورغم ضعف الزخم الجماهيري حول الانتخابات ومقاطعة حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، الذي يمتلك قاعدة نضالية في الولاية، إلا أن المرشحين استطاعوا تقديم قوائم عديدة، لانتخاب رؤساء البلديات وكذا رؤساء المجالس الولائية " لا يمكن أن نبقى بدون رئيس بلدية، ونقاطع مرة أخرى بشكل كلي، مشاكلنا اليومية يجب أن تحل مهما ك

ان موقفنا من السلطة وممارساتها" يقول شاب ثلاثيني، قرر الانتخاب في الاستحقاق القادم.

وي ذات الصدد أكد سائق حافلة بين قرى المنطقة في حديث مع سبوتنيك" أن مقاطعة الانتخابات المحلية، تعني تعيين السلطة لمسير للبلدية، شخصياً أفضل شخصاً أعرفه، وانتخبته وبالتالي بإمكاني محاسبته، على شخص معين من فوق، يمكن أن يقال في أي لحظة دون أن يكون ملزماً بحصيلة أمام من انتخبه".

عكس هذا الرأي، يرى صاحب محل لبيع الهواتف النقالة " ما الذي تغير عن الانتخابات الماضية التي قاطعناها؟ لا شيء! إذن لا أجد أي مسوغ سياسي أو حتى اجتماعي ، للمشاركة في انتخابات كنت وما زلت رافضا لها".

وستشهد الجزائر يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني رابع انتخابات، منذ بداية الحراك الشعبي في فبراير/شباط 2019، وسط مقاطعة بعض الأحزاب المحسوبة على التيار الديمقراطي، فيما ستشارك أحزاب الموالاة وعلى رأسها جبهة التحرير الوطني وكذا كبرى الأحزاب الإسلامية.