دعم فوري للسودان من أطراف خليجية يمكن أن يعوض الدعم الدولي ويقوي وضع البرهان - خبير مصري

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 25 اكتوبر 2021ء) مصطفى بسيوني. اعتبر الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، هاني رسلان أن الأحداث في السودان لا زالت في حالة حركة، ويصعب توقع مسارها، خاصة وأن المواقف الإقليمية والدولية لم تتضح بعد وكذلك التوازن الداخلي، مشيرا في هذا الصدد إلى أن دعما خليجيا محتملا للسودان قد يعوض الدعم الدولي ويقوي وضع رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان​​​.

وقال رسلان، في تصريحات حصرية لوكالة سبوتنيك، إن "ما حدث وفقا لما قاله البرهان أنه سيستكمل المرحلة الانتقالية وصولا للانتخابات ولكن سيتم ذلك من خلال طرف واحد، وهو المكون العسكري، هذا وفقا لحديثه وما أعلنه، وتداعيات ذلك في الداخل السوداني وعلى المستويين الإقليمي والدولي لم تتضح بشكل كامل".

وأضاف أنه "على سبيل المثال، هناك ضائقة معيشية شديدة في العاصمة الخرطوم وباقي الولايات لأن مخزون القمح تقريبا صفر ومخزون الوقود كذلك، وبالتالي هناك حاجة لإسعاف سريع، وقد يساعد في ذلك فك المجلس الأعلى لقبائل البجا الحصار وقطع الطرق الذي قامت به من قبل، خاصة وأنهم أعلنوا تأييد مبدأي للبرهان، ولو فكوا الحصار سيعطي ذلك فرصة للبرهان ويمكنه من توجيه رسالة للسودانيين بأن الوضع المعيشي سيتحسن، وهو ما يهم قطاع واسع من السودانيين".

واعتبر رسلان أن المواقف الدولية سيكون لها تأثير في مسار الأحداث في السودان قائلا "حتى الآن هناك تعبير عن القلق لدى أطراف مختلفة دولية وإقليمية وتلويح بعدم تقديم مساعدات، لكن لم يتم ترجمة ذلك لمواقف نهائية بعد، وأعتقد أن هناك حالة انتظار على المستويين الإقليمي والدولي لتقييم الموقف، لأن الموقف متحرك ولم يظل لوضع ثابت بعد".

وألمح رسلان إلى أن بعض المواقف الإقليمية قد تكون حاسمة موضحا "لو حصل السودان على دعم فوري من أطراف مثل دول الخليج، يمكن أن يعوضه ذلك عن دعم الأميركان، لأن الأميركان أصلا يتحدثون عن وعود لم تتحقق أصلا بعد، وموقفهم لن يمثل تغير مهم على الأرض، وبالمناسبة، السعودية والإمارات بشكل عام علاقتهم مع قوى الحرية والتغيير لم تكن في أفضل  حال".

واعتبر رسلان أن الأحداث في الداخل لم تتبلور بعد وأشار إلى أنه "من المبكر الحديث عن قدرة الداخل السوداني على مقاومة قرارات البرهان، لأنه أولا هناك انقسام في المكون المدني تصل لحد الانشقاقات، هناك الحرية والتغيير 2، وهي ضد الحرية والتغيير المجلس المركزي، والمنشقون وضمنهم أكبر حركتين مسلحتين، العدل والمساواة وتحرير السودان، وأيضا عدد كبير من زعماء الإدارة الأهلية وقبائل كبرى".

وأضاف رسلان "الآن تم اتخاذ خطوات بغلق الكباري بين أم درمان والخرطوم، وتجمع المهنيين أصدر توجيه للمحتجين بالتظاهر داخل أحيائهم وعدم التوجه للقصر الجمهوري، وهذا سيجعل الاحتجاجات محصورة في أماكن محدودة وغير قادرة على خلق حالة عام قابلة للتصاعد وخلق شلل في البلاد، ولكن رغم كل ذلك من المبكر التنبؤ بحجم ردود الأفعال ومداها".

وعن الموقف المصري، أكد رسلان "بالنسبة لمصر، فبوصلتها هي استقرار السودان وتماسكه، وهو ما تجد فيه مصر المصلحة العليا والتي في حال توافرها يمكن للسودانيين اختيار ما يشاؤون".

وتوقع رسلان تأثيرا طفيفا لما يجري في السودان على ملف سد النهضة، موضحا أنه "فيما يتعلق بملف سد النهضة، فالسودان قبل ثورة ديسمبر (التي أسقطت نظام الرئيس السابق عمر البشير)، وفي مرحلتها الأولى كان متحالف مع أثيوبيا، ولم يحدث تغيير في الموقف السوداني إلا بعد الملء الأول الذي أضر بالسودان، ولكن في كل الأحوال فالسودان في الوضع الانتقالي عموما كان فاعل ضعيف في ملف سد النهضة، ولكن بالتأكيد زيادة ضعف الموقف السوداني يقوي الموقف الأثيوبي".

وفي وقت سابق من اليوم، أفادت وسائل إعلام، بتحرك عسكري في السودان، بهدف الاستيلاء على السلطة؛ وعن قيام الجيش بوضع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تحت الإقامة الجبرية بمنزله، واعتقال وزراء آخرين.

وأكد مراسل "سبوتنيك" في السودان، أن عشرات من العسكريين يغلقون الجسور والطرق الرئيسية، ويمنعون عبور المواطنين من مدينة أم درمان إلى الخرطوم بحري.

ويعيش السودان حالة من التوتر منذ الإعلان عن محاولة انقلاب فاشلة، الشهر الماضي، وبدأ على إثرها تراشق حاد بالاتهامات بين الطرفين العسكري والمدني، الذين يتقاسمان السلطة، بعد سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير، في 2019.

وتأتي هذه التطورات مع اقتراب انتهاء فترة رئاسة المكون العسكري لمجلس السيادة الانتقالي، في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل؛ حسبما نصت عليه اتفاقية الوثيقة الدستورية، الموقعة في أيلول/سبتمبر 2019.

وفاقمت الانقسامات السياسية، بين قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، من حدة الخلافات بين المكونين العسكري والمدني في مجلس السيادة الانتقالي؛ كما زادت من معاناة السودانيين، الذين يشكون من تفشي البطالة وارتفاع الأسعار.