بعد استدعائها سفيرها في باريس.. الجزائر تعلن رفضها لأي تدخل في شؤونها الداخلية

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 03 اكتوبر 2021ء) بعد استدعائها سفيرها في باريس السبت، على خلفية تصريحات نقلتها جريدة "لوموند " الفرنسية بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الفرنسي بمجموعة شباب جزائريين، للحديث عن "الجروح" التي تركها الاحتلال الفرنسي للجزائر، أعلنت الجزائر رفضها أي تدخل في شؤونها الداخلية.

وقالت رئاسة الجمهورية الجزائرية في بيان إنه "على خلفية التصريحات غير المكذبة لعديد المصادر الفرنسية والمنسوبة للرئيس الفرنسي، ترفض الجزائر رفضاً قاطعاً أي تدخل في شؤونها الداخلية.

كذلك أضافت: "أمام هذه التصريحات اللامسؤولة قرر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الاستدعاء الفوري لسفير الجزائر بفرنسا للتشاور".

وأوضحت رئاسة الجمهورية أن "التصريحات المنسوبة، لماكرون هي إساءة لا تطاق لذكرى خمسة ملايين وستمائة وثلاثين ألف شهيد ضحوا بأرواحهم خلال مقاومتهم البطولية، للاحتلال الفرنسي، وكذلك في ثورة التحرير المجيدة"، لافتة إلى ان "جرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر، لاتعد ولا تحصى وتتوافق مع أكثر التعريفات تطلبًا للإبادة الجماعية ضد الإنسانية، وهذه الجرائم التي لا تخضع للتقادم، لا يمكن أن تخضع للتلاعب بالحقائق و" التفسيرات المخففة ".

  وأضافت ان "نزعة أصحاب الحنين إلى الجزائر الفرنسية، والأوساط التي تعتر بصعوبة بالاستقلال الكامل الذي حققه الجزائريون بنضال كبير، يتم التعبير عنها من خلال محاولات، غير مجدية، لإخفاء فظائع ومجازر ومحارق وتدمير قرى بالمئات، من شاكلة واقعة "أورادور-سور-غلان" والقضاء على قبائل من المقاومين، وهي عمليات إبادة جماعية، متسلسلة، لن تنجح المناورات المفاهيمية والاختصارات السياسية في إخفائها".

  وأشار البيان إلى ان "  التقديرات السطحية والتقريبية، والمغرضة، المصرّح بها، بخصوص بناء الدولة الوطنية الجزائرية، وكذلك تأكيد الهوية الوطنية، تندرج في إطار، مفهوم هيمنة مبتذلة للعلاقات بين الدول، ولا يمكن في أي حال من الأحوال، أن تكون متوافقة مع تمسك الجزائر الراسخ، بالمساواة السيادية للدول".

  واعتبر البيان هذا التدخل المؤسف الذي يصطدم، أساسا بالمبادئ التي من شأنها أن تقود تعاونا محتملا، بين الجزائر و فرنسا، بشأن الذاكرة، قد أدى إلى الترويج لنسخة تبريرية للاستعمار على حساب النظرة التي قدمها تاريخ شرعية كفاحات التحرير الوطنية، في الوقت الذي لا يمكن لأحد أو لشيء، أن يغفر للقوات الاستعمارية، ولجرائمها، لاسيما مجازر 17 أكتوبر بباريس، و هو التاريخ الذي ستُحيي الجزائر والجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا ذكراه في كرامة.

ونشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تصريحات للرئيس ماكرون قال فيها إن نظيره الجزائري عبد المجيد تبون "عالق داخل نظام صعب للغاية".

كما أشار ماكرون في تصريحاته إلى الماضي التاريخي لفرنسا في الجزائر، لافتا إلى أنه يرغب في إعادة كتابة التاريخ الجزائري باللغتين العربية والأمازيغية: "لكشف تزييف الحقائق الذي قام به الأتراك الذين يعيدون كتابة التاريخ".

كما شكك الرئيس الفرنسي في وجود "أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي"، مشددا على ضرورة التطرق لهذه المسألة من أجل تحقيق "المصالحة بين الشعوب".