عدم التنسيق بين القوات في موزمبيق قد يقود إلى مزيد من الهجمات للمتطرفين - خبير

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 27 سبتمبر 2021ء) تابيسو ليوكو. أكد بورغيس ناميري، الباحث بمركز الدراسات الأمنية بمدينة مابوتو عاصمة موزمبيق، على أهمية التنسيق بين القوات المختلفة الموجودة في البلاد، لمواجهة التهديدات والهجمات الإرهابية التي يشنها متطرفون على مناطق شمالي موزمبيق، وذلك في أعقاب مقتل واختطاف العشرات خلال الأسابيع الأخيرة في مقاطعة كابو ديلغادو​​​.

ونفذت قوات مجموعة التنمية لجنوب أفريقيا (سادك) هجوما قبل أيام، خلف قتيلا و3 مصابين في صفوف القوات، فيما قتل 17 مسلحا من العناصر المتطرفة المنتشرة في شمالي موزمبيق، في أعقاب هجمات لتلك العناصر في منطقة كيسانغا وقرى أخرى خلال الأيام الماضية ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصا.

وقال ناميري لوكالة سبوتنيك، إنه يعتقد أن تلك الهجمات الأخيرة للمتطرفين هجومية، واستهدفت مناطق قيل إنها آمنة، ولم تشهد هجمات منذ أكثر من عام.

وتابع إن تلك الهجمات جاءت كرد فعل من المتمردين بعد طردهم من منطقة موسيمبوا دي برايا في مقاطعة كابو ديلغادو، وأضاف لسبوتنيك أن المتطرفين باتوا يتحركون نحو الجنوب وأن مدينة "بيمبا" ومناطق أخرى جنوب المقاطعة، ربما تكون مهددة

وأوضح المحلل الأمني أن القوات الرواندية الموجودة في شمالي موزمبيق "تركز على شن هجمات في منطقتين، وهنا يجب أن تفرض قوات (سادك) مناطق عازلة"، مضيفا أنه بذلك لا يتمكن المتطرفون الذين يتعرضون للهجوم شمالا من التوجه جنوبا.

وتابع "يعني ذلك أنه حينما تكون رواندا مشغولة بعمليات في الشمال، يجب إبلاغ قوات سادك بذلك"، مؤكدا على ضرورة التواصل بين الأطراف المشاركة في العمليات.

كما أشار ناميري إلى أنه لو كانت تلك القوات تعمل تحت قيادة واحدة، لم تكن لتلك الهجمات الأخيرة أن تحدث. وحذر الباحث والمحلل أيضا من أنه إذا لم يتم حل الأمر سيكون لدى المتطرفين فرصة بالهروب والانضمام وسط النازحين من الأهالي.

ودعا القوات إلى التعاون قبل تحول الهجمات إلى مقاطعة نياسا المجاورة شمال غربي موزمبيق، والتي تشهد خصائص مشابهة لكابو ديلغادو. وتابع: "هناك الكثير من الغابات، المسلمين، وهي في حالة فقر مثل كابو ديلغادو. هناك نفس الظروف".

واختتم حديثه بالتحذير من ضرورة التنسيق بين القوات المشاركة في العمليات ضد المتطرفين، وإلا قد ينظمون أنفسهم مجددا في الأسابيع أو الأشهر أو السنوات المقبلة.

وخلال الأسبوع الماضي، قتل عشرات الأشخاص، واختطف آخرون، في مقاطعة كابو ديلغادو، بهجمات شنتها جماعة معروفة محليا باسم "الشباب"، وهي جماعة منفصلة عن حركة الشباب في الصومال، وتوالي تنظيم داعش (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول).

وذكرت صحيفة "كارتا دو موزمبيق"، أنه "حتى الاثنين الماضي قتل 8 أشخاص في منطقة كيسانغا، الواقعة بمقاطعة كابو ديلغادو"، لافتة إلى أن "قرى بيليبيزا وناكوتا وتابارا، بنفس المقاطعة قتل فيها يوم الثلاثاء الماضي، 17 شخصا آخرين، في هجمات شنتها جماعة الشباب الإرهابية".

ونزح أكثر من 800 ألف شخص منذ العام الماضي. ووقع الهجوم الأخير على مدينة بالما الساحلية (شمالي البلاد) في آذار/مارس الماضي حيث نزح أكثر من ثلاثة آلاف شخص ولجأوا إلى بيمبا عاصمة مقاطعة كابو ديلغادو.

يُشار إلى أن القوات الرواندية والموزمبيقية، قبل أن تنضم إليهما قوات من جنوب أفريقيا، خاضت، مواجهات ضد العناصر المسلحة من حركة الشباب الإرهابية، منذ بداية تموز/يوليو الماضي، في مقاطعة كابو ديلغاو، لتتمكن القوات من استعادة مدينة موسيمبوا دا برايا الساحلية، بعد سيطرة الحركة عليها لأكثر من عام، واتخاذها كمعقل لهم.

وشهدت الحرب ضد الجماعات الإرهابية، تحولا كبيرا بعد إرسال رواندا دعما بألف جندي وفرد شرطة لمساندة القوات الموزمبيقية، في إطار اتفاق ثنائي بين البلدين، خاصة بعدما أرسلت مجموعة التنمية لجنوب أفريقيا (سادك)، قوة مشتركة تبقى في حالة تأهب في موزمبيق، بعد اتفاق في هذا الشأن خلال القمة الاستثنائية، التي عقدتها المجموعة بالعاصمة الموزمبيقية مابوتو، في 23 حزيران/يونيو الماضي.

وكانت الجماعات المسلحة قد أعلنت، في آذار/مارس 2020، سيطرتها على مدينة موسيمبوا دا برايا، وقرى مجاورة، بعد سلسلة هجمات إرهابية على محافظة كابو ديلغادو، بدأت في 2017، وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن عدد منها.