خبير موزمبيقي لسبوتنيك:مسلحو حركة الشباب يختبئون بالغابات ويستعدون للهجوم بعد تنظيم صفوفهم

جوهانسبرغ، 23  أغسطس - (پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك) ، تابيسو ليوكو. تخوض القوات الراوندية الموجودة مع القوات الموزمبيقية، مواجهات ضد العناصر المتمردة من حركة الشباب الإرهابية، منذ بداية تموز/يوليو الماضي، في مقاطعة كابو ديلغاو شمالي موزمبيق، لتتمكن القوات من استعادة مدينة موسيمبوا دا برايا الساحلية، بعد سيطرة الحركة عليها لأكثر من عام، واتخاذها كمعقل لهم.وشهدت الحرب ضد الجماعات الإرهابية، تحولا كبيرا بعد إرسال راوندا دعما بألف جندي وفرد شرطة لمساندة القوات الموزمبيقية، في إطار اتفاق ثنائي بين البلدين، خاصة بعدما أرسلت مجموعة التنمية لجنوب أفريقيا (سادك)، ق

وة مشتركة تبقى في حالة تأهب في موزمبيق، بعد اتفاق في هذا الشأن خلال القمة الاستثنائية، التي عقدتها المجموعة بالعاصمة الموزمبيقية مابوتو، في 23 حزيران/يونيو الماضي​​​.

كانت الجماعات المسلحة قد أعلنت، في آذار/مارس 2020، سيطرتها على مدينة موسيمبوا دا برايا، وقرى مجاورة، بعد سلسلة هجمات إرهابية على محافظة كابو ديلغادو، بدأت في 2017، وأعلن تنظيم  داعش [الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول] مسؤوليته عن عدد منها.

وفي هذا الصدد، توقع الخبير والمحاضر في سياسات الحكم، هيليو غيليش، أن متمردي حركة الشباب [المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابية المحظورة في روسيا وعدد كبير من الدول]، ما زالوا في المناطق القريبة، ويتخذون من الغابات الكثيفة مخبأ لهم، لشن هجمات واسعة النطاق بعد تنظيم صفوفهم.

وأكد غيليش، في تصريحات لوكالة سبوتنيك، أن عناصر الحركة لم تغادر مدينة موسيمبوا دا برايا الساحلية شمالي موزمبيق، قائلا "لم تخرج حركة الشباب من المدينة وإنما اختلطوا داخل المجتمعات هناك واختبئوا بالغابات".

ولفت إلى تأكده من عودتهم بهجمات قد تكون ضيقة أو واسعة النطاق، وذلك بمجرد أن تستعد الحركة تناسقها وتستعد لشن هجماتها بشكل أفضل.

وثمن الخبير الموزمبيقي، دور القوات الراوندية ضد المتمردين هناك، في نفس الوقت الذي شدد فيه على ضرورة توخي الحذر، معقبا بالقول "طريقة عمل المتمردين غامضة ولا يمكن التنبؤ بها .. إنهم يتحكمون في الغابة ويستخدمون التأثير المفاجئ في هجماتهم".

وحول سؤاله عن أماكن اختباء عناصر الحركة المتمردة، قال غيليش إنه لا يعرف تحديدا أماكن اختبائهم، مضيفا أنه "قد يكون سؤالاً يصعب الإجابة عليه.. ولكن يجب أن يكون لدى الجيش الراوندي معلومات بشأن أماكنهم"، خاصة بعدما احتلوا موكيمبوا دا برايا، واتخاذهم إياها كمعقل رئيسي.

كما أشار غيليش إلى أن جغرافية كابو ديلغادو معقدة للغاية ويصعب تحديدها، لما تتمتع به من غابات كثيفة يمكن أن تربك من يحاول دخولها.

وتابع موضحا "الدخول للغابات الكثيفة يجعل الأمر صعبًا وغير دقيق، واحتمال التعرض لكمين أكبر، لذلك يلجأ المتمردون لهناك".

واستطرد غيليش متحدثا عن الوضع الذي آلت إليه موزمبيق، قائلا "مستوى الدمار في المناطق التي يحتلها المتمردون مرتفع ودمرت كل البنية التحتية الحكومية والخاصة تقريبا"، وعدد الدمار في "أبراج الهاتف، الكهرباء، المياه، البنوك، مؤسسات الدولة".

كما تطرق في حديثه إلى أن هناك أكثر من 800 ألف نازح في المخيمات التي تستخدم المكتظة باللاجئين، والتي تمثل حالة من البؤس، خاصة مع نقص في الموارد مثل الماء والغذاء والضروريات الأساسية.

وأشاد غيليش بدور المنظمات الإنسانية العاملة هناك. وقال "تقوم المنظمات بعملها لكن الطلب هائل، والوضع مأساوي وإنساني".

وتابع "الأمل ابتلعه صوت الرصاص.. والنساء والفتيات وكبار السن موجودون في ملاجئ بعيدة عن عائلاتهم".

وبشأن العلاقات بين القوات الراوندية - الفرنسية، أكد غيليش أن الشيء الوحيد المؤكد، هو استفادة كلا من راوندا وفرنسا من العمل في موزمبيق، مؤكدا أن "علينا نحن كدولة أن نفكر في حاضرنا ونفكر في كيفية مواجهة المستقبل".

وحول ما يعتقده هو بشأن المصالح الاقتصادية الفرنسية والراوندية في موزمبيق، قال غيليش "ليس هناك الكثير من الوضوح بشأن ما قد يظهر غدًا.. كل ما أعرفه هو أن هناك مصالح اقتصادية عالية على المحك".

وتابع متحدثا عن توقعات كبيرة حول المكاسب من استغلال الغاز الطبيعي المسال، بأنه "على الرغم من عدم الإعلان عن نفقات وتكلفة هذه التدخلات العسكرية.. إلا أننا نعلم أنه لا يوجد شيء مجاني وسيدفع الموزمبيقيون الفاتورة عن طريق الغاز والموارد الأخرى قيد الاستغلال".

واختتم حديثه قائلا "هذه هي تكلفة السلام وهي أيضًا تكلفة عدم تحضير أنفسنا"، مؤكدا على ضرورة استخلاص الدروس والاستعداد بشكل أكبر حتى لا تعاني البلاد في المستقبل من أشياء مماثلة.