أثيوبيا.. أحداث متسارعة وتطورات سياسية وعسكرية وتساؤلات تحيط بمصير مقر الاتحاد الأفريقي

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 23 يوليو 2021ء) لا تكاد تخلوا وسيلة إعلام محلية أو دولية من تناول الأحداث المتسارعة في أثيوبيا، بدءا من تداعيات الملء الثاني لسد النهضة ومرورا بالأحداث العسكرية في جبهة إقليم "التيغراي" الأثيوبي، واستعادة الجيش السوداني لأراضيه التي كانت تحتلها أثيوبيا منذ ما يقرب من 3 عقود، ثم تدخل القوى الكبرى ممثلة في أميركا و وروسيا والصين أيضا على الخط في محاولات للاستقطاب.

وفي هذا الإطار، برزت تساؤلات عما إذا كانت أثيوبيا في ظل هذه التطورات لا زالت مؤهلة لتكون مقرا للاتحاد الأفريقي، وهي المثقلة بالقنابل الموقوتة الممثلة في الصراع في اقليم تيغراي، واحتلال الأراضي السودانية وعدم التعاون للتوصل لاتفاق قانوني أو على الأقل تبادل المعلومات مع دول المصب فيما يتعلق بالملء الثاني لسد النهضة والذي بدأ بالفعل.

وفي هذا الموضوع، استطلعت وكالة "سبوتنيك"، أراء بعض المختصين في هذا الصدد، فقد ذكر خبير العلاقات الخارجية، محمد حسن حرقة، أن " الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية الراهنة في أثيوبيا غير مستقرة خاصة ما يجري في اقليم التيغراي المتاخم للحدود السودانية، والكل يعلم أن هذا الإقليم شأنه شأن كل الأقاليم له جيشه الخاص على حسب النظام الفيدرالي، وهذا بدون شك سيقود إلى حرب أهلية شاملة حيث أن كل إقليم سيسعى لأن تكون عرقيته هي الحاكمة".

ويمضي حرقة، ليقول إن" كل المؤشرات توضح عدم الاستقرار البتة ومن ثم فان نقل مقر الاتحاد الأفريقي من أديس أبابا وارد".

أما الإعلامي المهتم بالشأن الأثيوبي، محمد حامد جمعة نوار، فقد كتب في حسابه بالفيسبوك، قائلا" تبدو تطورات المسرح العسكري في أثيوبيا غريبة ومحيرة؛ ففي الوقت الذي رجح فيه ان تكون المعركة الأساسية علي جبهة "امهرا" و" تغراي" شمال الأولى وجنوب الثانية، انفتح القتال في إقليم" عفر" في الشرق".

وأضاف " ولا اعتقد أن الأمر يستهدف قطع الإمداد القادم من دولة جيبوتي لأثيوبيا، فذاك بعيد بالكلية عن جغرافية نقاط الاشتباك، ولو أن القصد كان خط السكة الحديد فمن باب أولي ان تكون العملية توغل في الإقليم العفري، ثم الانعطاف للأسفل نحو أديس أبابا عبر ذات الطريق نزولا عبر منطقة "بيشفتو" مثلا وهو عمل يتطلب إمكانيات اشك أنها تتوفر لجبهة تغراي! هذا مع حقيقة أخرى أن إقليم عفر نفسه من ناحية التضاريس المكشوفة يسهل من أفضلية القوات الحكومية باستخدام سلاح الطيران".

ويستطرد نوار، قائلا: " لا افهم ما يجري، ويبدو أن الأمور هناك تسير على نهج المباغتة على كل الاحتمالات".

وأوضح أنه يبدو جليا أن الأوضاع في أثيوبيا مرشحة للتصعيد العسكري ربما يتطور لحرب أهلية شاملة مما قد يخلق فوضي تطال أثيوبيا ودول جوارها، وربما يقود ذلك إلى نقل مقر الاتحاد الأفريقي من العاصمة الأثيوبية.

أما الخبير الأمني السوداني، العميد دكتور، شمس العلا إبراهيم إدريس، فيؤكد انه" مهما تصاعدت الأحداث وتطورت المواجهات السياسية والاقتصادية والعسكرية، فان لا مجال لنقل مقر الاتحاد الأفريقي من أديس أبابا، لأن اختيار أثيوبيا دولة لمقر الاتحاد الأفريقي تم وفقا لاتفاقات إقليمية ودولية لا تؤثر فيها الأحداث في تلك الدولة" .

من جانبه المحلل السياسي، معوض مصطفي راشد، فيستدعي مقارنا " ما حدث لجامعة الدول العربية والتي تم نقل مقرها من القاهرة عندما وقعت حكومة السادات اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل وهو ما كانت تعارضه الدول العربية، وكرد فعل قامت بنقل مقر رئاسة جامعة الدول العربية إلى تونس، إلا انه بعد سنوات من توقيع الاتفاقية قامت العديد من الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل الأمر الذي انتفي بموجبه سبب نقل مقر الجامعة من القاهرة الي تونس، وكان قرار إعادة مقر الجامعة إلى القاهرة".

إلا انه استبعد " حدوث سيناريو مماثل في حالة مقر الاتحاد الأفريقي لصعوبات كثيرة منها الكلفة العالية لنقل المقر إلى دولة أخرى خاصة وان المقر الحالي مصمم تصميما يضم كل المنظمات والهيئات التي كونها الاتحاد الأفريقي وما يتبعها من مكاتب وسكرتاريات متخصصة".

وجرى مواجهات عسكرية بين قوات الحكومة الفدرالية الأثيوبية مع قوات إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا منذ أواخر العام 2020 بسبب خلافات سياسية مما تسبب في لجوء حوالي 80 ألف إثيوبي لداخل حدود السودان الشرقية، وفي ذات الأثناء نشر الجيش السوداني قواته الحكومية تجاه حدوده الشرقية التي كانت يستغلها مزارعون أثيوبيون من دون موافقة الخرطوم.

وفيما كشفت صحيفة "السوداني" السودانية، عن أن قوات تابعة لجبهة تحرير اروميا الاثيوبية، تستعد لمحاصرة أديس أبابا وهي تبتعد عنها بحوالي 40 كلم فقط ، حسب مصادر لصحيفة السوداني.