جولة جديدة من محادثات السلام الأفغانية.. طالبان تؤكد على بناء الثقة والحكومة تأمل في مرونة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 17 يوليو 2021ء) انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم السبت، جولة جديدة من محادثات السلام الأفغانية بين وفدي الحكومة برئاسة رئيس مجلس المصالحة الوطنية، عبد الله عبد الله، وحركة "طالبان" المتشددة برئاسة الملا عبد الغني برادار، في وقت تتجه أنظار العالم إلى أفغانستان التي تواصل الحركة السيطرة على مناطق واسعة منها بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وقال الناطق باسم المكتب السياسي لطالبان، محمد نعيم وردك، عبر تويتر، "بدأ الاجتماع الافتتاحي للمحادثات الأفغانية في الساعة 10:00 صباحا بتوقيت قطر بين وفد الإمارة الإسلامية برئاسة الملا عبد الغني برادار ووفد كابول بتلاوة القرآن الكريم".

وقال رئيس وفد حركة "طالبان" في محادثات السلام الأفغانية في الدوحة الملا عبد الغني برادار إن المفاوضات مع الحكومة مستمرة منذ نحو 10 أشهر، معتبرا أنها لم تُفض إلى تقدم ملموس كمان كان متوقعا.

وأكد برادار، في كلمته التي نشرها وردك عبر تويتر، خلال انطلاق جولة جديدة من محادثات السلام في الدوحة اليوم السبت، "المحادثات بين الأطراف الأفغانية مستمرة هنا منذ ما يقرب من عشرة أشهر حتى الآن، ولسوء الحظ، هناك بعض المشاكل ولا يوجد تقدم كما هو متوقع".

وأضاف "لقد بذلت إمارة أفغانستان الإسلامية قصارى جهدها، الأمر الذي أدى إلى نتيجة إيجابية للمفاوضات".

وتابع "يجب أن ننهي انعدام الثقة ونعمل من أجل وحدة الشعب وتضامنه والوقوف بحزم ضد كل المحاولات التي تهدد سلامتنا الإقليمية ووحدتنا الوطنية".

وأضاف ممثل طالبان "إذا كانت أمتنا تعيش في سلام فمن الضروري، وجود نظام إسلامي قوي ومركزي ومستقل"، مؤكدا أن "إمارة أفغانستان الإسلامية لن تسمح بأي محاولة للنيل من وحدة أراضي بلادنا ووحدتها الوطنية".

بالمقابل، أكد عبد الله عبد الله رئيس لجنة المصالحة الأفغانية رئيس الوفد الحكومي في محادثات السلام في الدوحة أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الأفغانية وأنه يجب على كافة الأطراف بذل الجهود للتوصل إلى حل سياسي.

ونقلت قناة "طلوع" عن عبد الله قوله في كلمته خلال انطلاق جولة جديدة من محادثات السلام في الدوحة اليوم السبت إن "الأفغان يمرون بأوقات عصيبة واشتباكات عنيفة جارية والضحايا هم الشعب".

وأضاف عبد الله "اجتماعات شاملة عقدت بين ساسة وقادة من الحكومة الأفغانية قبل رحلة الدوحة وكانت جميعها تحمل رسالة واحدة أن مشكلة أفغانستان ليس لها حل عسكري"، مشيرا إلى أنه "كل الجهود يجب أن تتركز على إنهاء الحرب وتحقيق تسوية سياسية والتخطيط لمستقبل مشترك للأفغان".

وتابع أنه "لتحقيق السلام، هناك حاجة إلى المرونة من الجانبين"، لافتا إلى أن "الأفغان يريدون استمرار دعم العالم لعملية السلام .. ما زالت أفغانستان بحاجة إلى إعادة الإعمار وتحتاج إلى علاقات بناءة مع المنطقة والعالم".

وتأتي هذه الجولة من المحاثات الأفغانية في وقت حرج تتجه فيه الأنظار الدولية إلى أفغانستان في ظل سيطرة "طالبان" على مناطق كثيرة من البلاد وتصاعد وتيرة العنف والمواجهات الدامية، بين القوات الحكومية ومسلحي حركة "طالبان" الأفغانية [المتشددة المحظورة في روسيا]، إذ تعثرت المفاوضات بينهما للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وبحث المستقبل السياسي للبلاد.

كما يأتي هذا التصعيد متزامنا مع انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) من أفغانستان؛ فيما أعلنت طالبان مؤخرا سيطرتها على أكثر من 150 منطقة في عموم البلاد، بالإضافة إلى المعابر الحدودية مع طاجيكستان ونقاط التفتيش على الحدود مع إيران وتركمانستان.