الحكومة الإسرائيلية الجديدة لن تصمد طويلا ولكن نتنياهو لن يعود للحكم مجددا - خبير مصري

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 15 يونيو 2021ء) مصطفى بسيوني. توقع أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حسن نافعة، ألا تستمر الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة نفتالي بينيت طويلا بسبب "تناقضاتها الداخلية"، ولكنه استبعد عودة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة مرة أخرى، بسبب التغيرات الإقليمية والدولية، مشيرا إلى تغيرات محتملة في السياسة الإسرائيلية تجاه عدد من الملفات​​​.

وقال نافعة في تصريحات حصرية لسبوتنيك "خروج نتنياهو لم يكن لأسباب داخلية إسرائيلية فقط، ولكن كان أيضا لأسباب إقليمية ودولية.. ورغم أن الحكومة الحالية حكومة هشة وقد لا تصمد طويلا، لأنها تضم عناصر من أقصى اليمين وأقصى اليسار، وبالتالي سيسهل تصيد أخطائها وقد تواجه تحديات تجعلها سريعة الانهيار والكسر، إلا أنني لا أعتقد أن نتنياهو يمكنه العودة للحكم مرة أخرى، فالمجتمع الإسرائيلي منقسم على نفسه بشدة، وهناك حركة معادية لنتنياهو شخصيا داخل إسرائيل من أقصى اليمين لأقصى اليسار يواجه اتهامات بالفساد وقد ينتهي الأمر به للسجن".

وأوضح نافعة أن "نتنياهو أراد إنهاء القضية الفلسطينية بالكامل، وتصور أن [الرئيس الأميركي السابق دونالد] ترامب سيمكنه من هذا عبر صفقة القرن ونقل السفارة الأميركية للقدس، ولكن صفقة القرن انتهت مع ترامب، وترامب نفسه انتهى، وجاء بايدن بسياسة مختلفة كثيرا عن سياسة ترامب".

وتابع نافعة أن "هذه التغيرات الدولية والإقليمية وعلى رأسها صمود غزة هذا الصمود الأسطوري، وسقوط الصواريخ بكميات كبيرة على أماكن متفرقة داخل إسرائيل، كل هذه عوامل ساعدت على الإطاحة بنتنياهو ولذلك لن يستطيع العودة للحكم في إسرائيل مرة أخرى".

وأضاف نافعة "ولكن أزمة إسرائيل ستستمر ولفترة طويلة ولن تحلها انتخابات جديدة، فاليسار الإسرائيلي ضعيف ومنقسم على نفسه، واليمين قوي ولكن ليس موحد وبه صراعات كثيرة بين اليمين الديني المتطرف واليمين العلماني إلى آخره، ولذلك أعتقد أن التشكيل الجديد للحكومة تعبير عن مأزق إسرائيلي حقيقي وسيستمر لفترة طويلة، إلا إذا حدثت إفاقة داخل المجتمع الإسرائيلي وقبل أن يوجد حلا حقيقيا وصحيحا للمشكلة الفلسطينية، وأن تتقلص إسرائيل لحجمها الطبيعي وليس إسرائيل الدولة الإقليمية الكبرى في المنطقة، إسرائيل لا تستطيع ولا تملك مقومات الدولة الكبرى في المنطقة ب

أي شكل من الأشكال".

وأكد نافعة أن "الأزمة التي صاحبت تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل تعبير عن أزمة المجتمع الإسرائيلي نفسه، مجتمع لم يعد يعرف إلى أين يتجه ووضع لنفسه أهداف أكبر بكثير مما يستطيع ابتلاعه".

وأشار نافعة إلى "التغيرات المحتملة في السياسة الإسرائيلية في ظل الحكومة الجديدة"، موضحا "تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة سيعني تغير أشياء كثيرة"

وأضاف نافعة "إذ قرأنا خطاب بينيت في الكنيست قبل التصويت سنجده يؤكد على أن التحدي الأكبر الذي تواجهه إسرائيل في المرحلة القادمة هو الملف النووي الإيراني، لكنه لن يستطيع ممارسة نفس السياسة التي مارسها نتنياهو، لن يستطيع أن يتحدى الإدارة الأميركية بنفس الطريقة، وبالتالي سيعتبر عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي مضر بمصالح إسرائيل لكنه لن يستطيع مناكفة السياسة الأميركية ولكنه سيسعى للمواءمة والتأقلم مع السياسة الأميركية الجديدة".

وأضاف نافعة "بالنسبة للقضية الفلسطينية، نعرف أن بينيت كان رئيس لمجلس المستوطنات في إسرائيل وبالتالي هو رجل شديد التطرف في قضية الاستيطان، ورافض للدولة الفلسطينية، ولكن يجب أن ندرك أن له شركاء في الحكومة من الوسط واليسار، وبالتالي سيؤدي هذا لكبح جماحه نسبيا".

وأشار نافعة "ربما يحاول بينيت التركيز على إنجاز أشياء في ملفات أخرى، مثل ملف الأسرى الإسرائيلين في قبضة حماس، وأعتقد أن المهمة الأساسية ستكن تثبيت وقف إطلاق النار ثم البحث عن أفق جديد، ولكن هل ستذهب إسرائيل مثلا لحد الموافقة على عقد مؤتمر دولي لقضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، هذا أمر سابق لأوانه".

وأكد نافعة "في الأغلب إسرائيل ستكون مشغولة بملفاتها الداخلية أساس وليس بالقضية الفلسطينية، هناك قضايا داخل المجتمع الإسرائيلي تمزقه وأعتقد أنه سيحاول التركيز عليه بدلا من تركيزه على الملف النووي الإيراني والملف الفلسطيني، وإذا نجح في ذلك سيحصل على هدنة تساعه بعض الوقت، ولكن كل الخبراء بالشأن الإسرائيلي يؤكدون أن هذه الحكومة قصيرة العمر وقد يقتر عمرها على ستة أشهر أو سنة على الأكثر".

وحصلت، أمس الأحد، حكومة نفتالي بينيت على ثقة الكنيست بأغلبية ضئيلة، ليترك نتنياهو منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية بعد 12 عاما، وتشكلت حكومة نفتالي من إئتلاف ضم اليمين المتطرف، والذي يمثله بينيت نفسه، بالإضافة إلى أحزاب من اليمين والوسط واليسار، ما دفع المراقبون لاعتبارها حكومة هشة لن تتمكن من الصمود طويلا.