في ثاني مناظرة بينهم.. مرشحو الرئاسة الإيرانية يتطرقون إلى السياسية الداخلية والخارجية

طهران، 8 يونيو – (پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك) ، محمد اسماعيل​​​. وجه المرشحون للانتخابات الرئاسية في إيران، المزمع عقدها في 18 الشهر الجاري، الانتقادات الحادة لبعضهم البعض في المناظرة الثانية، اليوم الثلاثاء، وأوضح كل منهم برنامجه الانتخابي وتطرق بعضهم للسياسة الخارجية الإيرانية والتي تعتبر واحدة من أهم ركائز دعم فوز المرشح في الانتخابات القادمة.

هذا وانطلقت اليوم الثلاثاء، عند الساعة الخامسة بتوقيت طهران، 3:30 بتوقيت مدينة القدس المحتلة، ثاني المناظرات التلفزيونية بين المرشَّحين الـ7 للانتخابات الرئاسية الإيرانية، وهم: إبراهيم رئيسي، ومحسن رضائي وعبد الناصر همتي ومحسن مهر علي زاده و علي رضا زاكاني و سعيد جليلي و قاضي زاده هاشمي.

وركزت المناظرة الثانية على القضايا الثقافية والاجتماعية والسياسة الداخلية وجزء من السياسية الخارجية، وسبل دعم وتطوير عجلة التنمية في البلاد، وكذلك العقوبات الأميركية التي تعصف باقتصاد إيران ومفاوضات فيينا المطروحة على الطاولة لرفع هذه العقوبات.

اللافت في مناظرة اليوم أنها شهدت انخفاضا في وتيرة هجوم المرشحين على بعضهم البعض مقارنة بالمناظرة السابقة، وركز جميع المرشحين على طرح برامجهم، حيث بدأ المرشح الإصلاحي محسن مهر علي زاده، الحديث عن السياسة الخارجية وعن العقوبات تحديدا، قائلا: "يجب أن نشارك في مفاوضات الاتفاق النووي بقوة وأن نحيي الاتفاق النووي، ويجب أن نعيد للشعب الإيراني حقوقه".

وأضاف: "على كل سلطات البلاد وكل أصحاب القرار في جميع السلطات والمؤسسات الإيرانية أن تتعاون من أجل أن يحقق الاتفاق النووي نتائجه المطلوبة".

وتلا المرشح في الحديث عن العقوبات والاتفاق النووي، المرشح سعيد جليلي، إذ أعتبر أن مشاكل البلاد هي بسبب تركيز الحكومة الحالية على عدة دول فقط، قائلا: "يمكننا أن نقوم بأشياء عظيمة وان نجعل العدو يندم على استغلاله الوسائل الاقتصادية ضدنا".

أما المرشح المتشدد والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني، محسن رضائي، فقد أبتعد في هذه المناظرة عن مهاجمة خصومه من التيار الأخر، إذ ركز على طرح برنامجه الاقتصادي، معتبرا أن الشعب الإيراني يعيش اليوم بسبب الأوضاع الاقتصادية أصعب فترة ما بعد الثورة الإسلامية في البلاد.

وقال: " في زمن الحرب مع العراق لم تكن هذه المشاكل موجودة ورغم أننا كنا في الحرب.. الشعب الإيراني يعيش اليوم بسبب الأوضاع الاقتصادية أصعب فترة ما بعد الثورة الإسلامية".

كذلك، وجه الإصلاحي ورئيس البنك المركزي السابق، عبد الناصر همتي، نقدا لاذعا لخصومه من المرشحين الأخيرين، معتبرا هناك جهات مستفيدة من العقوبات المفروضة على إيران في داخل إيران نفسها، قائلأ: "هناك جهات متنفذة تنتفع من العقوبات على البلاد ويجب فضح هذه المجاميع".

كما ركز همتي، المرشح البارز من التيار الإصلاحي على دور المرأة وفرص العمل للنساء، وأوضح أنه" سأمنح 5 مناصب للنساء في حكومتي.. أمثل اليوم الفئة المحرومة والأكثر حرمانا بالشعب الإيراني وسأمنح فرص العمل لهم".

بدوره، توجه المرشح للرئاسة علي رضا زاكاني، المحسوب على المحافظين، إلى توجيه الانتقادات اللاذعة للحكومة السابقة، محملا إياها مسؤولية الأوضاع الاقتصادية الحالية.

وقال: "من أطلق الوعود في السابق لم يف بها.. حكومة الرئيس روحاني لم تجعل فرصة للشعب ليفكر في الرياضة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة في البلاد"، مضيفا: " كيف يمكن لمن هو مسؤول عن الوضع الراهن للبلاد بأن يعتبر نفسه مظلوما ويلقي باللوم على الآخرين.. ستعمل حكومتي المحتملة على توزيع الثروة الوطنية بشكل عادل ومحاربة الفساد".

وخلال المناظرة، ركز المرشح المحافظ أمير حسين قاضي زاده هاشمي، على ملف كورونا وانتشاره في البلاد.

وأوضح أن بلاده تشهد معدل وفيات مرتفع إثر فيروس كورونا، قائلا: " للأسف لدينا معدل وفيات مرتفع إثر فيروس كورونا، تغطي الإذاعة والتلفزيون الإيراني حالات الوفيات في الدول التي تعيش حالة من الفوضى بسبب كورونا أكثر من إيران".

كذلك، ركز على النظام التعليمي في البلاد، موضحا: "النظام التعليمي في إيران بحاجة إلى تغيير جذري ليقوم على تعليم المهارات للتلاميذ".

هذا وتقام الانتخابات في 18 يونيو/حزيران الجاري، لاختيار خلف للرئيس الإصلاحي حسن روحاني، الذي وقع الاتفاق النووي مع الغرب وواجهت بلاده الكثير من الضغوط الاقتصادية والعسكرية على مدى الثماني سنوات من توليه هذا المنصب.

وتأتي المناظرة الثانية بعد مناظرة أولى كان محورها "الاقتصاد"، وعرض خلالها المرشحون برامجهم الانتخابية، كما تبادلوا فيها الانتقادات الحادة، واتهم كل منهم الآخر بالافتقار إلى الكفاءة العلمية اللازمة لإدارة اقتصاد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وبدأت الحملات الدعائية من 28 مايو الماضي وتستمر لغاية 16 يونيو الجاري، وفي 17 يونيو ستدخل البلاد فترة الصمت الانتخابي، وستقام الانتخابات في 18 حزيران\يونيو المقبل.