غوتيريش يدعو لوقف العنف بين إسرائيل والفلسطينيين وموسكو وواشنطن وبكين يعرضون تسهيل مفاوضات

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 17 مايو 2021ء) دعت الأمم المتحدة، اليوم الأحد، الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة للمفاوضات ووقف العنف الدائر بين الجانبين منذ شهر رمضان على خلفية الوضع في القدس والمسجد الأقصى، فيما أكدت روسيا والولايات المتحدة والصين استعدادهم لتسهيل محادثات بين الجانبين.

وقال أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية وقطاع غزة، إن"، "الغارات والصواريخ من الجانبين يجب أن تتوقف"، مشيرا إلى "تسبب ذلك في وفيات كثيرة بينهم نساء وأطفال"، ومنددا كذلك بـ القتلى من الجانب الإسرائيلي أيضا بسبب صواريخ غزة"​​​.

ودعا غوتيريش إلى "خفض التصعيد والعودة للمفاوضات من أجل الوصول لحل الدولتين، والقدس فيها عاصمة للدولتين"، مشيرا إلى أن "الحل السياسي هو ما سينهي العنف ويقود إلى مستقبل جيد".

من جانبه قال المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، في كلمته إن "حماس وغيرها من المجموعات قامت بإطلاق صواريخ  والقصف المدفعي بطريقة عشوائية من مناطق مدنية مأهولة، مستهدفة مناطق مأهولة في إسرائيل".

كما دعا السلطات الإسرائيلية إلى أن "تمتثل للقانون الدولي"، مؤكدا على ضرورة "تجنب استهداف الأطفال في العمليات العسكرية".

فيما قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إن إصلاح الوضع الحالي بين الفلسطينيين والإسرائيليين يبدأ من القدس، متهما إسرائيل بانتهاك المنازل الفلسطينية في وقت تستمر فيه المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في غزة والضفة الغربية منذ شهر رمضان.

وقال المالكي في كلمته إن "إسرائيل لص مسلح، اخترق بيوتنا، وقتل أسرنا، ودمر منازلنا"، مضيفا أن "إسرائيل ليست قوة احتلال وحسب، بل وقوة نووية وتملك قبة حديدية ومآوي وملاجئ، فيما شعبنا في غزة محاصر  وليست لديه ملاذات آمنة".

وعن الوضع في القدس، علق المالكي "أقول للإسرائيليين إن القدس ليست للبيع، والحرب والسلام يبدآن منها".

واتهم المندوب الإسرائيلي لدى مجلس الأمن الدولي، غلعاد أران، حركة حماس الفلسطينية باستخدام المواطنين في قطاع غزة كدروع بشرية، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا إثر الغارات الإسرائيلية على القطاع خلال الأيام الماضية.

وقال خلال الاجتماع إن حماس "تستخدم المدنيين كدروع بشرية في قطاع غزة وتسعى لتدمير إسرائيل"، مضيفا أن الحركة استخدمت المساعدات الدولية لإساءة معاملة سكان قطاع غزة.

وتابع "إسرائيل تنظر لسقوط الضحايا المدنيين كمأساة بينما حماس ترى سقوط الإسرائيليين المدنيين انتصارا"، مضيفا أن تطورات الأوضاع لم تكن شرارتها ما حدث في الشيخ جراح بالقدس، بل كان سيناريو من حركة حماس لإشعال الأمور بالمنطقة، وفق وصفه.

وأوضح أن إسرائيل ملتزمة بالوضع القائم في القدس وبتوفير حرية العبادة للجميع.

فيما دعت الصين الفلسطينيين والإسرائيليين لإجراء محادثات مباشرة على أراضيها بغية وقف العنف الدائر.

وقال وزير الخارجية وانغ يي خلال الجلسة، "ستكثف الصين جهودها لتعزيز محادثات السلام وستؤدي بجدية واجبها كرئيس للمجلس".

وتابع الوزير "نجدد دعوتنا لفلسطين وإسرائيل لمواصلة ذلك الحوار في الصين، ونرحب بممثلي الجانبين للحضور إلى الصين لإجراء مفاوضات مباشرة".

من جانبه أكد نائب وزير الخارجية الروسى، سيرغى فيرشينين، إنه يتعين عقد اجتماع على المستوى الوزاري للجنة الرباعية للوسطاء الدوليين حول التسوية الإسرائيلية الفلسطينية في أقرب وقت ممكن.

وقال خلال كلمته إنه "من أجل خفض تصعيد الموقف، وإشاعة جو من الثقة، نعتقد أنه من المهم بشكل عاجل عقد اجتماع للجنة الرباعية للوسطاء الدوليين للشرق الأوسط على المستوى الوزاري".

وجدد الدبلوماسي دعوة موسكو لاستضافة محادثات مباشرة بين قادة إسرائيل وفلسطين.

وأدان فيرشينين استخدام القوة ضد المدنيين في كل من إسرائيل وفلسطين في تبادل الضربات الجوية الأخيرة ، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وأضاف أن "التدهور السريع للوضع في منطقة الصراع ، والذي أدى إلى مواجهة مسلحة وسقوط عدد كبير من الضحايا ، يشكل مصدر قلق عميق في موسكو".

أما مندوبة الولايات المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن بلادها تبقى مستعدة للدعم والتسهيل في حال سعى الطرفان لوقف إطلاق النار، مؤكدة "حق الفلسطينيين والإسرائيليين العيش في أمان.

 وتشن إسرائيل غارات جوية مكثفة على قطاع غزة، وتستهدفه بقصف مدفعي، منذ الاثنين الماضي، ما أسفر عن مقتل 197 فلسطينيا حتى الآن، بينهم نساء وأطفال؛ فضلا عن إحداث تدمير هائل في البنية التحتية للقطاع.

وفي ذات الوقت، تتعرض مدن وبلدات إسرائيلية لقصف بصواريخ فصائل فلسطينية، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص.

وكانت شرارة الأحداث المتصاعدة اشتباكات بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية، بسبب اقتحامات وإغلاقات للمسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، منذ بداية شهر رمضان الماضي.

وإلى جانب ذلك، جرت محاولات إسرائيلية لتهجير أسر فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة؛ في خطوة ندد بها المجتمع الدولي، باعتبارها مخالفة للقوانين الدولية.