نشطاء جزائريون: كورونا أثرت على التضامن المدني مع فلسطين

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 12 مايو 2021ء) أرجعت قيادات حزبية تراجع الدعم العربي المعبر عنه في الشارع بالمسيرات والوقفات للقضية الفلسطينية، لجائحة كورونا والظروف السياسية الداخلية التي تعيشها البلدان العربية.

قال إبراهيم عتيق القيادي في حركة مجتمع السلم، وهي من أكبر الأحزاب السياسية الداعمة للقضية الفلسطينية في الجزائر ، في حديث مع وكالة سبوتنيك أن عدم وجود مسيرات أو وقفات لدعم ونصرة القضية الفلسطينية بالجزائر ومعظم الدول العربية يعود لعاملين أساسيين، أولهما " الظروف الصحية التي يمر بها العالم، وأعتقد أنه يوجد فقط أربع أو خمس دول عرفت تظاهرات ضد الكيان الصهيوني، منها تركيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بالاضافة إلى المملكة الأردنية، في حين سابقًا كانت عشرات الدول تعرف مظاهرات أمام السفارات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية​​​."

بالإضافة لوباء كورونا يرى محدثنا أن "شهر رمضان، يؤثر حتمًا على الوقفات والمسيرات، التي تتطلب إعدادًا ودعوات للخروج والتنظيم، خاصة بالنسبة للجان الشعبية والوطنية لمناصرة فلسطين، وهذا ما لم يتم في الجزائر وبعض الدول العربية من قبل الهيئات المعروفة بذلك".

العامل الثاني يضيف عتيق، متعلق بمسيرات الحراك الشعبي "فالجزائر تعرف تراجعا، فيما يتعلق بالتعامل مع المسيرات،( يقصد بيان الداخلية الذي طالب بالتصريح المسبق قبل القيام بأي مسيرة ) ولعل هذا ما جعل كل الجهات وحتى المواطنين، يعزفون على المبادرة للخروج من أجل التظاهر والدفع بالموقف الرسمي للتقدم أكثر تجاه القضية، وأعتقد أنه أهم عامل في الوقت الراهن".

وعن إمكانية تعويض الدعم الافتراضي للمسيرات يجيب محدثنا "لا أعتقد أنه بديل، ولم يعد يعبر عن التعاطف الافتراضي، وانما تحول إلى وسيلة للحرب النفسية والحشد والدعم لملايين المستخدمين حول العالم. وبالخصوص الجماهير والشعوب التي لا تعرف عن القضية الفلسطينية الكثير".

يرى القايدي في حركة مجتمع السلم أن "لكل وسيلة دورها في نصرة القضية الفلسطينية، ولعلّ هذا الغياب في الميادين قد يزيد من تأثير الفضاء الافتراضي، حيث تتجه الجهود نحو مضاعفة التأثير الاعلامي والالكتروني على القضية، ودليل ذلك هو الغلق والحظر الذي تمارسه منصات التواصل الاجتماعي ضد المحتوى الفلسطيني".

من جهتها أكدت القيادية في حزب جيل جديد مريم سعيداني في حديث مع وكالة سبوتنيك أن "القضية الفلسطينية مازالت تستقطب الرأي العام في الوطن العربي، مواقع التواصل الاجتماعي التهبت تضامنا فلسطين و تجديدا للعهد على أن فلسطين مازالت أم القضايا".

وعن غياب المسيرات الحاشدة المعتادة في مثل هذه الظروف، وضحت سعيداني "رغم بعض المسيرات، يبقى الشارع العربي فارغ ولم يهتز كعادته، أظن أن شعوب المنطقة منهكة من تبعات ثورات الربيع العربي و ما خلفته من إحباط عند بعضها، و الآخر كاتم غيظه بعد موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ناهيك عن آثار الوباء الاقتصادية و الاجتماعية التي وجهت اهتمام الشعوب نحو أساسيات الحياة".

و تتجه الأنظار نحو الشارع الجزائري بعد غد الجمعة، والذي تعود على رفع الأعلام الفلسطينية في كل المسيرات السابقة التي تعرفها البلاد منذ فبراير/ شباط 2019.