الرئيس الجزائري يؤكد ارتباط جودة العلاقات بفرنسا بمعالجة ملفات الذاكرة وقضايا الماضي

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 08 مايو 2021ء) أكد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون أن علاقات جيدة وواعدة بين بلاده وفرنسا ترتبط بشكل وثيق بمعالجة ملفات الذاكرة العالقة منذ عقود، لافتا إلى تواصل الجهود الجزائرية لاسترجاع الأرشيف الوطني وتعويض ضحايا التفجيرات النووية في الصحراء الجزائرية.

قال تبون، في خطاب وجهه للشعب اليوم السبت بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة الذي يحل في الثامن من أيار/مايو، إن "جودة العلاقات مع جمهورية فرنسا لن تتأتى بدون مراعاة التاريخ، ومعالجة ملفات الذاكرة والتي لا يمكن بأي حال أن يتم التنازل عنها مهما كانت المسوغات"​​​.

وتابع الرئيس تبون أن "ورشات ملفات الذاكرة مع فرنسا ما زالت مفتوحة، كمواصلة استرجاع جماجم شهدائنا الأبرار, وملف المفقودين واسترجاع الأرشيف وتعويض ضحايا التفجيرات النووية في الصحراء الجزائرية".

وشدد الرئيس الجزائري على أنه "إذا كان النظر إلى المستقبل الواعد يعتبر الحلقة الأهم في توطيد وتثمين أواصر العلاقة بين الأمم، فإن هذا المستقبل يجب أن يكون أساسه صلبا خاليا من أي شوائب، فالجزائر مصممة دوما على تجاوز كل العقبات وتذليل كل الصعوبات نحو مستقبل أفضل، وتعزيز الشراكة الاستثنائية، لترتقي علاقاتها إلى المستوى الاستراتيجي إذا ما تهيأت الظروف الملائمة لذلك، ومعالجة كل ملفات الذاكرة بجدية ورصانة وتنقيتها من الرواسب الاستعمارية".

من جهته قال رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد، عبر حسابه على تويتر، إن "اليوم الوطني للذاكرة، الذي أقره السيد الرئيس، يبقى مجازر 8 مايو 1945 محفورة في ذاكرتنا ومغروسة في وجدان الجزائريين، ذكرى نترحم فيها على أرواح شهدائنا".

وتابع جراد، "ونحث فيها الشباب على الاستلهام من مقومات الشخصية الوطنية والتسلح بالإرادة والعمل لربح معركة بناء المؤسسات لتحصين الوطن وصون سيادته".

وفي الثامن من أيار/مايو 1945، وخلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر، قمعت القوات الفرنسية، مظاهرات مطالبة باستقلال الجزائر، ما أسفر عن آلاف القتلى في المظاهرات التي شهدتها معظم أنحاء الجزائر.

كما أجرت فرنسا في جنوب الصحراء الجزائرية، في 13 شباط/فبراير 1960، التجربة النووية الأولي، التي سميت بـ "اليربوع الأزرق"، وبلغت شدةُ التفجير حوالي خمسة أضعاف التفجير الناتج عن قنبلة هيروشيما.

ومؤخرا أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سلسلة "إجراءات رمزية" في محاولة "لمصالحة الذاكرة" بين ضفتي البحر المتوسط، مع اقتراب الاحتفال بالذكرى الستين لاستقلال الجزائر. لكن تقرير المؤرخ الفرنسي المتخصص في حرب الجزائر بنجامان ستورا، الذي يستند إليه ماكرون في سياسته في ملف الذاكرة، لا يدعو لا إلى اعتذارات ولا إلى اعترافات.